رحله الابيض من ديوانه "العذراء"

رحله الابيض من ديوانه "العذراء"

 

رحلة الابيض
وشدى النعمان غنى
حين لاحت
من بعيدٍ
فى رمال الغرب جنة
جنة الغرب
عليها
أودع الرحمن فناً
صفق الجمع تغنى
وشدى النعمان
ثانٍ
يذهب الآهة عنا
واحتوانا
الأهل حباً
بؤبؤ العين سكنا ..
وحللنا القلب فيهم
كانت الأرواح مرسى
فاحت
الطيبة طيباً
ما انقضى يومٌ و أمسى ..
حاتمٌ
لو عاش فينا
كان قد طأطأ رأسا
ومضى يحمل جرسا
يشهد العالم عرسا
إنها
شيمة أهلي
قد نمت أصلاً و غرسا
وبدت نجلاء فينا
فى ميوع البان ماست
تابع .. القلب خطاها
أين مادت و تهادت
يرفع الكف إليها
يرتجيها ..
لو عليه اليوم جادت
صدرها المغرور عالٍ
قائد الركب
حماها .. أين مالت!!
يتحدى الصبر فينا
ليته أدرك قبلاً
أنّ بئر الصبر جفّت
وحبال الصبر ماعت ..
وقوامٌ ..
أطيب المسك عجينه
ونفيس الدّر طينه
علّم البانة ليناً
ثم مادت ..
وحباها الرّب روحاً
منك يا جبريل جاءت
وحباها ..
ما حباها ..
ودعى كونى ..
فكانت
تحفة الغرب
هوينا
أسكرتنا ثم غابت
وتوارت ..
ولفيفٌ فى العيادة
ذلك الشيخ توارى
بين ذاك الجمع غاب
أحدب الظهر
نحيف
هدّه الدهر فشابا ..
وفتاةٌ منه تدنو
شحب الوجه و ذابا ..
وعلى الوجه
ذبولٌ
وهزال و كآبة ..
سحنة الزنج عليها
فوق رجليها صغير
مسحت عنه لعابا ..
ربطت فى العنق
حصناً
ومن العين حجاباً ..
تلك أخرى
بقع الزيت عليها
ومن الرمل ترابا ..
وتجاعيدٌ
عليها
سطر الدهر كتابا ..
وأناس فى كنيسة
شهدوا
ميلاد حبٍ
كان فى العمق حبيسا ..
قد تناجوا
فى صفاءٍ
تخذوا الحب حديثا
مثلما قيسٌ
وليلى
والهوى كان جليسا ..
وأشادوا
الطهر نصبا
لهواهم ورئيسا
فيهم القلب
تغنى
ودعّوا عمراً تعيسا
بارك الرب
هواهم
ورعى العفة عيسى ..
وعزيزٌ
جاء للغرب يثابر ..
حاملاً
في الصدر قلباً
قيم جداً ونادر ..
مرهف الحس
رقيق
دائم الترحال حائر ..
يسكر العالم شعراً
إن صفت فيه المشاعر
عشق الحسن ..
وغنى
أين صار الحسن صائر
وإذا القلب يهاجر
مستقراً عند هاجر ..
دون قلب .. دون لب ..
جاءنا الخل يسافر ..
وشدى يعقوب حزناً
شاهراً بالحزن لحناً
وجم الجمع حزيناً
لم يعد يعشق فنا ..
لم يعد للعيش معنى
ودعوا فى الغرب جنة
حين وقت البين أسفر
وقطار الغرب زمجر ..
احمد فرح شادول
View sudan's Full Portfolio