إلى الصديق هاشم محمد صالح
-------
هل ترى اليخضور يغشى دارنا
اليبوس القفر في قلب الجزيرة
دار أحبابي وأشواقي التي ...
لم تر النور ولم تتدفأ
من شتاء الليل والعالم أغفى
لا ترى كرما ولا زيتونة
أو نباتاً يتخفى
ربضت محزونة
في كتلة صماء
كالشعر المقفى
يا صديق الروح
والفِكر الأثيرة
أين خيلك؟
سدت الأرجاء فالعيش ذليل
قصفت دبابة أعمارنا
فهتفنا
ما الذي تسطيعه هذي الحناجر
ونخيلك؟
هل ترى نحسو كطير
رشفة من بابلية
في خريف العمر
أو قد نتشفى
بطيوف الشعر شهداً
ويراعات منيرة
هذه الأشجار في أشعارنا
هل ترى الثمرات تسّاقط عنها في الدروب
أم ترى قد سدت الأبواب عن حسن فجفّ
بجيوش من قتام في ظلام
شاهق
من عنان الأرض
حتى أسفل الأكوان
في عمق السماء
يا صديقي أين خيلك
وصهيلك؟
هجم البرغوث
لاغوث ولا نوم فما من مرقد
دخن الفكرة
واترك عقبًا لي
ثم سر نحو البدايات الطليقة
صوب يوم الأمس في طي الغد
فرحيلي ورحيلك
نحو نهر في الهوى
هو نيلي وهو نيلك
سفرٌ دقّ وشفّ