صديق صالح ضرار : وصــية الشهـــيد



وتواعدنا على الشطِّ مِرارا

كان يسـبقـنى ،

ويحـترق انتظارا

وببؤبؤِ عينيه تحدٍّ واخضرارْ

وحديث لا يُجارى

عن أغانى الإنتصارْ

كان مغنِّيها يُغار

حينما ينسرب الضوءُ جهارا

ليبث الروح فى رحم النهارْ

لا تسألونى : ـ خابَ ظنُّه ؟

أم من الحزن توارى ومضُ عينِه ؟

أم سُهاد الليل قد غير لونَه ؟

كان شيئاً غير هذا . .

لا يجارى .

هدهد حزنى ،

وبوجدٍ ليس مثله

كان يسأل :

عنكمُ ، عن كل شهيد

تقمصت روحُه بلوريتارياً جديد

كان يسأل عن قضايا الشعبِ ،

عن دور اليسارْ

وهتافٍ غاضبٍ ، ينمو على كل جدار

عن رفاقٍ خلف قضبان الحديدْ

ومواقيت انتهاءٍ للتتارْ

ثم نادانى إليه ، وقال :ـ

" ليس هذا الوقت وقت للسؤال

كن بقبضة هذا الشعب خنجر

واطعن الباغى بحدَّك ،

لا تشفق عليه

إن مثلى لَيولِّى

تاركاً خلفى البديل

إن مثلى يستطيل

مثلما يمتد نيل

. . ببلادى

ليبثَّ الوجد للوادى الأحنِّ

ولهذا الشعبِ حقٌّ ،

ليس يرجى بالتمنى

فانطلق فى الغابةِ . . فى العتمورِ

وفى صوت المغنى

ولتكن موتاً زؤاما ،

على الباغين لعنة

ولتكن لابرنث يحيط بكل مارق

وأُصيك بأبنائى البلوريتاريا الأوفياء

من زمان ساد فيه الفسق والإفساد

وقرصان تربع فى حماه

فلتجنبهم دجاهْ

ولتجنبهم أذاهْ

View sudan's Full Portfolio