النازلينَ ضفافَ النيل نغبطُهم والصاعدينَ جبالَ الأرز واحرّبي
(بالرما) يا صاحِ كم من غادة لعبتْ بالرمل, فازدانَ ذاك الثغر باللعبِ
وكم فتاة اذا مادَتْ وإن خطرَتْ ترنح القوم من سُكر ومن طَرَبِ
وإن تفتح وردُ الخد مبتسماً فأي كفٍّ لذاك الوردِ لم تثبٍ?
وذات دلٍّ تريكَ الحبَّ مازحةً وإن تُغازلْ فلم ترحمْ ولم تجب
الله يعلمُ كم في الثغر من مرحٍ وكم بسفحك يا لبنانَ من أربِ!
وكم بقلبي من حبٍ وعاطفة نحو الشآم وذاك الساحل اللَّجِبِ
أما رأيتَ بسنكات وربوتها صفو الحياة وعيش القانع التَّعِبِ
والشاهقات كساها الثلج فانبعثتْ في (أركويت) تناجي السحب عن كثبِ
وهل رأيت فتاة العُرب قد سفرَتْ من غير قصدٍ, فكانت فتنة النُّجبِ!
وهل رأيت من الآرام راتعةً تحت الأراكِ فلم تجفلْ ولم تعبِ
و(كردفان) أما شاهدت نضرتها عند الخريف, وقد غامت مع السُّحُبِ
والباسقات من الأشجار يقصدها طلاب فنٍّ ومن يشكون من نَصَبِ
والحسن يا صاح إما شئت فَاتِنهُ فانظر بربِّك ذاك الساذج العربي
قالوا (بهيبان) جنَّات إذا غشيت كانت لرائدها الجنَّات في حلبِ
وما (دلامي) وقد رَفَّت خمائلها إلا زُحيلة موحي الفن والأدبِ
وشمس (ميري) وقد خفت لمغربها تهفو وتغرب في عين من اللهبِ