رحلة الابيض |
وشدى النعمان غنى |
حين لاحت |
من بعيدٍ |
فى رمال الغرب جنة |
جنة الغرب |
عليها |
أودع الرحمن فناً |
صفق الجمع تغنى |
وشدى النعمان |
ثانٍ |
يذهب الآهة عنا |
واحتوانا |
الأهل حباً |
بؤبؤ العين سكنا .. |
وحللنا القلب فيهم |
كانت الأرواح مرسى |
فاحت |
الطيبة طيباً |
ما انقضى يومٌ و أمسى .. |
حاتمٌ |
لو عاش فينا |
كان قد طأطأ رأسا |
ومضى يحمل جرسا |
يشهد العالم عرسا |
إنها |
شيمة أهلي |
قد نمت أصلاً و غرسا |
وبدت نجلاء فينا |
فى ميوع البان ماست |
تابع .. القلب خطاها |
أين مادت و تهادت |
يرفع الكف إليها |
يرتجيها .. |
لو عليه اليوم جادت |
صدرها المغرور عالٍ |
قائد الركب |
حماها .. أين مالت!! |
يتحدى الصبر فينا |
ليته أدرك قبلاً |
أنّ بئر الصبر جفّت |
وحبال الصبر ماعت .. |
وقوامٌ .. |
أطيب المسك عجينه |
ونفيس الدّر طينه |
علّم البانة ليناً |
ثم مادت .. |
وحباها الرّب روحاً |
منك يا جبريل جاءت |
وحباها .. |
ما حباها .. |
ودعى كونى .. |
فكانت |
تحفة الغرب |
هوينا |
أسكرتنا ثم غابت |
وتوارت .. |
ولفيفٌ فى العيادة |
ذلك الشيخ توارى |
بين ذاك الجمع غاب |
أحدب الظهر |
نحيف |
هدّه الدهر فشابا .. |
وفتاةٌ منه تدنو |
شحب الوجه و ذابا .. |
وعلى الوجه |
ذبولٌ |
وهزال و كآبة .. |
سحنة الزنج عليها |
فوق رجليها صغير |
مسحت عنه لعابا .. |
ربطت فى العنق |
حصناً |
ومن العين حجاباً .. |
تلك أخرى |
بقع الزيت عليها |
ومن الرمل ترابا .. |
وتجاعيدٌ |
عليها |
سطر الدهر كتابا .. |
وأناس فى كنيسة |
شهدوا |
ميلاد حبٍ |
كان فى العمق حبيسا .. |
قد تناجوا |
فى صفاءٍ |
تخذوا الحب حديثا |
مثلما قيسٌ |
وليلى |
والهوى كان جليسا .. |
وأشادوا |
الطهر نصبا |
لهواهم ورئيسا |
فيهم القلب |
تغنى |
ودعّوا عمراً تعيسا |
بارك الرب |
هواهم |
ورعى العفة عيسى .. |
وعزيزٌ |
جاء للغرب يثابر .. |
حاملاً |
في الصدر قلباً |
قيم جداً ونادر .. |
مرهف الحس |
رقيق |
دائم الترحال حائر .. |
يسكر العالم شعراً |
إن صفت فيه المشاعر |
عشق الحسن .. |
وغنى |
أين صار الحسن صائر |
وإذا القلب يهاجر |
مستقراً عند هاجر .. |
دون قلب .. دون لب .. |
جاءنا الخل يسافر .. |
وشدى يعقوب حزناً |
شاهراً بالحزن لحناً |
وجم الجمع حزيناً |
لم يعد يعشق فنا .. |
لم يعد للعيش معنى |
ودعوا فى الغرب جنة |
حين وقت البين أسفر |
وقطار الغرب زمجر .. |