لتسقط آخر الأشجان |
لولاك يا وطن السماحة |
ما خطوت إلى الأمامْ |
لولاك ما كان الصباح مظلة ً |
للعابرين من الظلام |
لولاك ما دارت فصول الأرض |
أو رحل الغمام |
لولاك ما عرف الهوى |
معنى العواطف و الغرام |
لولاك |
ما هلّت نجوم السعد عندي |
أو توارى خلف ظلّي |
كل بدر للتمام |
لولاك ما اكتمل الصفاء الخير |
في الناس انسجام |
لولاك ما عانقت بيتاً للقصائد |
أو حملت الوحي بيني |
في وئام |
لولاك ما صدحت |
طيور الشعر عشقاً |
أو تداعى الحزن |
وائتلق المقام |
لولاك ما أوفيت وعدي |
واحتملت صبابة النجوى سماحاً |
ثم ألغيت الكلام |
لولاك ما سجعت طيور مودتي |
في شاطئيك بشاشةً |
أو أحاطت قدرتي |
كفيك و انطلق الحمام |
في كل أودية الصباح |
وفي امتداد الشوق |
في صدر الأنام |
لولاك ما كان المدى |
بوابةً للشوق |
قبلة عاشقيك |
ونسمةً |
من وارف البيت الحرام |
*** |
لما رأيتك أيها البحر المهاجر |
بين حبات المياه .. |
تهب الندى ذهب الحقول |
وتستحم على بحيرات الحياة |
سالت جراح الأرض عشقاً دامعاً |
بلغ الضياء بنور قدرك مُنتهاه |
لك تستقيم عصاة موسى |
دهشةً |
وهواك يسكن في عصاه |
للقاك يرتحل المساء بركبه |
يصطف عظماء الزمان ِ |
أمام حسنك في انتباه |
*** |
لك أيها الوعد الذي حتماً سيأتي بيننا |
يهب التآلف والصفاء العذب |
يصدح كالرنين |
لك أيها المطر المسافر في دمائي |
صرح حبٍ لا يلين |
لك من صمود الناس في وطني حنين |
لك احتفائي بالحياة توهجاً |
وقصيدةً في كل حين |
بك أستعيد توازني |
وأظل احتضن النقاء |
بوجنتيك تواصلاً |
حتى شروق الشمس في فلك السنين |
فأصير عند الصبح في كفيك سنبلةً |
تغازل ساعديك و تستكين |
وتطل في دنيا هواك هنيهةً |
حيناً تلوح و تستبين |
بين أغصان النضارة |
في حقول الصمت لوحة نشوتي |
للقاك تسكب آهة |
في جنحها المسكون حباً زاهياً |
وغداً رزين |
فيفارق الإعصار بيتي |
ثم ينتحر الأنين |
بك منتهاي و فرحتي |
بك آخر الأشجان تسقط |
أيها الوطن الأمين. |