الحلقة العاشرة من دراسة نقدية في النص القصصي : تمرد الفرشاة للكاتب المصري الاستاذ المهندس الشربيني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : جمال السائح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقراءة نص القصة اتصل بهذا الرابط :
http://www.arabicstory.net/index.php?p=text&tid=4223&PHPSESSID=ba81734f1...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولأخذ نبذة حكائية عن المؤلف يمكن التوصل الى هذا الرابط :
http://www.arabicstory.net/index.php?p=author&aid=415&PHPSESSID=ba81734f...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة سريعة في الاحالات المكرورة
بمقدار ما ترددت الفاظ بعينها او من نفس مفردتها اللغوية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغرفة 1 مرة
شعر بتيار بارد يتسلل إلى الغرفة .. كانت الستائر تتحرك بخفة.. توقفت نظراته .. رأى طيفا
....................
رغم ان الكلمة تكررت مرة واحدة
الا ان الاحداث كانت جميعها تجري فيها
مما يترتب عليها تزاوجا في تمرير الترميز المتمايز لها
وهي ترمز الى الوجود الخاص
الى المجتمع المغلق
الى الفكر الخاص
الى اشياء ليس لها ان تتغير
وان تغيرت فهي لا تتغير بوضوح
بل تبقى ملازمة لشيئياتها
كما انها تمثل حركة الزمن الرتيبة
او انسجاميات البطل غير المتحركة
او بطون لتلك الموروثات التي ..
ليس لها ان تنبش في الحقائق الكامنة
ثم ان التيار البارد وتسلله
يوحي بان الغرفة تهدأ في ضمن حرارة معينة
لها ان تشيع الدفء في من يقطنها
وهو البطل
وربما كانت تمثل بعدئذ موئلا وملجأ
لكنه بالتالي ليس آمنا
يعني ليس الى تلك الدرجة
لان تيار الهواء البارد له ان يمس برجوازيتها
بشكل واخر
او حتى مدارسها الاستلهامية
ـــــــــــــــــــــــــــ
النافذة 1 مرة
يقترب من النافذة .. أغمض عينيه ثم فتحمها .. هز رأسه لا يصدق ما يراه .. عاود النظر كانت الستائر تتحرك ..أسرع إليها ..
....................
لم يتم الاشارة الى نفس النافذة
بل تم الايحاء الى ما يتعلق بها
او ما يستتر وراءها
او ما يحاول سترها
او ما يمكن ان يتخللها
يعني تركها معبرا
يمثل مروريات ليس لها ان تسجل وظيفتها الاكيدة
الا من خلال حالات السبب والتسبيب
وهذا لا يمنع من وقوعها في موقع دال
وان كانت القرائن حولها لا تتمايز نحوها
بل تتشاكل برفقتها
وبصورة استيحائية ليست بالغريبة
تقود الى الاعمال الوظيفي لبديهيات
لكنها تستلهم صورا لا ترتبط بمسلّمات دارجة
بل كانت مسرحا لفكرة واعية
نشط فيها الخيال
ليمتزج في سحر الكلم والفكر
كي يستنطق فيها الاول مثاليات واقعية
لان الحركة امر واقعي
لكن حين لا تتحرر بفعل امر يسفر عن نفسه
ستبعث على التشكيك
وهذا ما دفع البطل الى انه يحمل مذهب تشكيكي
حتى في افكاره
حتى في نفسه
حتى في محبوبته التي احب
وتحبه هي في الوقت ذاته
وهذا ان دل
فانما يدلل على ان اصحاب المذاهب غير المعرضة الى اختبار
تتعرض حتى ولو بعد حين
الى ضربات موغرة في الصميم
لتمثل لها طعنات في احداثياتها ومبادئها الاساسية
وان كانت لا تصدر هي بالاساس من اصحابها
بل من المتحلقين حولها
وان بوسعهم الاطمئنان على صحة انتمائهم لها
فيعرضونها الى ضغط من الوحي الاخر
لتتمثل لهم قدرتها او كفائيتها او حتى مقاومتها
من غير ذلك
ثم ..
