يسير بك المهيمن

يسير بك المهيمن

يسير بك المهيمن

 

يسير بك المهيمن سير سر
 
 
الى ملكوته غيب الخفاء
ويلبسك الخلائع مثل قوم
 
 
خلعن عليهم خلع الرضاء
وألوية القبول عليك تلوى
 
 
وينصب موكب قبل السماء
وطبل العز يضرب بالتدانى
 
 
كما الرايات تنشر بالولاء
وتملك شهوة ملكتك دهرا
 
 
وتنصر ما بقيت على العداء
ويخطبك الوجود وانت حر
 
 
تجيب نداءه بالانزواء
وتمحق عن سوى مولاك حقا
 
 
وتسبح عابرا لجج الفناء
وتسفح أدمعا شوقا لحب
 
 
عطوف لا يعامل بالجفاء
وتبصر لامعا يسبى بلمع
 
 
وفى الملكوت تسمع للنداء
وتدعى فى العلا عبدا منيبا
 
 
فسبحان المهيمن ذى العطاء
فيدعوك المهيمن يا عبيدى
 
 
تقرب انت عندى ذو اجتباء
وفجر الوصل يطلع بعد ليل
 
 
وتطلع بعده شمس الضحاء
وتنقشع الهموم بكل فج
 
 
وتنزاح الشدائد بالرخاء
وأعياد السرور تعاد دوما
 
 
عليك بلا انصرام وانقضاء
وتأنس بالجمال بكل حال
 
 
وتنعم صحبة بالاولياء
وتسمع من شذى الاطيار معنى
 
 
يشوق الروح منك الى اللقاء
وأنفاس النسيم تهب دوما
 
 
تحثك للنهوض بلا تناء
رياضك يانعات من شهود
 
 
شهودك من تفرد بالبقاء
يزينك ما تنال من التلقى
 
 
موائد من صلات الانبياء
وتنظر فوق ذا ملأ كريما
 
 
بهم تكفى وتحمى من شقاء
وتجلس فى بساط القرب تبدو
 
 
عليك من التقى حلل البهاء
تشاهد ما جهلت من المعانى
 
 
من الغيب النفيس على الولاء
وحسنا لا تحيط به عقول
 
 
وذوقا ليس يدرك بالذكاء
ومنزلة هناك لديه زلفى
 
 
تقر بها عيون الاصفياء
ووحى القلب ينزل كل حين
 
 
فيوحى من علوم الاجتباء
فيمتلئ الوعا بالنور حتى
 
 
يعم النور أطراف الوعاء
فتبقى للذى سواك عبدا
 
 
يسرك ما لقيت من القضاء
وتلزم ذلة وخضوع فقر
 
 
وتلبس منه جلباب الحياء
ووجه الشرع مبتسم منير
 
 
ووجه الكفر موصول الفناء
ويصفو الوقت عن كدر تراه
 
 
وتنقلب الضلالة بالهداء
وينتشر الهدى فى الارض حتى
 
 
تضئ به قلوب الاغبياء
يعم الوابل الهتان ارضا
 
 
ثناها محل عن عهد النماء
فتنبت من قطوف الحب نبتا
 
 
ندى الزهر فواح الشذاء
وتؤتى من ثمار الحب حبا
 
 
به الحكماء تذهب كل داء
ويعبق من رياض القرب عطرا
 
 
بنشقته سينهض كل ناء
هو الايمان للارواح قوت
 
 
ومعراج الى أوج العلاء
وشرب نافع وعتيق خمر
 
 
تناوله كرام الانبياء
ومن خير الورى المبعوث فضلا
 
 
أدارته كؤوس الاتقياء
فيعتدل المزاج بطيب عيش
 
 
مع الاخيار أرباب الوفاء
بحسن سكينة ودوام شكر
 
 
به الاركان ترفل فى الثناء
وخير مهابة ووقار عز
 
 
بأردية السماحة والسخاء
فيا لله من نفحات بر
 
 
تزيح عن الورى ظلم الغطاء
ويا لله من كاسات خمر
 
 
من الحانات تروى من ظماء
ويا لله من نظرات عطف
 
 
بها الجانى يسر بل بالرضاء
تبارك ذو الجلال وذو الجمال
 
 
ورب الارض أجمع والسماء
تبارك ربنا اذ قد برانا
 
 
وأكرمنا بانواع الجداء
وخصصنا بخير الرسل طه
 
 
شفيع الخلق ختم الانبياء
عليه الله صلى كل حين
 
 
على عدد الدهور بلا انتهاء
وسلم ما شدت ورقا بروض
 
 
وبارك ما همت سحب السماء
وأحمده على نعم توالت
 
 
علينا فى الصباح وفى المساء
قريب الله بن أبي صالح
View sudan's Full Portfolio