قصة مبدأ




نقابل كل يوم أناس من مختلف الطبقات و الثقافات و الألوان و الأجناس

و نتعرف من خلالهم على أنواع شتى من الثقافات

لعل هناك أمور كثيرة تختلف بين ثقافة و أخرى

و لعل الاختلاف يصل إلى حدود لا يمكن لعقل تصديقها و لكن يجب تقبلها كما هي

وكم يحيرني أمر بعض الناس الذين تصرفاتهم لا تتعلق بثقافة أو طبقة أو لون أو جنس

بل هم من النوع الهلامي المتقلب

الذين يسرحون مع أي تيار جارف أو أي حالة مؤقتة

فلا تفهم لهم تصرف و لا تعرف لهم مبدأ

فتارة تجدهم من النوع المتحرر من أي قيد و تراهم يناقشوك بمبدأ تحررهم و الأسس التي بنوا عليها تصرفاتهم

و قد يصلوا إلى درجة تخطيئك إن رأوا أنك بعيداً عن قناعاتهم

و في يوم آخر تفاجأ أو تصدم عندما تراهم يتبنون قناعات نقيضة تنافي ما كانوا يحملون سابقاً

و بكل بساطة يقولون لقد كنا ضالين و هدينا

أو من الممكن أن تسمع منهم أنه قد تغير مفهوم هذا الأمر عندي و صرت أنظر له بطريقة مختلفة

و أنت تعلم بكل اليقين بأنهم سيعودون إلى ما كانوا عليه بمجرد تغير الظروف

أو لربما من الاحتمال أن يتبنوا قناعات مختلفة كلّياً عمّا عرفوا عليه سابقاُ

و هذا النوع من البشر أكثر ما يدعوني للتجنب

لأني و ببساطة أحترم أصحاب المبدأ الثابت و أخشى أصحاب المبادئ الهلامية

لأنه بكل بساطة من تعرف مبدؤه وإن كان نقيضك تأمن شره

و لكن من يكون معك أمس و يصبح نقيضك اليوم أو العكس فلا أمان له

و لا أمان معه

و للأسف كم من الناس ينساقون وراء ضلالاتهم

و يسوقون من معهم

و كم من الناس يسهل عليهم النفاق كشرب الماء

و كم من الناس اتخذوا من جلد الحرباء رداءً لهم

و قد انتشروا في الأرض ليمارسوا هواياتهم في التضليل و الخداع

و كم من العلماء أثبتوا صحة نظريات خاطئة

و تبنوا أفكار لا تمتهم بصلة

و كم و كم و كم...

و لكن الأمر يبقى قصة مبدأ





يارا محمد

16/01/2006

11:00 PM

لندن

View yaramo's Full Portfolio