خاتمة لفاتحة طريق

 

خاتمة لفاتحة طريق

لن ينتهي سفري
لن ينتهي قلقي
لأنني الزورقُ المنذورُ للغرقِ
أنا ابنُ تلك الأحاجي
... جئتُ أقرأها
وجئتُ أمسحُ دمعَ الظلِ
في الطرقِ
أمضي
وصوتٌ من الأعرافِ يجلدُني:
كابدْ
وفتّشْ عن الأسرارِ
وائتلقِ
أمضي
ومبخرةُ الدرويشِ تُنبئُني
أني إذا جزتُ بابَ الكهفِ لم أفقِ
تشدني السككُ العمياءُ
تُلبسُني
صمتي
وتنبذُني في ألفِ مفترقِ
هذا طريقي إلى سيناءَ
دائرةٌ
يسيرُ مختتمي فيها لمنطلقي
ماتتْ على الشاطئ الغربيّ قافلةٌ
من الوجوهِ
ودمعُ الواصلينَ بقي
إن الحقيقةَ كالصحراءِ – قاسيةٌ
ليست تحادثُني
حتى ترى عرقي
يقول لي عمُنا العطّارُ:
حكمتُنا
من منطقِ الطيرِ
لا من منطقِ الورقِ!
لقُبّةِ الغيبِ معراجانِ يا ابن أخي:
أن تشربَ السرَ
أن تنأى عن النسقِ!
يقول لي عمرُ الخيّامُ في ثقةٍ:
بغيرِ خمرتِكَ السوداءِ لا تثقِ!
تقولُ لي خِرقةُ الصوفيّ:
يا ولدي
رأى المحبُ جلالَ اللهِ حينَ شقي!
يقولُ لي هدهدٌ
قد عادَ من سبأٍ:
من لم يذقْ وحشةَ الأسفارِ لم يذقِ!
تقولُ لي
آخر الآياتِ في صُحفي:
مابينَ ضوءين
تحلو ظلمةُ النفق ِ!
محمد عبد الباري
 
 
 
View sudan's Full Portfolio