صغير يتميز الحائض عمن سواها

صغير يتميز الحائض ..

عمّن سواها !



رواية قصيرة



بقلم : جمال السائح







تبين وهو الصغير

انه بوسعه ان يتميز الفتيات ..

اللائي يضعن فوطات بين سيقانهن

وذلك منعا لتدفق دم الدورة الشهرية لديهن

هذه الحاسة لم تتأت له بالصدفة

لكنها كانت تأتت له من رائحة دم

وتماسه مع بشرته التي تتصل بحاسة اللمس

ثم الاخيرة لها تداع مع حواس اخرى

وترابط كثيف

باعتبار ان الجميع يمثلن حواسا







لكن الرائحة

كانت تستنفر فيه حاسة الشم لديه

رائحة دم لشيء

دم لحيوان

دم انساب فوق جسده البشري

طائر حب

نزف مرة

نتيجة اصابته من قبل احدهم

فيلتقطه

ولم يصدق ان مثل هذا الطائر

يفترض له ان يكون طليقا

لانه اعتاد ان يجد امثال هذه الطيور

ترزح خلف قضبان اقفاصها







ومن يومها

شعر ان الحظ حليفه

ربما كان الاحساس لديه يتفاقم

يوما مع يوم

سيما وانه يرى ثمار جهوده تتلاقح

وتبدو اقرب الى المستحيل

وهو الذي بدا انه يشرف على علاج هذا الطائر

وبالفعل

تم له علاجه

بعد ان عرضه على طبيب بيطري

وهو اخٌ لاحد اصدقائه

فاشار عليه ببعض الممارسات الحفاظية

بعد ان عالجه وضمد جرحه وقال له

ربما تماثل للشفاء

لا اعدك

لان الجرح بليغ





لكنه فعلا يتماثل للشفاء

وينجو الطير من براثن الموت

وتنشرح اساريره وتنبسط سرائره  

لانه احس ان انجازا بديعا قد احرز قصب السبق فيه

ذلك ان الطير كان بوسعه الموت

لكنه لم يكتئب ولم يستسلم لمثله

لذا بقي على قيد الحياة

بعدها اطلقه في الهواء

ليعود الطير الى فضائه الذي ينساب في اجوائه

كالريح حين تغذو فوق الفيافي

وتسحب اجنحتها بشيء من التصافي







طيلة ايام علاجه لهذا الطير

كان يشعر انه ليس الا انثى

هكذا شعور كان قد تملكه دون عناء

ومن دون ان يحاول التشكيك به

ولا حتى للحظات

بعدها كان الطبيب البيطري قد اكد له

ما توصل اليه من فتوح

وهو ان الطائر ما كان الا انثى !





غير ان الطبيب حار به

حار بالصغير

لان هذا كان اخبره

انه يشم لدمه رائحة غريبة

فعاد الطبيب يقول له

انا لا اشم مثلها

ترى ماذا علي ان افعل

وابتسم له الطبيب في وقتها

وقال له

انه دم جرح

وليس هو بدم ...

ليس هو بدم حيض

اترى

انها طير صغيرة

ما تعانيه ليس من حيض

انما من جرح

وعاد الطبيب يبتسم له ثم استطرد متسائلا لغاية

واراك تفهم معنى الحيض





قال الصغير

لا

قال احسن

ستفهمه في حينه

لكن الصغير الح عليه هو وابن اخيه

فقال الطبيب

في كل واحد وعشرين يوم

يخرج الدم من قُبُل الاناث

يبدأ هذا مع بدايات بلوغهن

سيما في التاسعة من اعمارهن

بعضهن ربما انتظرن اكثر

ليرون الدم الغليظ والقاني

يتدفق من فروجهن وبحرارة









فقال الصغير

هل يتدفق مثل هذا بسبب جروح تصيبهن

قال الطبيب

نعم

لكنها جروح طبيعية

جروح دورية منظمة

تصيبهن بشكل عضوي متراتب شهريا

يطلق على كل هذا

الدورة الشهرية

لانها تدور عليهم اسبابها كل شهر مرة

ويحدث مثل هذا لدى الاناث والنساء عموما

نتيجة لتهيج جدران المهبل لديهن

فتنزف من دون ان تسبب لهن اصابات

لان هذا ما كان الا ضرورة

من قبل الخالق الذي خلقهن

وهو اعرف بسر خلقته







ثم تابع الطبيب :

لكن هذا النزيف يتوقف عن الصدور

في سن متقدمة سيما الخمسين من العمر

او الستين لدى القريشيات ...

