قصيدة نحن أجدر: مناغاة أكتوبرية

هي خمسونَ عاما مضتْ
مثلما يومضُ البرقُ مرت
وها أنتِ لا زلتِ خضراء، زهراء، حسناء
أثواب عرسك زاهية
وطوالعُ سعدك أكتوبرية
***
اخرجي يا جميلةُ منُ ظلمةِ القبوِ
سيري إلى البهوِ
حيث المعازيمُ ينتظرون
وحيث الكمنجاتُ ترفعُ أقواسها بالتحية
*****
المعازيمُ ينتظرونك كي يبدأ الرقصُ
فانطلقي من صفوفِ الشباينِ
عبر حفيفِ الفساتينِ والأحزمة
وادخلي غابةً الوردِ قادمة نحونا.
****
أدخلي يا غزالةُ، يا برتقالةُ، يا ذهبية
ادخلي في المساقِ المؤدي إلىُ غرةِ الفجرِ
سيري إلى حيثُ كأسُ السعادةِ طافحة
والصبايا يوزعن أطباقها للشوارع والمضربين.
*****
ذكرينا بأيامنا ومواطئ أقدامنا
ذكرينا البيوتَ التي خبأتنا
وتلك التي بذلت ماءها وسقتنا
وتلك التي سألت ربها أن يقينا ويحفظنا
***
لا سبيلَ لنسيان تلك الهنيهة من عمرنا
حين أسفرتِ عن وجهك الذهبي
وفاحت خزاماكٍ فينا
لا سبيل لنسيان عينيك في ذلك الموسم الذهبي المتّوج
حين تعبأتا بالضياء
وأشرقتا بالعذوبة.
****
وقتها كانت الريح تمضي جنوبيةُ
والمتاريسُ مخفورة بالبناتِ الأمازونِ والمنشدين
وكنا كما العشب كنا خفافا ومحتدمين
لا تخافي علينا فقد سرت النار منا لأبنائنا
ولأبناء أبنائنا
والبنات الأمازون اصبحن أكبر
وتناسلن فينا فأصبحت النار أكبر
***
إننا الآن أكثر
إننا الآن أجدر
فهبي علينا لينتفضَ القلبُ يا غالية
ويخلع أثوابه البالية
وتجلس أرواحُنا في المكان المخصصٍ للروحٍ
أو … أو
أو نشتعل مرة ثانية.

View sudan's Full Portfolio