الليل يتلفع بالسواد!

الليل يتلفع بالسواد!

 

الليل يتلفّع بالسوادِ
كأرملةٍ ، فقدتْ زوجها
وهي في العقد الثالث مِن العمر!
الشوارع مقفرٌ كصحراءٍ
في ظهيرةِ قيظ!
الأضواء معتمة ،
النوافذ مغلقة ،
الحانات خالية مِن سكارى أخِر الليل
مومسات المواخير ذهبن
إلى أماكن النوم ،
بعد سهرة عمل مضنِ!
*** *** ***
وأنتَ وحيداً بين أحضان
ظلامٍ يتكاثف!
لستَ ثملٌ بالنبيذِ
أنتَ ثملٌ بالحزنِ وضجيج الوحشة!
تشعل سيجارتكَ للمرة الثالثة
قبل أن تبتلعكَ موجة هذيان
تحدِّق في صورتكَ الباهت
المعلَّق على الحائط :
يقاسمكَ نفس المصير
وحيداً مثلكَ ، بين جدران
إطارٍ لعين!
عندما تتذكّر حبيبتكَ تلك التي غادرتكَ
مِن أجل الإلتحاق بديرِ راهباتٍ
لتمتهن عبادة الحرمان!
تشعر بوخزٍ ينخر قلبكَ
يتراءى لكَ أنكَ طُعنت في صميم
ذاتكَ ورجولتكَ!
تشعر بالمقتِ والشفقة والإزداء
مِن نفسكَ!
تفقد الرغبة في الحياة
قبل أن تلعن بصوتٍ مسموع
كل نساء الأرض!
*** *** ***
رغم ذلك بعد أن تشعل أخِر
سيجارة في العلبة يشدّك الحنين
إلى الأيام الخوالي :
يصلكَ حفيفُ أنفاسٍ ولهاث
مِن سحيقِ ليالٍ مضمّخ بالحب!
تحس بطعمِ القُبل ما تزال
عالقٌ بشفاهكَ!
تحس بنبيذِ الشهوةِ
يسيلُ مِن خاصرةِ الليل!
في إناء قلبكَ الفارغ ،
يورق رغبةً في الخطيئة!

Author's Notes/Comments: 

View sudan's Full Portfolio