من اللائي يرجع نسبهن الى الهواشم من قريش

وربما كان هذا نصيبهن من دون كل النساء

وطالما المرأة تتعرض الى دورة شهرية

فانه بوسعها الحبل

وحينما تنقطع عنها ابدا

فانها تنقلب عقيما

لا ينبت في رحمها جنين

تسمى وقتها يائسا

قد يئست من الانجاب

لكن ثمة حالات اعجازية

تتحدى ثوابت الطبيعة والخلق الالهي

مثلما حدث مع سارة

زوجة نبي الله ابراهيم عليه السلام

فبعد ان بلغ بها العمر عتيا

احيا الله ارضها بعد موات









قال اخوه الصغير

اي علاقة بين الدم والحبل

قال الطبيب

ربما هذا هو السر الذي ..

له ان يهئ جدران المهبل

ومن ثم الرحم

للاعراب عن ترابط حياتي ملكوتي

لنشوء كينونة صغيرة

في رحم المرأة





ثم صمت الطبيب

بعدها التفت ونظر اليهما بدقة ، وقال :

واعتقد ان معنى فرج الفتاة او المرأة تفهمانه

قالا

نعم

لكن ليس على وجه الدقة

لاننا لم نره







فاطلق الطبيب ضحكة كسرت عنق الصمت الذي كان يلف المكان

لا بأس عليكما

ستريانه في الوقت المناسب

فلا عليكما

لانكما ستتشرفان برؤيته يوما ما

ولا تملاّن من طغيانه

ساشرحه لكما بصورة بسيطة

رغم انه لا تتوافر لدي الان صورة له

والا كنت اريتكماها

طردا للتفاصيل المملة







هو مثلث

اخطر من مثلث برمودا

وهو يتخذ مثل هذا الشكل

نتيجة اجتماعه عند ملتقى الفخذين والساقين للمرأة

وهو اي المثلث

يعبر عن مظهره الخارجي

يتميز اكثر حين وجود الشعر فوق عانة الانثى

يعني شكله المثلث الخارجي

لانه يمتد الى اسفل

بشكل ينزلق معه اكثر









من ثم هو يشبه القلب

الا انه يشتمل على غطائين متواليين

في الثاني تكون فتحتان

الاولى صغيرة

وهي مخصصة لخروج البول من مجراه

في داخل احشائها

والثاني فتحة واسعة

مغلق داخلها بغشاء رقيق يسمح بتدفق الدم عبره

من خلال بعض الفتحات المتواجدة فيه اساسا

وهو بالتالي يعد مجرىً يتدحرج من خلاله الجنين

حين خروجه من بطن امه

بعد مكوثه في رحمها

بالتالي

فهو يشتمل على مفتاحين

مفتاح او بوابة لتدفق سائل البول

ومفتاح او بوابة لخروج الطفل من بطن امه ..