ان غالب تلك الصور التي يحملها اصحاب النظريات
يستغربون الحال
لو تعرضت افكارهم الى الطعن من قبل المنتمين اليهم
تثيرهم حالات الاستغراب
بعدها تتطابق عندهم اراء المعتقدين بهم ممن ارتقى اليهم الشك بهم
تتطابق مع كل سياسات التشكيك العامة
حتى يعتبرون عملهم ذاك خروجا على الاجماع الشخصي لديهم
وليس الجمعي
لان الجمعي ان تم الاتفاق عليه
فهو لا يعبر بالضرورة عن رأي المجموع
ذلك ان اغلب تلك النظريات لا تحمل صورا جمعية
بقدر ما تعبر عن مدلولات خاصة
يشكك بها نفس المنتمين اليها
من دون ان يثيروا شيئا تجاهها
لكنهم ربما انتظروا شجاعة يستلهما اخر
كان قصدهم اخيرا
لذا
هم لا يقبلون بالتشكيك او الطعن وصولا الى التهديم
فيصوبون سهامهم الى من يعمد الى نقدهم
بانه يتوهم
وما وحيه الا خيال
لذا
كان لدى البطل
رغم تحرره
نظرة غير تصعيدية
وان عمل على تنشيطها
فهي تعمل في الاتجاه المعاكس
لذا
هو حينما وجد تأطيرا يسجل نمطيته في حدود غرفته
وافكاره
وبرامجه
لم يفكر به الا وحيا من خيال
الا اشياء غير قابلة للتصديق
كما يحصل لمستكبر في افكاره
لا يقبل ان يناقشه احد
وان حصل
فهو يعتبره ضربا من الخبل او الشطط
او التجاوز على عرينه الخاص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمام 1 مرة
تردد هل يذهب الي الحمام ليطفئ ناره بدش بارد أم يكلمها ..
......................
لماذا هذا الاقتران
الحمام
او هي
وحالة من التردد
وهل يمكنها هي الاخرى
ان تطفئ من ناره
وتلقي على جسده شيئا من البرودة
ام لا
ومن ثم
لماذا الحمام او هي
في مثل هذا الوقت
وهو لا يحتمل الا ان يفكر اكثر
ام الامر يعتمد تقليعة حضارية
تعتمد معالجة ازمات الفكر
من حيث اشغال النفس بموجات عمل
وفرص استرخاء
كالحمام
او حبيبة
تشغل البطل عن التفكير في ازمته
او تساعده على حل معضلته
وبشيء من الاسترخاء
لانه لا يطيق الاصطدام بنفسه
فكره لانه يمثل نفسه
انتماءاته غير المعلن عنه بشكل واضح
او حتى سيرته الشخصية
من ثم هي
لانها تمثل امتدادا لشخصيته
اشياء منه تنعكس عليها
يلقيها على عاتق مخيلتها
لذا كان لها ان تشتبك في عراك غير مقرن به
وبشكل تام
فالتخيير عملية مغالبة
وليس من ورائها اي انتصار
بل ابتعاث
لكنه حقائق تمت الى اللا معقول بشيء من الاستمرارية
غير المصاب بتحديث
لانه
كما لو كان يعبر عن روتينية ضائعة
اما الحمام
واما
هي
لكن غسيل الافكار هذا
ما كان يجديه
لانه ان تعرف اليها
وكان لها ان تغيره
فالحمام ستغسل ما احتملت عبئه هي
من اجل تغييره
لذا العملية كانت سابقة لاوانها
وكانت مناقضة لعملية الغسيل الفكري
وانه ربما يداوم عليها
لان الحبيبة قائمة
ولا يعرض لقرينة اخرى
مما يدل على ارتباط له ان يقع تحت منافذ التأويل
ان لم نقل تحت ثقل التفسير غير المرتب
ــــــــــــــــــــــــــ
جديدة او قصة حب جديدة 2 مرة
اقترب منها أحس بمن يقرص أذنه اليسرى .. ما هذه التهيئوات .. ماذا تريد أن تقول ..؟ .. أنت في حاجة إلي قصة حب جديدة
عادت قرصة أذنه اليسرى تؤلمه .. أنت محتاج ألي قصة حب جديدة
....................
