مقدم الامل |
أيها القدر أجبنى .. |
لك أشكو سوء حظي ..! |
أم لها أشكوك .. |
قل لى ..! |
فمن الجانى عليّ |
أجناةٌ ما فعلتم .. |
أم لعلّى .. |
لم أعد أفهم .. |
ما الدائر حولى؟! |
لست أدرى .. |
أأغنى للقاها ..؟ |
أبكاءٌ لفراقٍ ..؟ |
أم أصلى ..؟ |
أم .. |
كلا الأحوال .. |
قد حلت لمثلى |
** |
كدت أنسى .. |
أنّنى أملك نفساً .. |
للمنى تهفو .. وبالحب تجيش .. |
وفؤاداً بالهوى ينبض دوماً .. |
عشق الحسن وغنىّ ليعيش.. |
كدت أنسى .. |
أنّ لي روحاً تهيم .. |
وخيالاتٍ وأوهاما وطيش .. |
** |
ثمّ جاءت .. |
كنت أدرى .. |
أنّها حتماً ستأتى .. |
لا تقل .. |
إن أنت قد أرسلتها .. |
أيها الحظ فما أنت بمؤت .. |
فحياتى كلها .. |
صيغت لها .. |
وكذا فى ناظريها كان موتى .. |
ثمّ جاءت .. |
كنت أدرى .. |
أنّها حتماً ستأتى .. |
ففؤادى .. في انتظارٍ |
راجياً مشرق بدرٍ |
جاهراً بالحب صوتى .. |
كنت أدرى .. |
أن ستنزاح همومي .. |
وسيعلو بالغنا والشدو صوتى .. |
وبمقدمها أغنى .. |
هاتفاً .. والكلّ أعنى |
بعد أن قد طال صمتى .. |
ثمّ جاءت .. |
نورها يجلى ظلامى .. |
يشعل الأنوار فى غيهب نفسي .. |
وشدى باللحن قلبى .. |
شاهراً بالطهر صوتى .. |
وعلا مني .. همسي .. |
** |
أيها القادم أهلاً |
لك طال الشوق دهراً |
منك استلهمت بأسى .. |
غننى يا منيتى .. |
اسقنيها فرحتى .. |
فغدى فيك وأمسى .. |
انفض الأحزان عنى .. |
وأطرد الآهات منى .. |
وارم للأيام نحسى .. |
واستعد أيام فنى .. |
وأزرع البهجة عنى .. |
واسقها صحراء نفسى .. |
فأروه الظمآن قلبى .. |
غنه السأمان لبى |
وأطرد الرابض .. يأسى .. |
أيها القادم أهلاً .. |
فبك استبشرت .. مهلا .. |
أنت إشراقة شمسي .. |
أنت إطلالة سعدى .. |
بعد أن لازم وجدى .. |
فاطرد الدائم بؤسي .. |
وابعث الخافق قلبي .. |
يرتدى حلة حب .. |
واسكب السعد بكأسي .. |
اسقنى نخب حياةٍ |
فرهدت بعد مماتٍ |
فانتهى جدب سنينى |
والتأسى .. |
كان يسقينى غداةً |
ويناجينى صلاة .. |
يحتوينى .. ويصابحنى ويمسى .. |
أيها القادم أهلا |
لك قد أفسحت سهلا |
فبك الأيام تصفو .. |
أنت .. من مسكٍ عُجنت |
ومن الطهر غُسلت .. |
ثمّ نُصّبت ملاكاً .. أفندنو ..؟ |
قد رضعت الحسن طفلا .. |
واكتسبت اللين نسلا .. |
فمياس البان فى قامك يحلو .. |
أنت قد أودعت حباً .. |
وكُسيت الذوق ثوباً .. |
فانتظام الدر فى فيهك يبدو .. |
أنت .. |
لا انسٌ .. |
ولا نحن مثالك .. |
أنت .. |
شئٌ .. |
خصّك الرب فمالك ..؟ |
بعباد الرب لا ترثى وتحنو .. |
أنت .. |
قد أودعت من ربك سراً |
وحباك الرب تحناناً وطهراً |
كلنا للسر نرنو .. ثمّ نعلو .. |
أنت .. فى الطهر كتابا |
ولك العفة قد خُصت ثيابا |
فيك روحٌ .. |
ليت من عليائها |
ندنوا .. فنحسوا .. |
أنت .. |
قد علمت روحى ما الهناء .. |
صار يشدو فيىّ |
مزمار الغناء .. |
فتغنى بك روحى .. |
ثمّ تصحو .. |
وإذا طرفك يرنو |
وينادينا .. فندنوا |
يوغر النصّل |
فمن من ذاك ينجوا ..؟ |
وإذا الثغر ابتسم .. |
تصبح الدنيا |
هناء ونغم .. |
يهبط الوحى علينا |
ولعليائك نسموا .. |
أيها الفائت .. |
تأخر .. |
وأترك البين |
وأظهر .. |
وأبق منى .. |
فى فؤادى .. فى دمى .. |
وإذا هذا تعذر .. |
فاترك الطيف الموقر .. |
يملأ الدنيا |
ويغزو عالمى .. |
ويواتينى فيغدو ملهمى .. |
ويمنينى بقرب المقدم .. |
أيها الراحل مهلا .. |
أو فى قربك أطمع .؟؟ |
أم لعودٍ أتطلع .. |
علّ فى العود شفاء السّقم .. |
وشفاء الطرف من دمعٍ هم .. |
فلتمنينى بقرب المقدّم .. |
وتواتينى .. فتغدو ملهمى .. |
ياشفاء الروح بعد العدم .. |
أمجيبٌ .. |
أم ستمضى .. ملهمى .. |
أو باقٍ أم ستمضى ملهمى...؟ |