بكل وقار |
أستأذنك بكل وقار |
أن تبتعدي عن ذاكرتي |
عن قافلتي و المشوار |
وأن تنسحبي من إحساسي |
من أنفاسي و الأغوار |
ما كان رجائي أن تخترقي جدر الصمت |
وأن تنحازي للأشرار |
ما كان دعائي |
أن تختاري شبح الليل الأسود حسا ً |
أن تنزلقي دون حذار |
كيف اخترت الوجه الكالح |
كالتنين يرف شرار |
يلهو عبثاً بالأعراف |
يتوه غروراً و استكبار |
كيف رضيت السجن الأكبر |
بين خواء و استهتار |
وكيف عشقت الوهم الأغبر |
ثم أويت خلف ستار |
با بنت الأمس الغائم دوماً |
من سيقيك من التيار |
إني أرحل عن ذكراك |
وأسرع خطوي مثل قطار |
يا امرأة فقدت ستر الظل و أمن الدار |
يا امرأة تخشى ضوء الفرح |
تعيش غموضاً و استنكار |
يا امرأة تحيا أبداً في الأغوار |
يا امرأة تهرب منها |
سحب العزة و الأمطار |
يا امرأة تنفر منها حتى النار |
يا امرأة ليست تدرك ما تختار |
يا امرأة تلقى فوق عيوني كل جدار |
يا امرأة تبقى بين سكوني |
بعض حريق من أسرار |
يا امرأة خرجت من أعصابي |
من أثوابي |
فقدت عندي كل مدار |
إني أنزع فرح الشوق النابض |
حولك كالأزهار |
إني أسحب كل حروف |
كانت عندي منك شعار |
وكل صباح طل عليك |
وزيّن بيتك بالأنوار |
وكل طيور عبرت نحوك ثلج القطب |
خليج الحب |
وصدحت نجوى و استنفار |
وكل ربيع غنّى أملاً |
زهواً عبقاً و استشعار |
سكب عليك نبيذ الشمس |
عبير الوهج السائل ماءً |
في صحرائك كالأنهار |
إني أطلع من كلماتي |
أخرج عمداً من خطواتي |
أهجر أرضك للأقمار |
إني أبقى فوق الدنيا لوحة أملٍ |
تمنح درب الحلم إطار |
إني أبقى في الإحساس الصادق وعداً |
وابن خيارٍ من أخيار |
إني أبقى بحر عطاءٍ |
تل إباءٍ |
صدر نهار |
أبقى سداً يهب صمودي |
قوة مدٍ لا تنهار |
أبقى خيراً وهب الرؤيا |
غمر حقول الأرض ثمار |
وعم الفجر الصاحي نوراً |
ملأ الفرحة بالإيثار |
أستسمحك بكل هدوء |
أستأذنك بكل وقار |
قال الشعر فقلت وداعاً |
سقط هواك من الأعمار. |