كيف عساك

كيف عساك

 

كيف عساك

كيف عساك
وختمت حديثي سراً ثم رحلت
غادرت حدود الأرض
وسكنت بأقصى ركن خلف النبض
ألغيت بقلبي شوق الموج إلى الإبحار
وحجبت الريح عن التيار
ومسحت بخرطي كل خطوط الطول
وكل خطوط العرض
وأزلت خطوط النار
وخطوط الكف براح يديك
وهجرت ديارك و الآثار
وسحبت الطل من الأزهار
وحبست الماء من الأنهار
وخنقت الرعد
فانطفأ البرق بوجه النار
واحترق بعيني مطر السعد
أقسمت بكل بيوت الشعر
الساكن حزني أن أنساك
وأن أنتزع زهورك مني
وأن أرتحل إلى العلياء بدون هواك
وأن أتعلم كيف يكون ربيع الكون
بغير حقولك
دون وعودك أو ذكراك
وأن ينتحر الأمل المشرق
في عينيك
وفي خديك
وفوق جبينك في يمناك
وفي شفتيك و في رئتيك
وليل التوق على كتفيك
وفي يسراك
وأن ينشطر شراع القارب
في مرساك
صار الزمن الخاطئ
أطول عمراً منذ لقاك
صار الدمع الجارف بحراً
يهدر حزنا ً فوق الأرض
وفي الأفلاك
صار الوجع الجارح يخدش
عصب حنيني كالأشواك
صار صفاؤك في إحساسي
موج هلاك
صار الفرح الأخضر رملا ً
في الصحراء
وصار الحب كنهر الآه
يصب بكاءً في مجراك
وكل طيور صدحت قربك
صارت شبحاً
حلماً هاجر من رؤياك
لم يأسرني قيد هروبك من أعماقي
لم ينكسر حديد وثاقي
لك في الدنيا أو لسواك
ليتك تدرك أن الحب سيصبح يوما ً
شيئاً أكبر من معناك
وأنك يوماً تبقى عندي
معبر ذكرى و استهلاك
وخنجر ورق في خاصرتي
واستنباط و استدراك
وأن الزمن يدور فتدري
كيف العمر استبق بهاك
وكيف جلالك أصبح مأوى للنسيان
وصار غريبا ً في دنياك
فكيف تجئ تفتش عني
بين النجوى
في الآمال و بين شذاك
وكيف تعود تلاحق زمني
كيف بربك كيف عساك
غادر قلبي فارق بدني
لم تمنعه حصون حماك
لم يبهره حيث السحر
ولم تأخذه دروب السلوى
روح القدس و وجه ملاك
عانق قلبي دنيا أخرى
أصبح عقلي وقت الذكرى
لا يشتاق
ولا يطراك.
المعز عمر بخيت
 
 
 
View sudan's Full Portfolio