سأُغنِّي هذه الليلةً شعرًا |
لجموعِ الشعبِ والثُّوَّارِ |
في ليلِ الفداءْ! |
سأُغنِّي للملايينِ التي |
أرهقَها الظلمُ |
وأعياها البُكاءْ! |
سأُغنِّي حينما |
ترقُدُ أحزاني |
على هَدبِ السَّماءْ! |
أيُّها المجذوبُ في جُبَّتِهِ |
أقِمِ اللَّيلَ على غارِ حِراءْ! |
باسِلٌ إذْ هَبَّ من هجعتِه |
زانَهُ اللَّوحُ على حِبْرِ البهاءْ! |
ناعمُ الطَّرفِ، نديمُ الكبرياءْ |
ضامرُ الخِصرِ إذا شَدَّ البَلاءْ! |
قالتِ الأفلاكُ |
في ليلِ النجومِ |
أسرجِ الخيلَ |
على خطوِ الظِّباءْ! |
سأُغنِّي يا صِحابي |
مثلما غنَّى |
على الصحراءِ رُمْحي |
جاثيًا كاللَّيثِ |
في قلبِ العِدَا! |
سأُغنِّي يا صِحابي |
مثلَمَا غنَّى تهَارقا |
للخيولِ الزُّرْق |
في ليلِ النِّداءْ! |
سأُغنِّي للملايينِ التي |
داستْ على الأحزانِ، |
مرفوعي الجِباهْ! |
سأُغنِّي للرُّعاةِ الظاعنينَ |
وللمروجِ الخُضرِ |
في ظلِّ المساءْ! |
سأُغنِّي للجنودِ |
الصامدينَ على |
الثغورِ، على الفداءْ! |
سأُغنِّي للقِبابِ الخُضْرِ |
والدرويشِ والإبريقِ |
في ليلِ البهاءْ! |
سأُغنِّي للنخيلِ الشُّمِّ |
في كرمةَ، |
مأخوذًا بأحزانِ الإلهْ! |
سأُغنِّي للجماهيرِ الَّتي |
بايعها الرَّبُّ |
وأضناها الحياءْ! |
سأُغنِّي للفتى الماظِ |
على المدفعِ، |
مرفوعًا على |
قوسِ الفِداءْ! |
سأُغنِّي للصَّحابي علي |
سكنَ النِّيلَ وحيَّاهُ السَّماءْ! |
أعْطِني النَّايَ أُغَنِّي |
للِفَتى النُّوبي |
مهدي الإباء |
كلَّما أسرفتُ |
في الرَّاتب ليًلاً، |
جندلَ القنديلُ أحزاني |
وأحزانَ المساءْ! |
سأُغنِّي بالرَّبابةِ |
للأميرِ السَّمهريِّ، |
لفتى الشرقِ، |
وللأطلالِ في |
ليلِ الغِناءْ! |
سامحوني أيُّها الأحبابُ |
إنْ غنَّيْتُ في عشقِ الإلهْ |
ودَعُوني، |
لا تسوموني عذابًا |
ليتَ شعري |
كيفَ أحتمِلُ البُكاءْ؟؟! |
بَايعوني يا صِحابي |
ودعوني أعْلِفُ الخيلَ |
على نارِ المساءْ!! |
بايعوني يا صِحابي |
ودعوني أحمِلُ النِّيلَ |
لشمسِ الأستواءْ!! |
سأُغنِّي وأُغنِّي |
وأُغنِّي وأُغنِّي |
طالما كانَ على |
الجَفْنِ حياءْ!! |