فليشهد المطر |
اخرجي كما دخلت فجأةً |
وغادري حدائق الصفاء و العيون لحظة ً |
وودعي اشتياق من حباك من جواهر الأُلى |
ومن كواكب العُلا |
واحتواك موجة ً بساحل الحياة و الزمن .. |
هكذا انتصرت يا شجن |
وهكذا أكون كلما تداعت المحن |
مثابراً و قادراً و ملهماً |
بآخر القصائد التي تطل من لواحظ القمر |
قريحتي أحاطها النقاء لم تعد |
بشائري كسائر البشر |
تغوص في عميق ما تهاوى و اندثر |
ولم أعد كما ابتدأت سابحاً بمقلتيك |
لم أعد معلقاً بأذرع الشجر |
ولم أعد مخالفاً شريعة البقاء تائهاً |
وجاثماً على الرمال كالحجر |
يا طائر الصباح هلّ من روائك الأمل |
وبيننا الهواء قد رفل |
جريئة مشاعري قديرة مثابرة .. |
نقية أمينة قوية و صابرة |
تقاوم الأسى |
بساعة من الشقاء عابرة |
وتهجر الضباع إن رسا |
فتصبح الحياة في مسيرها مقدسة ْ |
ويصبح الزمان كالحديقة الهوى |
ويصبح الأمان في محافل النوى ممارسة |
لا تحملي عليّ إن رجعت خارجاً |
من الهزيمة البكاء فارسا |
أحول الدموع في خدود وردة حزينة و يائسة |
لقطرة من الندى |
تغازل المدى |
بمقلة جميلة و ناعسة |
يا آخر النساء في عوالم ٍ من الهموم بائسة |
يا آخر السهام و المواسم الكلام |
انزعي من الصدى هواجسه ْ |
وا خرجي كما دخلت في مدينتي |
وديعة و آمنة |
وغادري سفينتي |
على قوارب النجاة ساكنة |
واطلعي من اشتعال دهشتي |
فما عسى |
لهذه الحقول أن تظل عابسة |
وما عسى |
لمن تراءى و اكتسى |
بسندس من الجلال |
أن يعود كالظلام دامسا |
وما عسى |
لمن أحاط فرحة العيون هالة من الصفاء |
حوّل العبير موكباً مُقدّسا |
وكل حانة من العناء |
تحمل الأنين في نواحها |
وتفقد الرنين في صباحها |
لنرجسة |
يا شاعر القبيلة الهمام هكذا |
تظل في مواقف الزمان سيداً |
وقائداً و رائداً مهندسا |
وهكذا أراك مثلما |
أحب أن تكون للديار نشوة |
وللصغار قدوة |
وللحياة منزلاً و مدرسة |
وهكذا أحب أم أراك إن أتيت |
أو مشيت |
أو بقيت جالسا |
هكذا أحب أن أراك |
هكذا |