***
مدى وركبته وخطوت أدنو فراكلني براقك وارتميت
صرخت هو العروج فكذبوني وقال الجاهلون الشيخ ميت
فكيف وذا هو الزبد الموشى يضيء وليس في المصباح زيت
عرضت عليه لوحي فاعترتني ولوحي جذبة مما دريت
طفوت بموجه فرأيت أفقا و لم أر ساحلا فيما رأيت
بكيت فما درى سببي ولكن لرقته بكى لما بكيت
فتاك أنا فقال " أبوك شيخي وخالك من مناهله ارتويت
فقلت أراك أنت هما فجز بي ولا تحزن علي إذا امحيت
فإن أبي ومحمودا وخالي مضوا عني ولم أك قد وعيت
أجزني يا فديتك إن قلبي حبا بين القباب وما اهتديت
لعل وأربعيني في عظامي تباركني فأنشر ما طويت
لعل وفي رماد غثاء عصري أقابس جذوة منها اصطليت
تعبت كما تعبت من الليالي ومن جمرات غدرتها اكتويت
أهاجر طائرا من عش أمي وأرجع بيد أني ما كفيت
فديت العش كم ريح أقضت مضاجعه تزعزع ما بنيت
فكم بترابه وبغير من زرعت رجية ماذا جنيت
يشردني حبيبي في الصحارى ويندبني غدا إما قضيت
أضاعوني وأي فتى أضاعو فلم أجزع ولي قلم كميت
فعبد الله علمني اصطبارا على ما كان يكظم فاقتديت
وكنت أقول عبد الله فيهم فمن فيهم ليخلف من رثيت