القسم الرابع من دراسة نقد السينما للفلم الامريكي : المم

القسم الرابع من الدراسة النقدية السينمائية المتعلقة بالفلم الامريكي : الممرضة بيتي

....................................................

صور التقمص في حالات من اللاوعي عبر تحليل للفلم الامريكي : الممرضة بيتي

الفلم من انتاج عام 2000

................

فلم سينمائي بعنوان الممرضة بيتي

انتاج شركة جراميرسي  للتصوير بالتعاون مع باسفيك فلم للتوزيع

لعام 2000

اخراج جين يويس ايسكوفاير

......

المنتج المنفذ

فيليب استيوير ـــ  استيفين بيونير

انتاج

جيل موتروكس ــ  واستيف جولن

......

والفلم عن قصة للكاتب جون سي ريتشارد

......

الفلم من بطولة :

ريني زيلويجير بدور الفتاة الشقراء العاملة في مطعم والتي تعيش احلام اليقظة

مورجان فريمان بدور الرجل الاسود الكهل المتعقل للامور

كريس روك بدور الفتى الاسود المتهور والمغرور ويسلي وهو ابن الرجل الاسود

جريج كنيار بدور الممثل الذي يؤدي دور دكتور ديفيد راويل في المسلسل المشهور في داخل مشاهد الفلم والذي كان تحت عنوان الداعي الى الحب

.....

بالاشتراك مع

آرون ايكخارت

كريسبن جلوفر

اليسون جايني

برويت تايلور فينسي

...............

تتخلل الفلم 16 اغنية مختلفة طبقا لتداعيات المشهد

........................................



القسم الرابع

..........................................

( 43 )



لكن ما اوحاه الينا المخرج في نفس الوقت

الذي وقفت في خلاله تصب نظرها الى ساحة الجريمة

وعبر الباب الموارب

والمطل على مسرح الحدث الدموي

فكانت تبكي بشدة

انفجر عنصر البكاء فيها تراتبيا

بينما كان الابن الاسود يشهر سلاحا باردا

سكينة كانت في يده

ويتلقى اللوم من ابيه

في صراخ ومزيج من الاضطراب



( 44 )



لكن المفاجأة المدهشة

ان المخرج اثار فينا وعيا خاصا

مفاده ان بكاءها ما كانت اسبابه ..

الا مشهدا عاطفيا عاصفا كان تخلل نفس المسلسل

ففي نفس الوقت الذي يحل في بيتها مشهدا عاصفا من الدم

كان على شاشة التلفاز

يتم عرض اقوى المشاهد حميمية

مشحون باثقل اللقطات العاطفية

في مسلسلها المفضل



( 45 )



هنا يضعنا المخرج امام وضع محرج للغاية

كي نفهم شخصية هذه المرأة الصغيرة

المراهقة بانفاسها العاطفية ..

والى حد تعاطفها مع مشهد درامي

يغيب عن حالها الراهن

الا من اسطورته المسجلة على واقع ديجيتالي



( 46 )



بينما تصير لا تأبه لمشهد الموت

الذي عصف بحياة زوجها

ولا تحرك ساكنا

بل تلوذ بالبكاء نتيجة ضعفها النفسي

امام مشهد الاثارة العاطفي

في مسلسلها المفضل

اغلب الظن

كان بكاءا مزيجا من الغرابة والخوف

مع بكاء الحب الذي تفجر في قلبها

ابان تلك اللحظة المغامرة

والتي اهداها اياها نفس القدر

الذي كان حرمها من توقعاتها الفتية

وامنياتها الشبابية العذبة والعاطفية

عبر تدخل الاسود

لاغداق الحرية على حياتها

بدلا من ان يسبغ على حياته هو نفسه

بحرية لا مثيل لها

وهو احوج ما يكون اليها

تراه يغدق على بيضاء حريتها

وتحررها من زوجها غير المتفهم لها

بينما الابيض لا يغدقها على قرينته البيضاء

لكن الاسود يضحي ويقوم بها !

