سالوا و لا ماءَ |
لا مرآة َ وانعكسوا |
وباسمهم في الأعالي صلصلَ الجرسُ |
مؤذنونَ قدامى |
كلما التبست صلاتُهم |
أجلّوا التكبيرَ والتبسوا |
وكلما فُتنت بالريحِ أنفسُهم |
تقمّصوا فكرةَ الأشجارِ وانغرسوا |
الداخلون إلى المعنى علانيةً |
ودونهم تسقطُ الأبوابُ |
والحرسُ |
مطابقونَ لغاباتِ الخيالِ |
فمذ سميتُهم بينابيعِ الهوى |
انبجسوا |
من أين أُمسكهم؟! |
من فرطِ ما اتسعت أسماؤهم |
حفظوا الأسماءَ ثم نسوا |
مجلّلون بما للهِ من مطرٍ |
تقول صحراؤهم: |
حاولتُ...ما يبسوا |
وساخنونَ |
لأن القلبَ أوقفهم على نوافذهِ الحمراءِ |
فاحتبسوا |
تكلموا قبل تاريخِ الشفاهِ |
معي |
وكان يسجنني في نفسيَ |
الخرَسُ |
يمشون للوترِ المشدودِ فيّ |
كما |
تمشي لمكةَ في الموّالِ أندلسُ |
مروا خفافاً |
على ما شفّ من لغتي |
ثمّ اطمأنوا إلى الأعماقِ |
فانغمسوا |
فكرتُ في لوحةٍ أولى تُلوّنُهم: |
مقهىً شرودي |
وهم في بابهِ جلسوا |
خذني أيا هوسَ الأشياءِ منكَ |
إلى فردوسِ غُربتِهم |
أرجوكَ يا هوسُ |
خذني إلى جبلِ العصيانِ |
أنصرُهم |
في يومِ يشتبكُ الطوفانُ و اليبسُ |
قد آن |
أن تخرجَ الراياتُ من دمِنا |
ولا تعودَ إلى خيّالها الفرسُ |
سنُسقطُ الوقتَ |
إن الوقتَ أتعبنا جدا |
وما تعبَ الكُهانُ والعسسُ |
نأتيهِ من جهةِ الزلزالِ |
عاصفةً |
وعن أذى زهرةٍ في الروحِ |
نحترسُ |
خذني لتكبرَ في الجدرانِ |
صرختُنا |
حدَ الرئاتِ التي يمتصُها النَفَسُ |
ضقنا |
فمن حين ما جُنّ البكاءُ بنا |
ونحنُ في المأتمِ الكونيّ نُلتمسُ |
لأننا |
كالحواريين أفئدةً |
يندى لألفِ يسوعٍ حزنُنا السلِسُ |
مثقّبون بما يكفي |
ليسطعَ من هذي الثقوبِ على أيامِنا |
القبسُ |
لا نعرفُ المنتهى |
من يومِ فجّرنا |
شعراً و حريةً |
هذا الهوى الشرسُ |