و أتى عُمر

و أتى عُمر

 

و أتى عُمر

وأتى عُمر
هطل الصباحُ على البريةِ
في عيون الشوق
حُسناً قد حوى
زمن التلاقي فرحةً متدافعةْ
عمرٌ أتى للمشرقين على رحالٍ
لم تزل للصبح تحزم
في طريق الخير كل الأمتعةْ
حتى تقادمت الرؤى و قوامها
صبرٌ قديمٌ و ابتهالٌ دافئٌ مُترفعا
خوفي على زمنٍ تساقط
من تلال الغيب قد حصد النوى
غضباً عنيفاً ضارياً و ملوّعا
يا نبض شوقي
سر إيماني العظيم تأكدي
أن الحياة حديقة
بحنانك الفيّاض تبقى وادعه
يا أم عُمرٍ يا سماحة من رعىَ
قدسية الإنسان عندي
لا تلوّن لا ادّعى
عمرٌ سيمسح عن ثياب الأرض
كل خطيئةٍ
ويضئ بالقمر المُنير مواقعهْ
عُمرُ الذي
سيعلِّم الدنيا سماحة موطني
ويمجّد الإنسان في بلدٍ
تمدّت أذرعهْ
كي تخنق الإحساس
فيمن قد رووا
هذا الزمان قصيدةً وضّاحةً
وسقوا الحياة بأضلعهْ
عمرٌ بُنيّ الآن تخرج سيّداً
للكون تبقى قصةً
تروي سماحة والديك
لكل جيلٍ
في الأمانة ضالعا
هيّا على مدد الحياة
نمد سداً
في دروب الحق يبقى مانعا
الله أكبر
والحياة ندية أوصالها
والعمر أخضر
والمسافة شاسعةْ
فلتمشها أسداً
كبرجك قائداً
في موكبٍ تلقاك
بالحضن العميق طلائعهْ
لك يا بُنيّ
زُهى التحية
والتجلة
والسلام
لك انحناءات المدى
حتى السماء السابعةْ
كي يختفي وهم الطريق
على مدارات الحريق
ومن معه
يا مالكاً وعد الحياة
وحاملاً طوق النجاة
على رصيف القارعة
قد هل وجهك كالملاك ملفعاً
بالصحو
بالنور المقدس مُترعاْ
وسألتقي بك وجهة الميقات
أجمل دوحةٍ
بين الخواطر و النهى متربعة
شوقي إليك و هكذا
يبقى خياري أن أجيئك يافعا
رغم انسيابي
في بحيرات الزمان
ورغم إشفاقٍ قديمٍ
لم يزل متصدعا
ها أنت تنمو
فوق سحر الأرض
في عمق النقاء العذب
ترتاد الصفاء الأروعا
فتعال يا وعد المقاصد ضمّنا
واستقبل الشوق المبارك و ازرعهْ
في كل أركان الهوى
وبكل أشجان النوى
ومواجعهْ
فتعال و اطلع من زمان الخوف
تشهد في انتصارك مصرعهْ
وتعال يا مجد المشيئة كي تقم
لك أغنيات الخير
والداعي القويم
إذا دعا .
المعز عمر بخيت
 
 
 
View sudan's Full Portfolio