الحداثة او التحديث
سواء في الحب او في غيره
هل تمثل تداعياتهما ازمة طبيعية
ام مشكلة عارضة
ام معضلة متأصلة
لكن الحداثة
تشق طريقها بشكل حادث
ملتوي
او غير ملتوي
تتقمص لها صورا عدة
وتقتنص لها فرصا مختلفة
حب جديد
فكرة جديدة
قصة حب جديدة
ولماذا اليسرى
هل يشتبك الامر بضلعه الايسر
ام الجانب غير المأهول من الافكار
وهو الضمان الخطي لمسرح الخطيئة للرجل
يعني الاشياء التي يغفل عنها
ويتركها في مكمن الاحتياط
وان يزاول التخطيط لها متى توافر له الوقت
او اشياء لا يعمل لها كل وزن او اخر
لا لانها لا تمثل وجعه التنفسي
او انها المناخ الذي يعيشه في اوقات استراحته
بل لانها تعتبر وسيلة في نفسها
وليست الغاية
وان انقلبت الى غاية
فانه ما كان يفعّلها بكل تفعيلاتها الملائمة
لذا
هو لا يستخدم الحداثة بشكل منظور متراتب
بشكل يعينه على فك عرى ازماته
بل انه يخشى منها ان تفكك مهامه وتنسيه افكاره
يخاف
يخاف ان يكون عرضة للامتحان
وامثاله يمتحنون الاخرين
ولا يعرضون انفسهم الى امتحان
بل يستكبرون على من حولهم
وان جاءتهم فكرة
فيقولوا انها من عندهم
وان رافقتها ازمة
فيقولون انها من عند الله
لذا
يعترفون بالجديد
شريطة ان لا يغير من منوالهم التقاعسي
شريطة ان يحدث من قبلهم
ان يصدر تلقائيا من لدنهم
لانهم يشعرون بعرض اكبر
يحسون بانفسهم اكبر من الاخرين
فان قبلوا بجديد جاءهم به اخر
يشعرون معه حال قبولهم به
او اذعانهم له
انهم لا يفهمون شيئا
او لا يعون لغة حاضر او ماض
او انهم بحاجة الى قيمومة
كما لو كانوا يرون حالهم وقتها
كمن يصادق على اختزال نفسه
واختراقه
وانعدامه
واستضعافه
والحقيقة لا تقول بهذا
انما تقول ان المرء جزء من حركة اجتماعية
ومسيرة تأريخية معاصرة
يجب ان يتحرك ويتأقلم وفق منظوره الشخصي وافكار المجتمع
وان يحقق رؤياه الذاتية بعيدا عن التناحرات المفروضة
يعني ان يستقبل ويرسل
ويختار ملء ذائقيته الشخصية
او ملء اختياراته المكنونة
او حتى ملء قناعاته الكافية
لكننا لا نرى مثل هذا ليحدث
يتقبل امثاله الجديد
لكنه في قرارة نفسه
يستثيره
بدل ان يفحصه
ويرى فيه مقدار الاثارة
او التنويه
او المأمول
او حتى المقصود من التطرق له
هنا استعلاء غير متكاشف الا لنفس يصرعها الريح
نسيم متداعي
يعبر عن اشلاء تلك الحضارات التي ظلت تهيمن على الانسان عموما
ثم انها اضعف من ان تقاوم ريح بسيطة
تسمي نفسها حداثتية
لكنها ابعد عنها
ترفع شعار الجدة والجديد
لكنها ليست باقرب الى مثل هذه الاشياء
الا بالقدر الذي تخدم اغراضها
بعدها سيكون لابطال تلك المصالح
ان يعلنوا عن انتماء هذه الحداثة لهم
وانهم هم الذين اصطنعوها
والدليل انهم يتنفسون اغراضهم فيها
ولو لم تكن لهم
ما كان لها ان تخدم اغراضهم
لذا هم حداثيون
باعتبارهم يخلقون ما يتماشى مع مصالحهم العصرية
انظر الى التناقض المفشل لذروة التوارد
عبر تنصيص فعلي متعامل معه بتفردية شائكة
لا تفهم سوى انانية الرفض واستبدادية الوقع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشارب 2 مرة
توقف أمام الصورة .. داعب شاربه الكثيف
خطر له ان يرسمها بشارب وحواجب
................
