جنوب الحرب

جنوب الحرب

جنوب الحرب

 

قد كان مسقط رأسها بالغاب في أولى السنين
وترعرعت لما تغذت من دماء الأولين
والآن تكلؤها وترعاها علوم المحدثين
تبدو بوجه تقشعر له جسوم الناظرين
عكست ملامحه الخرائب والضحايا الهامدين
وجه يبث من الكآبة كا إحساس دفين
صدمت دمامته وقسوته نفوس الآمنين
أخذت على الناس الطريق فقابلوها محنقين
من كل أهل الأرض من كل الشعوب وكل دين
ولسوف تصرعهم إذا لم يصرعوها مسرعين
برز الخطيب منفخا أوداجه مستكبرا
قال اعلموا يا قوم أنا خير من وطيء الثرى
خوضوا المعارك فاتحين ودوخوا من أنكرا
بثوا المخافة وارفعوا بالسيف هذا العنصرا
إنا نعد لكل من يرتاب موتا أحمرا
إنا خلقنا قاهرين وغيرنا مستغفرا
وانساب موج الجيش والتقت الجحافل بالجحافل
حتى إذا انحسر الوغى عاد الجنود بغير طائل
ما خلفوا غير الضحايا واليتامى والأرامل
غير المشوه والحزين وغير أطلال المنازل
وإذا نظرت نظرت للمرأى الكئيب وأنت ذاهل
نظر المظفر للدماء وللخرائب وهو ساكر
قال ارجعوا يا قوم بالأمجاد إن النصر باهر
ولقد ملكتم غيركم بين البطولة والمفاخر
شتان شتان الألى صاروا لقومهم فداء
ليخلصوا أوطانهم من كل ذل أو شقاء
للعيش في حرية وليرفعوها للسماء
والخائضين الحرب من أجل المطامع والدماء
ليس الخراب بطولة إن البطولة في البناء
إدريس جماع
View sudan's Full Portfolio