اي مصادفة غير مستقيمة هذه ؟

واي اقدار ساقت كل هذه الخطط غير المرسومة مسبقا

بدليل جهل الابن لما كان يفعله الاب

وتصميم الاب على قتل الزوج

بعد ان استفحل وضع الابن وفعله الدموي تجاه الزوج



( 47 )



بكاء يختلط فيه الحب

والجنون

والرعب

من هول المكان

والساحة

والظرف الزمكاني

وعناوين الحب

كلها تهالكت في راسها مرة واحدة

وتكالبت عليها في لحظة مباغتة



( 48 )



هذه الاطروحة الغريبة

تقضي بنا التوقف هنا قليلا

كي نستهلك شيئا من عجلة الزمن

في مثل مشاهد هذا الفلم

ذات الاسطورة من الظل والواقعية

من حيث عرضه المؤتلق

والمسجل في عتمة من الزمن

ترتاده اجنحة من الوثنية غير المعلومة



( 49 )



الكل في هذه المشاهد يؤله حالة البقاء لديه

الزوج ربما كان يفتقر الى شيء من المماحكة

والسياسة مع امثال هذين العميلين

مثلما كان يفتقر الى مثلها مع زوجته

فكان صراعه معهما

يؤرخ لصراعه مع زوجته

والتي ما كان سلوكه معها

يمثل سلوكا مع حبيبة

حتى اثبت ان ظاهره غير باطنه

على عكس زوجته بيتي

خاصة حينما افتضح امره

على لسان الاب والابن

عن قضية المواد

وما الى ذلك

ومن انها في سيارة البيوك !



( 50 )



لذا كانت نهايته مفجعة

وهي نهاية تمثل نهاية المجتمع

الخالي من عوامل العاطفة ومقتنيات الحب

فلديه توجه مادي فاحش

ولدى زوجته بيتي توجه رومانسي فاحش

لم يصنعا مع بعضهما مصنعا

لمزاوجة مشاعرهما التي كانت احوج ما تكون الى ذلك

فكان الرسم الانطباعي والصيغة الترميزية

تعبر عن نهاية مأساوية

للدم ان يلون نسخا منها



( 51 )



بينما يبقي على محتويات اخرى

محاذية لها

دون مساس او تماس

كما ترك بيتي تقبع في غرفتها

دون ان يمسها الاب والابن

ولا حتى ان يفكرا بتفتيش البيت

او حتى سرقته

او سلبه محتوياته

فقررا الهرب

ومغادرة البيت ومسرح الجريمة

باسرع وقت ممكن

ولا يلتفتا وراءهما



( 52 )



هنا الخطاب اللا شعوري

والحي لحضارة ابت ان تغادر فطرتها

حتى في احلك لغاتها

واصعب لهجاتها

فهي لم تتعد الحدود

ولم تصادر الحريات

وتركت بيتي تتابع احداث مسلسلها

وذلك في ظل اصعب اللحظات التعيسة

التي مرت بها في حياتها



( 53 )



التقت هنا ظلمة العاطفة

غير المستحصلة لاسباب دوامها

بظلمة الوعي الخارجي لاسباب المدنية

بيتي مع احساساتها

غير المسجلة على ارض الواقع

او غير المترجمة حرفيا

وغير مستحالة الى صفة من العملية

مع حالة زوجها

وتأزم الوضع لديه

حال صراعه التاريخي

مع عوامل تمدنه التي كان يراها



( 54 )



فان الزوج السعيد

صاحب الحظ العسير

فكان ..

والى ظهيرة نفس ذلك اليوم ..

المشؤوم ليله

كان يرى رأيه مازال عظيما

وكان ما يزال يتبجح مع زوجته بيتي

ان ما تفكر به خلاصة وهم

وما يعرض على الشاشة مزور

ليس حقيقة  



( 55 )



خاصة وانه سيصطحب عميلين

زبونين

ما كانا الا قتلته !

حينما تبدلا دهرا خؤونا

لا يرحم ولا حتى بعواطفه المادية

وان اكتست بكل عوالم الانتماء

الى نفس عناصر ومقومات المجتمع المادي

وبأسره



.........................................

انتهى القسم الرابع ويليه القسم الخامس من الدراسة النقدية السينمائية

..........................

جمال السائح

Almawed2003@yahoo.com

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh


View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: