زرقاء اليمامة


زرقاء اليمامة


كانت على الكثبانِ ترنو.. تقتفي آثارَ هاتيك الغيوبْ
بدويَّةٌ..
لثـمـتْ ضفائرَها تسابيحُ الغروبْ
وتوشَّحتْ أكتافها سحرَ الأصالةِ والجلالْ
..
زرقاءُ يا عينَ القبيلةِ..
هدهدتْ أجفانُك الكَحلى أساريرَ الرجالْ
لولاكِ ما أمِـنَ الرجالْ
لولاك يا عينَ اليمامةِ.. لم تكن أبداً يمامةُ في تضاريس الرمالْ
..
والأمر أشبه بالخيال
ها أنـها امرأةٌ تؤجّجُ قومَها إنْ طرفُها في الأفق مالْ
لكنهم.. سخروا بها
وتلامزوا.. "عودي لخدرك والدلال"
ضحكوا فكانت آخرَ الضحكاتْ
وطوى الرمادُ الثأرَ.. وانسلّ المواتْ
..
أمّا التي قـُهـِـرَتْ.. فأذكتْ روحُها غضبَ الرياحْ
سَملوا العيونَ وكُحلُها
خـَطّ الحكايةَ كلها
ومضى يقلّبُها الزمانْ
ينعى اللياليَ والمكانْ
قد غاضت الزرقاءُ في موج ِ الرِّمالِ وما تبقـَّى
غيرُ عينيها..
تجوبانِ الغيــــــــــوبَ...
وتُنــــــــــــذِرانْ


مريم العموري

View nasheed's Full Portfolio