فليشهد المطر

فليشهد المطر

فليشهد المطر

 

فليشهد المطر
اخرجي كما دخلت فجأةً
وغادري حدائق الصفاء و العيون لحظة ً
وودعي اشتياق من حباك من جواهر الأُلى
ومن كواكب العُلا
واحتواك موجة ً بساحل الحياة و الزمن ..
هكذا انتصرت يا شجن
وهكذا أكون كلما تداعت المحن
مثابراً و قادراً و ملهماً
بآخر القصائد التي تطل من لواحظ القمر
قريحتي أحاطها النقاء لم تعد
بشائري كسائر البشر
تغوص في عميق ما تهاوى و اندثر
ولم أعد كما ابتدأت سابحاً بمقلتيك
لم أعد معلقاً بأذرع الشجر
ولم أعد مخالفاً شريعة البقاء تائهاً
وجاثماً على الرمال كالحجر
يا طائر الصباح هلّ من روائك الأمل
وبيننا الهواء قد رفل
جريئة مشاعري قديرة مثابرة ..
نقية أمينة قوية و صابرة
تقاوم الأسى
بساعة من الشقاء عابرة
وتهجر الضباع إن رسا
فتصبح الحياة في مسيرها مقدسة ْ
ويصبح الزمان كالحديقة الهوى
ويصبح الأمان في محافل النوى ممارسة
لا تحملي عليّ إن رجعت خارجاً
من الهزيمة البكاء فارسا
أحول الدموع في خدود وردة حزينة و يائسة
لقطرة من الندى
تغازل المدى
بمقلة جميلة و ناعسة
يا آخر النساء في عوالم ٍ من الهموم بائسة
يا آخر السهام و المواسم الكلام
انزعي من الصدى هواجسه ْ
وا خرجي كما دخلت في مدينتي
وديعة و آمنة
وغادري سفينتي
على قوارب النجاة ساكنة
واطلعي من اشتعال دهشتي
فما عسى
لهذه الحقول أن تظل عابسة
وما عسى
لمن تراءى و اكتسى
بسندس من الجلال
أن يعود كالظلام دامسا
وما عسى
لمن أحاط فرحة العيون هالة من الصفاء
حوّل العبير موكباً مُقدّسا
وكل حانة من العناء
تحمل الأنين في نواحها
وتفقد الرنين في صباحها
لنرجسة
يا شاعر القبيلة الهمام هكذا
تظل في مواقف الزمان سيداً
وقائداً و رائداً مهندسا
وهكذا أراك مثلما
أحب أن تكون للديار نشوة
وللصغار قدوة
وللحياة منزلاً و مدرسة
وهكذا أحب أم أراك إن أتيت
أو مشيت
أو بقيت جالسا
هكذا أحب أن أراك
هكذا
المعز عمر بخيت
View sudan's Full Portfolio