إنِّي أرى ناراً، لا يلوذ بوهجها بردُ الشِّتاء
وأرى خيولاً أسلَمَتْ للريح،
تعبَثُ بالعناء
وأرى جِياعا قد نَسَوْا
محضُ نومَهُمُ شِفاء
وأرى قلوباً قد تعثَّر نبضُها
عبثاً يُداعِبُهُ الفضاء
ها قد تعكَّر صفوُها
والروح يرهنُها الدُّعاء
...
..
.
ورأيتُ لحناً تاه عن تلك الوتر
والطِّفل في مهدِ الرضاع
مُنادِيا
والأمُّ ، في لَهَفٍ:
آهِ،
قد شُقَّ القمر!!
ورأيتُ أطفالا خِداجاً قد أَتَــوْا
لِيَتـْــبَعُوا ذاك الأثر
وتبعْثَرَت كلُّ القبورِ
وأُخرجت حِمَمُ الحُفَر
ورأيت خطوتَهُم تَغُذُّ مسيرها
أإلى نعيمٍ أم سَقَر؟
ماذا جرى؟
-الكل يصرُخ-
ما استعدُّوا للسَّفَر!
آذنت تلك السماء لربِّها
وشُقَّتْ -هي الأخرى-
عِبَر
...
..
.
ورأيتُ أنِّي قد وُقِفتُ
لِلَمحةٍ
واللمحُ مابرِحَ الزَّمان
عبثاً أُحاوِلُ أن أُهدهِدَ رَوْعتي
عبثاً يُداعِبُني الأمان
وظننتُ أنِّي لن أفيق لسَكرتي
وهمستُ
أنظُرُ للعنان
رباه هذي صرختي
روحي تُمزِّقُها السِّنان
...
..
.
وشهقتُ في رُعبٍ يُكبِّلُ دمعتي
ونظرتُ ..
من حولي ظلام
ألمٌ ألَـــمَّ بكاهِلي
والفرحُ من حولي هُلام
آهٍ.. يا دُميتي
ضمِّي فؤادي واصمُتي
قد أُرْعِدَتْ هذي السماءُ
وعانَقتْ فيها الغمام
وسمعتُ جارتنا
تنادي
تصرُخُ
يا غلام
لا تبقَ تحت قطر الماء
قد تشتكي غدنِ الزُّكام!
أدركتُ أنِّي قد غفوتُ لِبُرهةٍ
والروح كانت في سلام!!
***
ن ب ر ا س
قصيدة جميلة
لك تحية
محمود الأزهرى
مصر