بعد حملها اياه 9 اشهر او حتى 7 اشهر

وربما 6 اشهر في بعض المرات









بعد ايام شعر بان رائحة الدم

باتت تؤرقه

يعني انها اصبحت تعيش معه

كلما شعر بمرور انثى من جانبه

في البيت او في خارجه

لكنه لم يشعر بها حيال الفتيات الصغيرات

ولم يكن ليحس بها تجاههن جميعا

لم يفهم سرها

او معنى الامر

انها رائحة دم

تشبه بالتأكيد نفس تلك الرائحة التي افغمت انفه

حين وجد الطائر يتلوى بسبب جرحه

مع ان الطبيب لم يكن يستشمها ابدا







في احد الايام

شعر برائحة الدم تنافح مشامه

كان في قيلولة

نفذت رائحة الدم بشكل غريب

كما لو كان يعوم في بحيرة دموية

استفاق وكان نائما

وجد ان اخته كانت تستبدل فوطتها

وتأكد لديه انها كانت حائض

وانها كانت تمر في دورتها الشهرية

ولم تكن تشعر بتواجده في الغرفة

ثم خرجت









تذكر وقتها كلام الطبيب

لانه كان قد اردف لهما هو وصاحبه في الكلام

وقال لهما

حين بادره اخوه في السؤال

لكننا لا نرى الدم يسيل فوق سيقانهن

او يلوث ثيابهن

نعم لا نراه

كان هو قد أمّن على كلام صديقه في وقتها

ثم عقب

ولا نراه يسيل او يقطر من ..

فقال الطبيب

من فروجهن

نعم هذا صحيح

لانهن في وقتها يحتشين بفوطات

اعدت خصيصا لهذه الاغراض

كي تمنع تدفق المياه الملونة الى الخارج

فتمتص الحشوة القطنية ما يخرج من دم

وتقبض عليه

وتمنع عليه الطريق كي يبلل ثيابهن الخارجية

وربما انسلخت قطرات لتلطخ سراويلهن الداخلية

هذا يحدث او غالبا ما يحدث

لو ان الفوطة لم تكن محسنة







واذن

تميز ان الله كان قد انعم عليه بمعجزة

تتحقق على يديه

فانه اصبح بمقدوره تميز من تحتشي من البنات او النساء

ومن لا تحتشي منهن

عبر تلك الرائحة الغريبة

رائحة دم ليست ككل روائح الدماء

ثم

هل هي نفس رائحة دم الحيض الكريهة

ام اقل منها حدة

ربما كانت هذه الاخيرة

هكذا شعر

لانه لو ابتلاه الله بمثل هذه الكراهة

لما كان في المسالة اعجاز

بل بلاء اعجازي





ثم وبمرور الوقت

قدح لديه

ان رائحة الدم

يعني دم الحيض فقط

وتميزه لها

اصبحت تتغير

من كريهة الى حسنة لديه

واصبح يتميزها رائحة عادية

لكنها متميزة

تختص بدم الحيض

ثم فكر

ما فائدة ان يمنح الرب احدهم مثل هذه الفكرة

يعني هذه المعجزة

لم يحر جوابا

ثم اخلد ليلتها الى النوم

وهو يفكر بها ..

طيلة الوقت الذي سبق نومته

سيما وان مثل هذه الحالة

لم تتأتّ له الا بعد ان اصطدم بجرح تلك الطائرة







ثم تذكر

انها طائر جميل

كانت مدهشة حقا

انثى جميلة للغاية

ربما كان له ان يحسد صاحبها الذي يحبّلها

لكنه تذكر ثانية

انه نسي ان يسال الطبيب

كيف يتسنى للرجل او الذكر

ان يحبّل امرأته او انثاه

يعني ماذا يفعل كي يخلق جنينا في رحمها

لكنه تناسى مثل هذا السؤال

لان ثمة تساؤلات كان لها ان تؤرقه

وتدع نفسه عازفة عن النوم

وربما سيسأل عن هذه الاشياء

في المستقبل

فلينشغل اليوم بما الهاه حتى عن نفسه !









بعد ايام

التقى بابنة عمه الصبية

ذات الثلاثة عشر ربيعا

اخبرها بما يعرف عن حيض الفتيات

قالت له

من اين اتيت بهذه المعلومات

انا نفسي اجهل بعضها

لكني

ساخبرك شيئا لا تخبر به اي احد ممن حولنا

نعم

قال لها







ثم اتبع قوله :

اعرف ما تريدين ان تقوليه

قالت سريعا

وما اريد قوله ايها الهمام

قال

تريدين ان تقولي انك حائض

فقالت مندهشة

صحيح

ولكن كيف عرفت

قال

اني احس برائحة الدم

دم الحيض لدى الفتيات المصابات بالدورة

هكذا اصبحت لي مثل هذه البديهية

بعد ان عالجت طيرا صغيرة

كانت تئن تحت اصابتها بجرح

ثم سكت عن الكلام

بينما نظرت اليه باهتمام

وهي لا تصدق ما يقول

لكنه استحضر اياما مع صاحبه

بعد ان اعلمه بما يحدث معه

فما كان من صاحبه الا ان التفت اليه وهو يقول

انت لتعلم ان تتميز ايهن تحت تاثير العادة ام لا

ولكن مثلي عليه ان يتأكد منهن واحدة واحدة

ويعرضها الى الفحص والمعاينة

بعد ان يوقفها في عرض الطريق

ضحكا وقتها ..







لكنه استفاق على كلام ابنة عمه

حينما عادت الى القول ببرود :

اني الان احتشي بفوطة

اضعها تحت سروالي

واسد بها فوهة فرجي

وكلما سحبت سروالي الى اعلى

انشدت عليه

وثمة فوطات في ظهرها لاصق

يلصق بباطن نفس السروال الداخلي







تابعت في الحديث

وقتها ..

لم اكن لأفهم ما يحدث لي

خشيت اني وبشكل غير مباشر

كنت فعلت ما يحظر فعله على انثى

ساءلها

ما الذي يحظر فعله على الاناث

قالت

انا الاخرى لا ادري

لم اكن في حينها كذلك

يعني لم اكن ادري ايضا

ولا في اليوم

لكن كل خوف الناس على الاناث

هو من الرجال والاولاد

خوف ان يلامسوا اجسادهن

او يلاعبوهن

ومن ثم .. لا ادري حقا

مثلما يصنعون في الافلام







ثم تابعت :

يعني مثلما يصنعونه معهن

وهذا امر عيب

هذا ما يحدث مع ابي

كل ما لاحظ في التلفاز مثل هذه المشاهد

غير القناة

واظل انا في حسرة

لمتابعة المشهد

صدقني هذا ما يحصل لي ..

لافهم ما هو المحظور

وما هو غير المحظور

وقتها خفت واسرعت الى امي

وانا ابكي

واصرخ

واقول لها اني ساموت

لا محالة من الموت

ان شيئا في جسمي ينزف

اتعس مكان ممكن اخبر عنها

فابتسمت

وما كانت يوما تثيرني ..

قدر ما اثارتني ابتسامتها وقتها

لاني شعرت انها انانية

ولا تفهم ما اعاني

وتصورت انها لم تعي ما اقول

ولم تصدق

وظننت انها تجدني امزح

لمجرد ان اصاب بجرح في مكان قريب ..

من مجرى بولي







لكنها فيما بعد

اخبرتني وبهدوء

بعد ان كنت استنفدت كل قواي

في البكاء والصراخ

ان هذا يحصل لكل البنات

وهو دم زائد

يتخلص منه جسد الفتاة

لكي تنمو وتصبح اجمل

ويزهر دلالها

يتدفق منها في كل شهر لحدود السبعة ايام

ثم ينقطع

ليعاود مجيئه بعد احدى وعشرين يوما

اكثر او اقل ..







لكنها لم تخبرك من قبل

ساءلها

قالت

لا

ولو كانت فعلت

ما كنت اصبت بكل ذلك الاضطراب

ولا بكل الخوف

والاكتئاب والرعب والفزع

الذي كان استبد بي ..

في وقتها

لا تدري كيف كنت اشعر

وباي حال انقلبت لحظتها

فقال لها

اذن هل تعتبرين امك مقصرة

فانها حين تعلم

انه قد آن لك ان يحدث لك

شيئ من هذا القبيل

فانه كان يتوجب عليها

ان تقدم لك وتوجز

كي لا تصطدمي

اليس كذلك









نعم

قالت لكنها ساءلته

لماذا لا يحدث مثل هذا

لكم انتم معاشر الصبيان

ويحدث لنا فقط

كم هي المرأة متعبة

تحبل وتحمل الطفل في بطنها

ويتدفق الدم منها شهريا

و تطبخ وتغسل وتنظف البيت

وربما اشتغلت بوظيفة

فعقب على كلامها

ولا تنسين انها ترضع صغيرها ايضا

تنبهت

جيد

اترى كم المرأة مجاهدة

فقال لها

ولكن الرجل

ربما جاهد في القتال ضد الاعداء

ما يعدل كل هذا

نظرت اليه نظرات حادة

ثم ابتسمت

وظلت صامتة







لكنه كان يتمنى ان يسالها

ان تريه فرجها

وفوطتها

فضول ما بعده فضول

لكنه خجل منها

واستحى

الا انه في مرة اخرى

فوجئ بها

وهي تساله

هل تحب ان ترى فرج البنات

او فوطتهن

سكت وتوردت وجنتيه

ثم ضحكت

بعد ان ضربته على رأسه

وقالت

ساريكهما

وقتها انشرحت اساريره

لكنها استدركت

ليس اليوم

ولكن في الغد

قال لها

الغد يعني غدا

قالت لا

يعني في المستقبل

متى ما اشاء

ربما لا تقبل امي

ربما يزعل ابي مني

هذا لو فعلت

كيف تعرفين انهما لا يرضيان

ساءلها

قالت

انا متأكدة

ثمة احساس وقرائن حقيقية

ولا بحث في هذا الامر !

لكنها نظرت اليه

ثم قالت

اني ارقّ لحالك







ساءلها

كيف

قالت

بل اشفق على نفسي من الهم

راقبها بناظريه مندهشا

ولكن بتثاقل ..

فقالت له مستتبعة حديثها :

لاني انا الاخرى اشتاق

الى ان ارى ما عندك

رغم اني كنت رأيته لدى اخي الصغير

كنت اقمطه واغسله وانظفه

وقتما كان حضينا

لكني لا اعلم كيف اشعر به وهو كبير

تقول صديقتي

انه يتثاءب

تقصد انه يتمطى ويطول

ويصبح اكبر واكثر حرارة

وذلك ..

