في اللَيل عَمق وَفي الدُجى نَفق

في اللَيل عَمق وَفي الدُجى نَفق

 

في اللَيل عَمق وَفي الدُجى نَفق

في اللَيل عَمق وَفي الدُجى نَفق
 
 
لَو صَبَ فيهِ الزَمان لابتلعه
لَو مَزَق الرَعد مَسمَعي أَحَد
 
 
في عُمق ذاكَ الدُجى لَمّا سَمعه
لَو أَفرَغ الفَجر ذُو الجَوانب في
 
 
أَدنى إِناء مِن عِندَه وَسغه
تَظَل في صَدرِهِ كَواكبه
 
 
غَرقى وأم النُجوم مَضطجَعَه
تَضل فيهِ الحَياة عالمها
 
 
كَما يَضَل الغَريب مَرتبعه
وَيَنزَوي العالم العَريض إِلى
 
 
رُكن مَنيع لا يَستَبين مَعَه
يَمسَح ما لِلوجود مَن أَثَر
 
 
مَكانه في الزَمان أَو ضَيعه
وَيَطمس القَبح وَالجَمال فَما
 
 
في الكَون مَعنى إِلّا وَقَد نَزَعَه
في حَيث أَضفى المَسوح تَحسبه
 
 
أَرث حَبل الحَياة فَاِقتَطَعه
مَرَت عَلَيهِ الحَياة تَعبره
 
 
في زَورَق أَعرف الَّذي صَنَعَه
حَتّى إِذا ما اِستَقَل آذيه
 
 
طَغى عَلَيهِ العَباب فَاِبتَلَعَه
وَكانَ دَهر وَنَكبت حقب
 
 
وَالجَهل يَغرى عَلى ثَرى سَبعه
يَرد سَهم الضِياء دارعه
 
 
وَيَحتَمي بِالكُهوف أَن تزعه
حَتّى أَفاضَ الضِياء وَاِنفَجَرَت
 
 
عَين مِن النُور شَرَدَت بدعه
فَاليَوم لا مَركَب الضُحى عسر
 
 
وَلا مَراقي السَماء مُمتنعه
ضوء مِن العلم في مدارجه
 
 
نَسعى وللعلم في الوُجود سِعَه
التجاني يوسف بشير
View sudan's Full Portfolio