حبيبتي
أجمــل من كل القصائد
لا يجاري حسنها بشر
إعجازٌ تجلّى به الخالــٌق
* * *
شَعرُ حبيبتي ليلٌ
وبحر هادئ
ترسو به الأمشاط
كما الزوارق
* * *
وفي عيون حبيبتي
تغفو الشموس
والكواكــب
وفي عيونها قمر . . بسباته غارق
* * *
شفاهها!؟
ينابيعُ شهد - إن تفجرت -
حُجِبَت سمائي بالنوارس
واللقالق
***
وعلى خدود حبيبتي
غمزةٌ - إن ابتسمت- كمضيق طارق
* * *
طولها
أبراج ذهب .. أو رخام
أجمل من كل البيارق
***
خصرها
كعرق لوز يافع
ورشيقة
مثل فراشة تعانقها الشقائق
* * *
حبيبتي وطــن
أغاظ حسنها
كل الأميرات
واتفقت عليها الغربان
كما الزنادق
**
مشيتها إنفتانُ
ومن خطوتها تأتي الدروب
والمقاهي
والمفارق
***
حين تكونُ
يفتعل الزمان مسيره
وتبتهج الفصول
وتندثر بغيبتها الدقائق
* * *
حين تغيب
يتوقف الكون عن نبضه
وبطلتها
تبتسمُ المشارق
***
فحبيبتي حالة أخرى
أنفاسها لهب
تضرم في جسدي الحرائق
***
ويستقيل الشعر قرب حبيبتي
فحبيبتي أكبرمن كل الوصوف
وكلامها أسمى من التعبير
فلتفارقها القصيدة
فلتفارق
* * *
عجزي ظاهر في وصف حسنك
يا فتاتي
فاسمحي لي أن أفراق
****
وحبيبتي
نيزكٌ مارق
قيساريه تشرب كاسا مرا في ظل المئذنه
أيرفع من مئذنة " خمارة الشاطئ" صوت الاذان ؟!
قيسارية ، خنجر اليابسة في خصر المتوسط ، موج البحر الذائب في ذهب الرمل ، في المدينة ترى وجه كنعان مصبوغا بلون الشمس ، تقف على ربوتها فياخذك سحر المكان ، غروب المدينة البنفسجي ، موج المتوسط المتدفق صوب الشاطئ السهل كأنما هو صفحات تاريخ المدينة ينطوي موجة صفحة تلو اخرى ..
انا قيصرية .. قربان هيرودوس الى اوغسطس الرومي ، هنا انفاس امرأة اتت من البوسنة فأقامت و اهلها واذ بالمدينة بيوت و متاجر حنطة ، تنقلب موجة اخرى فتطوي زمنا صكت فيه السيوف بوشاية احد ساكنيها .. من هذا السرداب تدفق جند الامويين عند الفجر فأذن معاوية باخر فتح في الشام ، في قيسارية بلاغة صبي كان البحر يثقفه ويعلمه البيان ، هذا بيت عبد الحميد الكاتب اصبح اسطبلا ، في ظل النخلة قرب قناة البحر نام الظاهر بيبرس متقيا وهج الشمس فمضى تاريخا لم يبق منه سوى ذاكرة الموج و ظل النخلة ..
صهوات الخيل الجامحة بسباق الزمن الماضي في مسرح بيزنطه ، تنشد لحنا ذهبيا وتقول انا سيزاريا ، يوقظك صمت المئذنة في وقت اذان، ينقبض البحر ويغدو رمل الشاطئ موجا يغرق وجهك في حاضرها فتضيع معالمها وتقاسيمه ، ضابط بلماخ يتلو تلمودا ويهز برأسه ، يهدم كل منازلها و يقتل اخر عشرين فلسطينيا نبتوا فيها ، يشرب نخبا في وجه الموج فيُقتلُ بعد سنين من ذات التلمود ، ويصبح بيت الله وكر مجون ، يترع فيه الكونياك و لا تجمع فيه صلاة ..
هذي قيسارية .. جرح الارض الصاعد صوب الله بمئذنة يخلو فيها ذكر اسمه .. هدير الموج المشتاق لخصر فتاة كنعانية ، نخلة تشيح بوجهها عني و تلفظ ظلها كي لا انام بها فأنسى ، طينٌ بلوني و نتوء ارصفة تحث قدمي الرحيل .
ط.ع
٩-٦-٢٠١٢