حين تلامسه انثى

او تهيج صاحبه صور اناث عاريات

او مشاهد احتضان في التلفزيون

عراة كانوا اصحابها ام مرتدين لثيابهم







بقي حائرا

لا يعلم ماذا يقول لها

لكنها اضافت له بالقول

ثم انها تقول

انه لو استمر الحال

فسينزف هو الاخر

ذهل الصغير

وصاح بها

الذكور لا يتدفق منهم الدم







همست له وهي تضع يدها فوق فيه

يا هذا لا تصرخ

ستفضحنا

انه الدم الابيض

يتدفق منهم دم ابيض

وبمساعدة البنات

كان يثبّت نظره عليها

وهو لا يصدق

شعر بالخوف

تأكد لديها خوفه

قالت لا تخف

ساكون الى جانبك

وسترى كيف ان صديقتي محقة

اقصد اننا سنتأكد

ونتحقق من كلامها

اليس هذا افضل

لكن تذكر

ليس في اليوم

ولا في الغد

ولكن في المستقبل

لان ماما لا تقبل

وابي سوف يزعل





انشغل الصغير حتى بعد ان كبر بمشاغله الحياتية

وانشغلت الصبية ايضا بمشاغلها

لم تزايل الصغير تلك الحالة

وكم حاولت الصبية ان تتميز اعجازه

او تنتفح شيئا منه

لم تستطع

حاول هو الاخر ان يمنحها شيئا من اعجازه

وباي طريقة

فلم يستطع





ذات يوم ومن قبل ان يكبرا

قالت له

ربما استطعت ان اريك اياه

لاني الان في العادة

قال لها

اي عادة

قالت له

لا تتغابى

اقصد العادة الشهرية للفتيات

قال نعم

وماذا ؟

قالت

قلت لك اني استطيع ان اريك كيف نفعل

يعني كيف ندس الفوطة هنا

واشارت الى فرجها

ثم كيف نحشرها وتظل هناك ولا تسقط

كي تمنع الدم من الوصول الى خارج المكان

ثم تابعت

لكن لا تخبر احدا

غير انه عاد وقال

لو عرف ابوك فانه سيزعل

ولو عرفت امك فانها ستضجر

اليس كذلك

انتبهت اليه قائلة

اجل

ولكنك بالتأكيد

سوف لا تخبر احدا

لكنه تراجع

واغمض عينيه

خشية ان تقحمه في العملية

لكني اخاف ان يعلما

ومن دون ان نخبرهما



***



قالت له

لم اكن اعلم انك جبان

والى هذا الحد

قال

انا لست بجبان

ولكن لا بد ان يعلما

ولو لم يعلما

ستكون مصيبتنا مصيبة

ولماذا

سألته

سوف لا نصنع امرا خطيرا

كل ما في الامر

ان يتعرف احدنا الى ما عند الاخر

عاد يقول لها

لكني اخاف

اخاف حقا

نظرت اليه باستهانة

وفي لحظة واحدة

خلعت ثيابها وبالكامل

وهو في غفلة من امره

كان يقف مشدوها مذهولا

لا يلوي على شيء

الا على ما تثابت عليه بصره

مما كان وقع عليه ناظره

من دون ان يخطر على باله

ان يحيد به قيد شعرة

وحينما استبان الفوطة

معلقة ما بين ساقيها

والشعر القليل يحيط بعانتها

كان كل شيء حوله يوحي بالهدوء

والسكون

الا من دقات قلبه

وقلبها







مضى على هذه الحادثة حدود العشر سنوات

كان كلاهما قد بلغ سنّا جميلة

شابان يانعان

يقصدان الحب كما يشاءان

لكن من دون استياء او خوف

غير انه لم يكن بوسعه ان ينسى

تلك اللحظة الاولى

التي لم تغادره وللحين

كيف كان لها ان تمنحه كل تلك الشجاعة

والتواصل مع الجنس الاخر

بشكل غير مؤذ

لانه كان قد ايقن ان ما تمتلكه الاناث

ليس سلاحا فتاكا او جبارا او حتى نوويا

لكنه ربما كان اكبر من كل هذا

الان يعي هذه المسألة

وقتها حينما كشفت له عن نفسها

لم يكن ليعي تلك القضية ابدا

يعني مبلغ خطورتها

لكنه الان يقضي به الامر وبالتسليم

الى حقيقة ان ما عند المرأة

لا يمكن ان يكون بأقل من اسلحة الدمار الشامل

وحسب !







بقي حتى في ايام الجامعة

يفهم ايهن كانت تمر في عادتها الدورية

وايهن قد تعافت منها قريبا

وايهن ليست على صلة بها في الايام الحاضرة

وايهن يمكن ان تكون في اثرها بعد ايام

يعني ان القضية تطورت معه بشكل ابلغ

ثم تطور الحال اكبر

كيف ؟

سنرى ..







صار يفهم ايهن كانت مارست الحب في البارحة

وايهن لم تكن مارسته منذ وقت قريب

وايهن لم تكن مارسته ابدا

وايهن مستفحل فيها امر المباشرة

وبشكل اكبر عندها من اي واحدة غيرها

حتى جاء اليوم الذي التقي فيه بابنة عمه

صبية زمانه وايام طفولته

شعر انه يحتسي المر جرعات فائقة المفعول

لانه احس انها كانت مارست الحب في البارحة

اجل مارست الحب مع احد من الرجال

مع احد الشباب

ولم يخذله صدقها

ولم يكن يضجر لفعلها

لكنه ضجر لانها كذبت عليه

لانها كانت قالت انها باتت تكره الجنس

ولا تبال لو عرض لها دونوجوانات العرب وفرسانها

سوف لا يهوّلون من امره لديها

واذن كيف مارسته

غير انه وفي غمرة تجلياته الواهمة

تذكر ان من مارس الحب معها

لم يكن احد سواه !

