نايــــــــــــــــــــــــــــان
شعر: مريم العموري
إني ويافا في الهوى لغتانِ.. بالشوق والآمال تلتقيانِ
غسّلتُ حرفيَ في مفاتن بحرها.. فتفتّتَ الفيروزُ في أحضاني
ولـممْتها في أسطري ورقيتها.. بالحبّ، يعزف بَوحَنا نايانِ
وشكَكْتها في خيط روحيَ فاستبت.. بجمالها الدريّ كل كياني
هل كنتُ إلا ظلَّ عود ناحل.. فإذا الخيال بسحرها أحياني!
لكنّ دون نفيسها وخصاصتي.. إثم السفينِ ورِدّة القيعانِ
وقبور أحلام على شطَط المدى... وخريطة لا تنتهي لمكانِ
وأنا أجذّف رغم شاهق لجةٍ .. ببـقيّــــــتي، ووشيجةِ الإيمانِ
وربابةٍ شذّبتها بصبابتي... وخضَبتها بشقائق النعمانِ
فإخالها في سكرتي وكلالتي... روحي، تلوّح لي من الشطآن
"يافا"؟ أهذي أنتِ؟ يا عمري الذي.. خبأتهُ لك من عيون زماني
رفّت زواجلُ من دمي ملهوفةً.. برسالةٍ مهتاجة الخفقانِ
أودعتها بعضي فضعنا في الصدى... وهوت، فأطرق في البكاء جَناني
لا صوت غير الريح تعوُل في المدى.. لا طعم غير مرارة الخذلانِ
وفم المحيط على المعابر فاغرٌ ... يترصّد المعنى وكُنْهَ بياني
ليغمّنى في لغوه وشباكهِ... ويزجّني في منتهى الحرمانِ
لم يكفه نفيي الأثيمَ فزادني.. فوق الهزيمة شقوةَ الكتمانِ
يا ربِّ أُسقِطَ في يدي رُحماك يا... من في يديهِ دوائرُ الأزمانِ
هبْ لي زمانا من لدنكَ يردّني.. لحبيبة محنيّة الأشجانِ
قد تاقت الـــــــ "هيلا" لمبسم عاشق .. واستوحشت "جفرا" صبا الخلانِ
فاجمعهما بظلال عدلك وانتشل... قلبين في النسيان، ينطفئانِ