رمز ذكوري
سيما وانه يفتعل نقل المشاركة اليها
حينما يوضح ميله الى رسمها بشارب وحواجب
لكن
هل تتبادر اليه مثل هذه الفكرة
حال رسمه لشخصه لو حصل
ان يشطب او يزيل الشارب
ويخفف من كثافة حواجبه
لكن
لماذا هي
وفي مثل ذلك الظرف غير المفتعل في القصة
فيسوق الكاتب احداثها
كما لو كانت تسلسلية تلقائية
ان كل ما يجري
يجري وفق تجانسية مغياة
وتعامل مع احداثها البطل
كما لو يتعامل مع فرضيات مستهلكة
بفارق عرضيتها المتشاكلة مع تقنياتها غير المؤقتة
ثم
اكثر من هذا
مداعبة الشارب
عمل عادي
مرهون بالرجال
لان النساء حين يفعلن
يتركن اصابعهن تستلقي فوق شفاههن
فهل للشارب ان ينبثق لدى الانثى
لو انها تركت الشعر يستطيل
نعم
لكن
لو فعلت
كان الفعل سيمثل ظاهرة مرتجلة
فهل البطل
يحيلنا الى خوف من البطلة
وانه بوسعها ان تتقمص شخصية رجل
لو ارادت
فتنهي حياتها مع زوجها
وحينها
سيتخلى عنها هو الاخر
ربما
لانه لا يريد ان يمر بتجربة زوجها
وهذا الامر مطروق مفتعل هو الاخر
لكن الامر الاكثر استطراقا
هو انه كان يفعل كل هذا
كما لو كان يحاول استعارة شيء من اخلاقه
واعارته اليها
ريثما يراها
اتحتمل عيشه
اتحتمله
بطبعه
بنزواته
ام انها ستنقلب صورة منه وبالتأكيد
هو لا يريد تكرار نفسه
ويخاف ان تتكرر صورته فيها
فتنافسه على مجريات الاحداث
وتقرير المصير
لكنه
يتخوف ايضا
الا انه يشعرنا وبنوع من المغامرة الوضاءة
انه قد جرب كل الطرق
فلم تنجع معه
وله ان يكتشف تلك الوسيلة التي تناءت الى ذهنه اخيرا
وهي الشارب
في تلك الاثناء
لم يداعب شاربه
ولم يفكر بمداعبته
كما ان الحواجب
لها ان تكشف عن عمق الحقد
لانه بوسع المرء ان يكشف عن حقيقة مشاعره عبرها
حين تتقاطب
او تنتشر المساحة بين الحاجبين
وتنبسط
او يجتمع ما بينهما
لكن كل هذا لا يغير من ان فتاته
كانت في تلك الاونة
تخضع الى اختبارات وتجارب من قبله
كل هذا يؤكد انه كان يخضعها الى تجريب
وانه في مثل تلك اللحظة
اراد ان ينهي العملية
ويخلص من مهمته الخاصة والفكرية
لانه كان عجز عن استكشافها
اخيرا
حاول ان يكشف للواقع عن حقيقة موضوعه
كما لو انه راى إن لم يفعل
فان سماته الخلقية سوف تتعرض الى كشف واضح
فمال الى ان يعرض لها وبنفسه
من قبل ان تتكشف الصور عن استكشافه
ومن قبل المأهول القاطن في ذاكرته
يعني الخيال والواقع الذي مازجه
عبر لوحته
وعبر غرفته
حتى عبر عن انانيته
وانه كان يريد الاستيلاء على الحبيبة
لتكون صفة من صفاته
لا مجرد يحتمل عنوانا لانثى
فانانيته كانت ولما تزل تمثل حركة الى الداخل الغامض
لكنه اكتشف انه يجهل نفسه ايضا
وكم يصبح انانيا
اكبر مما يتصور
حالما يجسد معاني تلك التصاوير التي كان لها ان تدهشه
هو الاخر
ذلك حين يتجسد له الشيطان
وهو يتراقص فوق لوحته
لانه خسر اللوحة
وفاز بانانيته
لكن الاخيرة
لم يحظ ولا بشيء من مكاسبها
لذا
كان التشظي في انتباهته
ومكر الصورة التي كان صنعها
والتي عكست نفسيته الراهنة
والآهلة بصورة البطلة
بعد ان شوّه معالمها
لانه متى مازجها بنفسه
لمعالمها الحقيقية ان تختفي
والمراة متى ما انقلب رجلا
تعرضت الى الانقلاب في وعيها الداخلي والخارجي
والرجل كذلك
الا ان اشارة اخيرة
تكسبنا شيئا من الدراية اكثر
وهو انه كان يرضى بها
لو انها استلبته قدراته
لان الفرشاة كانت بيده
وهو الذي يحاول اضافة الشارب والحاجب
واذن
هو من يعرض عليها المماحكة
وانهائها
قبل ان تنهيه
لكنه سيكتشف انها بنهايتها كان له هو الاخر ان ينتهي
