و استدار الحزن

و استدار الحزن

و استدار الحزن

 

واستدار الحزن
أراك في البعيد يا أميرة
نجيمة على الفضاء
أشرقت كشعلة منيرة
فراشة على الحقول
أومأت لوردة صغيرة
تحاور الرحيق تختفي
بخلف سترة قصيرة
أحس في دواخلي
وفي مداخل الشجون
والمواقف التي تعتم البصيرة
بأن حائط الغموض سوف
يخنق التدفق الذي
يرج حول قصة الخواطر المريرة
ويرتدي حجابه كواكباً
تضئ للصحاب و العشيرة
غيابك الذي تعمد الزمان بدءه
وأصبح الدوار في اتكائه سميرا
سيسقط اللقاء في دروبنا
وينزع الفتيل من شراره
ويقطع الوتيرة
تمنعي كما أردت
واختفي عن العيون
واحجبي تواصلي إليك في الظهيرة
واشنقي على محطة الوفاء
شوقي الذي حملته إليك
دون ما تهافتٍ و آهةٍ أسيرة
وحطمي زجاج دهشتي
لعلها الحياة لم تكن
سوى هروبك الذي
يطل من ظلال لوحتي
ومن منافذ الهواء من ربوعها المثيرة
أخاف إن تكرر الغياب عن مسارحي
وكلما تكثف السحاب في جوانحي
وكلما انزويت في محافل
الزمان في وهاده الوثيرة
سأختفي كموجة تكسرت
على رمال حزنها
وغادرت مجاهل البحار
واكتفت بنظرة أخيرة
وإنني إذا سحبت خطوتي
يكون آخر المطاف بيننا
وعزة الجراح لن أعود يا حبيبتي
فانزعي من السماء عهدنا
وودعي صباحك الجرئ
واهجري بيارق المسيرة
إن اكتسيت يا حبيبتي بهالة النجوم
أو لبست من لآلئ الشموس حلة ً
ومن ضيائها ضفيرة
لما أتيت برهة ً
وما وهبت من صفاء نفسي الهوى
ومن دواخلي
زكاة فطري المبارك المقدس البشيرا
قصيدتي إليك فجرت
بداية الرجوع للشروع في الطلوع
ثم أصبحت نذيرة
لأنني إذا خلعت
معطف اشتياقي العظيم
لم تعد قوافلي إليك
رحلة على شواطئ الجزيرة
ولن تظل أبحري
على امتدادك الطويل أنهراً صغيرة
ولن يعود وحي أضلعي
بمقلتيك مُلهَما ً و شاعراً قديرا
ولن تظلي في عيون فرحتي
جدائلاً من الزهور
تنثر البريق و العبيرا
ولن تعودي يا حبيبتي
كما ابتديت في مسيرتي
منارة علية و هامة كبيرة
أخاف من تقهقر العواطف التي حملتها
إليك يا حبيبتي إذا ارتميت هكذا
بحضرة الشجون و اختفيت كلما
منحتك الوفاء و الضياء
والنقود و الحريرا
فهل ستخرجين فجأة
على امتداد هذه الحياة
تشرخين خاطري
وتطلعين من دفاتري
وتصبحين مثل نجمة
تطل في السماء
تبصر الظلام حولها
بعينها الضريرة
لعله الختام و الوداع و الأسى
لعلها الهموم يا حبيبتي
لعلها الموانع الكثيرة.
المعز عمر بخيت
View sudan's Full Portfolio