الأقصى٭
شعر: مريم العموري
المسجد الأقصى ينـادي أينهـم
أيـن الأحبّـةُ صفـوَةُ العُبَّـادِ
أين الرفاقُ وقد تمادى هجرهـم
أوَقد نسَوني بعد طـول بعـادِ
***
إنّـا إذا كنّـا نسينـا روحنـا
لم ننس تربك يا رواء الصـادي
تُزجى صبابتنـا إليـك يغذّهـا
شوقٌ عظيم فاق سَمتَ الضـادِ
لكنهُ زمـنُ الشتـات أذاقنـا
ظلمَ العِبـاد وسطـوة الجـلاّد
نفيٌ وقهرٌ في الإسـار وغربـةٌ
أعيَت عزيزَ القوم بعـد رِيـادِ
ما عاد في غُدر القرائح رشفـةٌ
تروي الحنيـن بمهجـةٍ وبـلادِ
***
والأمرُ هان أمام فاجعةِ الحمـى
فالغدرُ لـفَّ لفيفَهـم بسـوادِ
وحديثهم ذاك المشين وزعمهـم
أنّ السـلام شريعـةُ الأجنـادِ
نقضوا الجراحَ بلا حَيا وسعوا إلى
حكم ذليلٍ، في الخَنـا متمـادي
خلعوا على الأجيال ثوبَ هوانهم
بسيادةٍ لم تعـدُ نقـشَ مِـدادِ
فاحكم أيا تاريخ واكتـب أننـا
منهم براءٌ، فـي سمـا الأشهـادِ
أونترُك المسرى لشرذِمة الورى!
خسِئ المهادنُ قبل كيد العـادي
لن يقربوا حوض الطهارة والهدى
مـا دام جنـد الله بالمرصـادِ
مُهَجٌ لأجل الله كـان نجيعُهـا
يوم اللقا سُلّت مـن الأغمـادِ
لا تأسَ يا أقصى فدونك فتيـةٌ
مستوثقـون بعـزة وجـهـادِ