أقاموا كهذا النخلِ |
كالغيمِ طوّفوا |
مداراتهم في الليل: جوعٌ ومصحفُ! |
تعال إلى الألواحِ |
نلمس سرهم |
فقد تكشفُ الألواحُ ما ليسَ يُكشفُ |
تهجيتُ أرشيفَ الطريقِ |
لمحتُهم |
وأرواحُهم فوق البياضِ تُرفرفُ |
وفي لحظةٍ قبلَ الزمان رأيتُهم |
على الماءِ |
قد ساروا ولم يتوقفوا |
هم القومُ |
آلافُ القناديلِ أسهبتْ |
تُعرّفهم.. والضوءُ بالضوءِ يُعرفُ |
تسافرُ في الرعدِ القديمِ |
صلاتُهم |
ستسمعُها في الرعدِ ساعةَ يقصفُ |
يقولُ لنا الرواي: الغناءُ مفخخٌ! |
يحذرُنا الراوي: الدراويشُ أسرفوا |
بسيطٌ هو الرواي |
وكالبحرِ رمزُهم |
لهم لغةٌ محوٌ وصمتُ مكّثفُ |
زجاجُ الكلام المحضِ قد ضاقَ عنهمُ |
إلى الآن |
من جُرحِ التهشمِ ما شُفوا |
إذا احتملوا جمرَ الشهودِ تبخروا |
وإن نطقوا بالسرِ في الناس جدّفوا |
هي الشطحةُ الأولى |
مجازٌ ولعنةٌ |
هي الحضرةُ الأولى |
صراطٌ وموقفُ |
قديما مشوا |
والأرضُ تثقلُ حطوَهم |
فلما أحسوا بالسماءِ تخففوا |
قديما وكانت لذةٌ بعد لذةٍ |
تقولُ لهم: هيا |
فكيف تعففوا؟! |
رأوا سدرةَ العرفانِ في السجنِ |
مثلما |
رأى سدرةَ العرفانِ في السجنِ يوسفُ |
وذاقوا بنيسابورَ ألفَ قيامةٍ |
وحين نجوا بعد الحسابِ |
تصوفوا! |
سراجٌ وكوزٌ واصطلامٌ ودهشةٌ |
وسجادةٌ |
في أفقها طارَ مدنفُ |
هنالك تستسقي الفراشاتُ |
ربَها |
فينزل شلالٌ من الوجدِ مترفُ |
لنبعٍ وراءَ النبعِ |
جُففَ بعدَهم |
يحجُ ملايينُ العطاشِ ليرشفوا |
لهم وحدهم هذا النبيذُ |
فكلُ من |
تنادوا إلى هذا النبيذِ تأسفوا |
هم المفردُ العالي |
فلا جمع يرتقي |
إليهم |
ولا شيءٌ يُقالُ فيُنصفُ |
ينادونَ من بعد الحجابِ: |
تقدموا |
تشبثْ فإن الأرضَ منهم سترجفُ |
يُسمون أهل الله |
والإسمُ ناقصٌ |
وهل تصفُ الأسماءُ ما ليسَ يوصفُ؟!! |