لم يعلم انه متى ما تخلص منها
كان للقدر ان يتخلص منه هو الاخر
وانه ما كان قائما الا بها
كما فنه
لا يقوم الا باشكال الاجرام من حوله
المتحركة والجامدة
والا ما كان ثمة لوحة
فضلا عن انها مثلت له مراة حقيقية
مزجت ظنونه في شكلية لوحتية
اقتادته اليها ومن دون ان يشعر
فنسج صورة مشوهة لمعالمه الداخلية
لانه كان اقرب اليها
بعد ان كانت هي الاخرى
تقترب من داخليته
اكثر مما كان مقتربا هو منها
يعني كانت تعيش لصقه الداخلي
الا انه تنازل عنها لها
فتركها تفجر داخليته
حتى اعلن عن تلك الجوانية وبكل وضوح
بعد كل ذلك الاستياق غير المعهود
لانها وجدته يحمل ازدراء مبطنا لها
واستهانة بقدراتها
وانها ما تزال تحت غيره من الرجال
فله ان يضارها
لا ان تضاره
لان ثمة غريم غير فعلي ولحد الان
يعيش وراء شكلها الجميل
فاراد ان يدحره
قبل ان تدحره هي بشكلها الانوثي
وهنا افتعال للرجولية
مبالغ فيه
انه يعيرها رجوليته
كي تنهي ازمتها مع زوجها
لكن الصورة تشوهت
وانقلب السحر على الساحر
لانها انقلبت امرأة مرتجلة
لانها اصبحت تعيش على رجلين
فغدت معه الانثى
ومع زوجها رجلا
ربما بصورة غير مباشرة
كانت تستعير توجيهاته
كي تنتهي من زوجها
لكنه لم يشعر
الا وهو يعيرها ظاهر القول
مما كان لها ان تستوعبه من مقالاته
كيف ستتخلصين من زوجك
ماذا ستقولين له
ماذا ستفعلين معه
هل تتركينه يتمتع بك
هل وهل وهل
كثيرة هي التساؤلات غير المدرجة في الحكاية
وكثيرة هي الصور غير المحكية
هذه كلها مقالاته
كان يفترض انه يلقنها اياها
فاستعارتها منه
وبمرور الزمن
يلقنها
ولا يفعل شيئا لها
ويعود الى تلقينها بشكل غير مباشر
حين يسائلها عن زوجها
وحين يستثيرها
كما لو كان يعرض عليها
ان لم تتخلي عنه لا اقبل بك
ان لم تهجريه سوف لا اكون لك
لكنه لم يشعر
الا وهي تستعير كل مقالاته
فلم يبق له سوى اللوحة
لانها تعبير باطن القول
يعني تجسيده الحيوي
بدليل انه كان يوحي اليها بظاهر القول
وباطنه
لبث لديه
وبسرعة
غاب عن باله
انها طالما كانت تمثل له
عنوانه الخارجي
باعتبارها رسما للوحته
او صورة حية حقيقية
يمكنها ان تتحرك امامه
كان لها ان تقتنص ظاهر الاشياء
ظاهر معالمه
الخاصة والعامة
كي تنطق وبلسانه
عن ضرورة استلابها اياه
لكي تتفوق عليه
ومن ثم تصبح هي صاحبة الكلمة
لكن
الصورة التي كان جسدها
كان انتقاها وبنفسه
يعني لم تكن هي التي افتعلت حضورها في داخله
حتى عكسها على الخارج
وتمكنت من استلابه ظاهر القول
لتستكشف بعدها باطن عمله
المتجسد فوق الصور الخارجية
او المنعكس
كل هذا لم يجر
الا بمشية نفس البطل !
اجل بمشيته
ومن حيث يحسب انه كان يحسن صنعا
ولا يدري انه كان يفرغ خلفياته الداخلية
لانه بعد ان يقدم كل ما لديه من الظاهر
سوف يتعرى من هذا الاخير
وسوف يكشف عن باطنه
لان الظاهر جميعه قدمه اليها
وانتهى
حتى نفد
وحينما نتعرى مرة من القميص
ومرة من البنطلون
ومرة من السترة
سوف يأتي اليوم
الذي لا نجد ما نستتر به
كذلك فعل الفنان هنا
وفي هذه الحكاية
كان وبشكل لا واع
يستنزف نفسه
وهو الذي كان يظن انه يستنزف حبيبته
حتى تركته وبتلقائية صريحة
غير مصرح بها
يقدم كل ما لديه من ظاهر القول
لتبقيه عاريا
مكشوفا على الظاهر من الفعل
هذا
ليحدث بصورة اشمل
حين كان للشيطان ان يتراقص فوق اللوحة
ويمجد تفعيل الرغبات الكامنة
بعد احتراق اوراق المظهر والتمظهر
لدى المرء .. !
مع تحيات جمال السائح
Almawed2003@yahoo.com
www.postpoems.com/members/jamalalsaieh
2006-05-29