ولكن كيف ينسى ..

هذا ما كان له ان يتبين سرّه فيما بعد







اجل

لانه تميز قدراته واختبرها

فوجدها لم تعد كما في الامس

وان تمكنه من الكشف عن الفتيات واسرارهن

قد بات يتضاءل مفعوله

وشعر ان نبوغه الذاتي بات يضعف في هذا الخصوص

هل كانت هي السبب في ذلك

وهي الوحيدة التي مارس معها الحب .. ؟







واذن

كانت اشجع منه

لانها كما علمته لغة التعارف بين الاجساد ومنذ الصغر

ثم تناءى عنها خوف ان يعلم الكبار بامرهما

الا انها عادت تلقنه درسا في الاخلاق

ولكن هذه المرة وهما كبيران

يمتلكان زمام امرهما

حين دعته الى الحب

بعد ان استئذنا الامر من الرب

فقدمت له ما عندها

وقدم لها ما عنده

وبكثير من الامتنان

نعم وبمزيد من الشكر والتقدير







هي لم تمارس الحب لاول مرة معه

لكنه مارس الحب معها كأول ما يمارس فيه الحب

ولم يكن قد فعله من قبل !

وما كان يعلم باسراره سواها

وصديقه الذي كان دلّه على اخيه الطبيب ايام زمان !

والذي ظل على صلة ابيه

يودعه اسراره

ولا يخبر بها احدا سواها .. هي ايضا !







ولم يكن ليخبر ابويه ايضا ابدا

حتى حينما اصطدم بقوته الذاتية

في اولى الايام التي تعرف فيها الى نزيف دمه الابيض

وكانت هي التي ألحت عليه ان يتعرف عليه

لكنه لم يفعله

الا في الخلوات

لكنها ظلت تؤنبه

قائلة

ان يفعل المرء مثل ذلك لوحده

فانه لا يؤذي الا نفسه

وليس عليه ان يفعله

لا الذكر ولا الانثى الا مضطرا

لانه ولانها

سيعرفان مقدار الاذى الذي تسببه لها يعني لنفسه

في وقت لاحق

حين يكون لهما ان ينكحا يديهما









وبالفعل تميز صدق كلامها

ولم يتميزه

الا بعد ان مارس الحب معها

وعرف طعم المشاركة

وحلاوة المخالطة والتواصل مع الغير من الاناث

ولكن بشكل غير مؤذ

لا يسبب لهن اي حرج

او بلاء يقتعد مكانا له في داخل ارحامهن

ومن قبل الوقت الموعود









هذا ما كانت تؤكده له

حتى كانت تلقّنه كيف له ان يستخدم الحاجز المطاطي

يعني الواقية المطاطية

والتي استهان بها اول الامر

ثم أقرّ لها فيما بعد بصحة الافادة منها

سيما وهي لا تني تدرك مخاطر مثل تلك التماسات الجنسية

حتى كانت تلقّنها اخريات

بضرورة تناول حبوب منع الحمل









لذا ...

كانت مخاطرة

لكنها كانت تعرف كيف تتجاوز كآبتها

وتتمتع

ومن دون ان يجر مثل ذلك عليها

اي مصيبة او كارثة

كما حدث لصاحبتها

اضطرت معها وفيما بعد

الى انزال جنينها من بطنها

رغم انها كانت تبكي

كيف لها ان تزهق روحا جميلة

لكن صاحبتها كانت تعلم انها السبب

في مجيئه مبكرا

من دون استئذان واصطبار !



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تمت الرواية بعون الله تعالى



مع تحيات جمال السائح



2006-05-02




View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: