بطاقة عيد
شعر: مريم العموري
إلى أمّــي إلى روحـي إلى دنيــايَ والكــرمِ
إلى تنهيدتي الحَــرّى...إلى زَهـوِي على الأمَـم
إلى الصـبر الذي إن كــان صـبرٌ لامَ لم تلُــمِ
إلى فردوسـيَ المخضــلَّ في قلــبي وفي قلمـي
دواءٌ وصفُهُ أعماقُ حضنكِ.. إذ لــوى سَقَمـي
فؤادي الوالهَ الظمآنَ..تسقـيـنيــهِ في سَلَــمِ
بَعُــدتِ، أسائلُ الأقمـارَ عن عينيكِ، لم تَنــمِ
تنـاجي شوقيَ الملتـاعَ.. تُزجي عاطـرَ النَّسَـمِ
بهمـسٍ، كنتُ أعهـدهُ حنـوناً شفَّ كالدِّيَــمِ
رسـائلكِ التي سطّـرتِ ما أحـلاهُ مـن كَلِـمِ
تعــاودُ لثمَهـا عينـايَ في شغَـفٍ وفي ألَـمِ
وأشـرَقُ في:"وكيـف الحالُ يا نبضي ويا نغمـي
ويا مَن بِتُّ ألقـى طيفَهُـم في الصحـوِ والحُلُـمِ
بحــالٍ بات ينكـرني..غـدا عظمـاً بـِلا أَدَمِ"
***
وأمسـكُ دمعـتي كيـلا.. يراوِدَ صُحبتي همّـي
ولكـنّي إذا ما نــامَ طرفُ الـزَّهـر والنجـمِ
أسـلُّ الآهَ مـن "جُوَّايَ" من لحمـي ومـن دَمّـي
وأبحـرُ في عُبـاب الحـلمِ كي ألقـاكِ يـا أمّـي
أعـانقُ قلبَـكِ الحـاني..بحـبٍّ هائـلٍ جَــمِّ
فضـمّيني..أضـمُّ إليَّ أشتـــاتي..ألاَ ضُــمّي
أيا شِعري الذي لـولاكِ..أُزجيهِ بـلا طعـــمِ
فيغـدو شاحبـاً ضَجِراً..تعافُ حـروفهُ نظـمي
ويأتي العيـدُ في جَـذلٍ.. ليلقانـا معــاً أُمّـي
ولكـن شطَّ لقيــانا.. ونابَ البُعـدُ بالرُّغـمِ
لحـى اللهُ الفـراقَ المـرَّ..ما أقسـاهُ من ظُلـمِ
خـريفٌ ناحلٌ قد لـفَّ روحَ الشمسِ بالسُّحـمِ
ويمضي العيدُ في حُـزنٍ..على ما كـان من همّي
ويمضي العيـدُ لا عيـدٌ..وشمـلٌ غـيرُ مُلتـمِّ