PostPoems Be Artistic. Be Creative. Be Inspired!

الحلقة الثالثة عشرة من شرح قصة (تباَ لك ايها الموت)

للسيدة المبدعة ماجدولين رفاعي

المنشورة على هذا الرابط في جريدة الاهالي



http://www.ahali-iraq.com/viewarticle.php?id=3534&pg=index&art=mp



.................................................................................................



بقلم جمال السائح



.................................................................................................



لهذا كله ..

فشعاع الشمس له ان يتفق مع سحابة المطر

من حيث ان الشمس والمطر

في تعال على الاسطورة القائمة في باطن الانسان

للمطر ان يتواصل

ولشعاع الشمس ان يحتل السماء والارض معا

مثل المطر حين يزين السماء بلون قاحل

لكنه يسبح فوق الارض

لذا كان للبطلة ان تتوسم مجد المطر

لان سحابه كان للامس يعيش معها

يحمل ذكريات الحبيب

لذا هي تلتمس مجال المطر

رؤيته

تنسم عطره

لان هذا الغيم

قديم ..

لم يتوالد في اللحظة مثل شعاع الشمس

لكنه قديم

كان يعيش في السماء

كان يزين مقلتي الحبيب

كان ينظر ويتطلع الى ايام الحبيب

لكن الشمس

هي وليدة اليوم والساعة

رغم تواجدها المزمن

لكن المطر لما كان وليدا محضا

وشعاع الشمس وليدا .. كانت اعتادت عليه الحبيبة

جديدا تمتصه الارض

حتى يزول بزوال الظل

كان لها ان تتنفس ريح المطر

لان فيها شيئا من رائحة الجدة والحداثة

وليس لشعاع الشمس ان يحمل رائحة

لان للمطر ان يزرع روائح طيبة

روائح ندى

لكن لشعاع الشمس ان يزرع روائح العرق

رغم الدفء الذي تحمله امواجه

المطر حديث

والشمس ليست حديثة

لان البطلة اعتادتها ابدا

انها تشرق كل يوم

لكن المطر لا يتساقط كل يوم

..

ثمة امر اخر

الحبيبة حين تنسمها لون المطر

تود ان تبحث عن بديل

للحبيب

رب سائل يسال

وكيف

هي تريد ان تنعش نفسها بذكراه

فكيف لها ان تعيش ذكرى اخر

لم يتواجد خياله بعد امامها

لكني اقول

حين كان يمثل المطر

شيئا يعبر عن حداثة وجديدية

كان لها ان تفتش امالها عن عنوان اخر

لحبيبها

يمنكها ومن خلاله

نسيانه

لانها في قرارة نفسه

ما عادت تحتمل

فزحفت

كي تشغل نفسها بالحبيب نفسه

عن نفس الحبيب

الحبيب نفسه

له ان يتعبر باشكال عدة

بالمطر

المطر لون حداثي

يتجدد

مثل غيومه الراحلة

تذهب

ثم تعود اخرى

لكننا حين نبصرها

نراها نفسها

او مشابهة لتلك التي رحلت من قبل

وكانت تحل علينا ضيفا ودودا

اذن

رحلة البطلة

كانت تمثل رحلة مطرية

استنزفت فيها سني العيش

ولها ان تقدم لها سني عيش جديدة

لانها ..

ومثلما تقرر الفيضانات والمصائب

لها ان تقرر النبع الراقي والماء الزلال والمرعى النابت

والمحاصيل الوفيرة والثمار الزاهية

لذا

كانت الحبيبة

وبلغة اللا شعور

تبحث عن عقار

عن علاج ناجع

عن دواء شاف

في لذة المطر

لانه يزيد من الذكرى

في نفس الوقت

الذي يطمئنها فيه

انها ستلد حبيبا اخر

مثل المطر

الذي يستولد من الارض نباتا اخر

فيزرع بذره المائي في ارضها

كي تنبت صعيدا طيبا

هي الاخرى

كانت تفتش عن قدم

يسعد بها رحمها

لكن ليس لوليد يعقبها بصفة ام

لكن لوليد يعقبها بصفة حبيب

تفتش عن حبيب

لان المطر يرحل

اقصد السحاب

سيرى لها حبيبا اخر

يقيم لها مكان حبيبها الاولي مرعى اخصب

لان الغمام يطل على كل الارض

يزور الاصقاع

لكنها ربما

مع كل هذه الامنيات

والفرحة الراهنة بالحزن الموثق باهله

لها ان تسبح مع امنيات واجلة

يمكن ان يهديها لها نفس الهيام الراحل في السماء

ربما كان له ان يطل هو الاخر

على وجه الحبيب

فيا ايها السحاب

قبل لي وجنة الحبيب

لانه يعيش في الاعالي

لا ابلغ مأمنه

ولا اصل مكمنه

فلو كنت تفعل

كان لك ان تسدي لي كل الحسنات

افعل

وارسل شيئا من نثارك ..

صوب الحبيب

ربما

واكثر ..

واذن

فالحبيبة

تعيش اشياء متناقضة

كثيرة

تعيش في لحظة العنف

انفصاما قاسيا وللغاية

تبحث عن العقار

وهي تفتش عن الموت

ونعلم ان العقار يدفع الموت

فكيف لها ان تتمنى لقاء الحبيب

ولقاءه لا يتم الا بالموت

وهي تفتش عن شيء

تتصابر في خلاله

انه المطر

لانه يحمل طعم الذكريات

يغسل الجراح

يدفن الاوجاع كما يدفن النبت المغروس تحت الارض

كي تنبت محله افانين من الاحلام

كذلك قلب الحبيبة

كان عطشا ظمآنا للون المطر

اجل

..

كانت ولما تزل تحلم بلون المطر

لانه يذهب ويعود

وبشكل لا واع

كانت تفتش عن سعادتها الراحلة

والتي ذهبت ولم تعد بعد

تناكد المطر

وتقدح عليه ثم تحاججه

كيف لسحابك الذي ذهب ان يعود

وليس لسحابي الذي ذهب ان لا يعود

لكن سقوط المطر

كان جوابا رائقا

راقها جدا

كما لو كان السحاب من قبل

يغطي السماء

دون ان يهطل المطر

لكنها لم تزحف وتنهض للقائه

الا ان السماء حين همت انهارها

وشاطرت الحبيبة بكاءها

تنبهت الاخيرة الى احياء الذكرى

وان من يبكي

لا يبكي نفسه وسحابه الراحل

انما يبكيها ويبكي حبيبها الراحل

لذا

كان في هذه المواساة

نوع من الهام القوة واختزان المأثرة

لان مياه الامطار

ستختزنها الارض

لذا

هي الاخرى

ستنطوي على تصابر

بعد ان تختزن روح الصبر ونثار الوعي

وهذا ما سنستشعره حقا

في المقطع القادم ..





.................................................................................................



تقول ماجدولين :



مطر غزير يبكيك ويبكيني..



هذه سعادتها القصوى

في مثل هذا الظرف وهذا الوقت

لانها وجدت من يشاطرها الحزن

والبكاء

لان الجميع حولهم يضحكون

مبتسمين

فرحين بعودتها للحياة

لكن

لا احد يشاركها العزاء

بشرطه الموسوم لديها

الا المطر

الا السماء

لان دمعه ما كان الا هطيل الاول

وهو يمنّيها كذلك

يعني

مشاطرة وتمني

احياء للارض بعد موتها

صفة ملازمة للمطر

رغم انه يحمل في بعض الازمنة جوائح وفيضانات

تحطم الجسور وتغمر الارض باهلها وناسها

ربما

كان لسيبه أن يحمل مصائبا

ولكن

في اتجاه معكوس

ان يحطم كل جسور ارتباطها بالحبيب

ولو مؤقتا

كي تتحامل وتتصابر

ريثما ترقى الى حيلة رحمتية

ثم لها ان تعيد غير تلك الجسور

تصنعها من جديد

كي تؤصّر علاقتها بماضيها

بالحبيب

لكن بعد تفانيها في الصبر والتصابر

نعم للمطر ان يحطم كل ارض

كان لها ان تنعش الحرقة في بطنها

حتى حين

كي تتصابر وتنسى

كي تتمكن من مواصلة العيش

وارتزاق الحب

كيفما شاء لها الاله

وشاءت من ثم ..

لان في اكثر المرات

نحاول ان نقصي الحبيب

عن تلك الاماكن التي تعيد اليه ذكرى الفقيد

كي لا نشعره بضرورة الازمة ومن جديد

ريثما يتعود الطريق

ثم له ان يرى كل القديم

من الذكريات والايام

لكنه وقتها سيراها غير المرأى الاولي

في الاولي

كان حديث عهد بالحزن

لذا كان ثمة وقت يحتاجه لاختزال هذا الحزن والالم

لكن حينما يمتار الانسان وقتا اخر

كان للايام ان تمحو اثار الخطيئة القدرية

مثل الريح

حين تمحو اثار الطير في السماء

او اثار البشر فوق كثبان الرمل في ..

أديم الصحراء

ثم ..

ان المطر  الغزيز

يبكيه ويبكيها

يبكي الحبيب ويبكيها

يبكيهما معا

الا يسجل كل هذا

دعما لتوصلاتنا البحثية في هذا الاطار

وهو ان الحب

وعلاقات الحب

ذات منشأين

ومصدرين

يشكل فيها المقصد نفس المطلب

ويشكل فيها المصدر نفس المطلب

باختلاف النظرة والكثافة

والتعلقات الخاصة

فضلا عن

عناد المجتمع

الذي ليس له ان يفهم لغة الحب

ولا لغة التوجع في هذا الامر

بل يستخف بها

ويمرح بشأنها ويضحك لها

غير ان السماء

ما كانت الا لتبارك مثل هذا الحب

وتعيد مجده

حين يكون لها ان تبكي لحنه

وقصة الغرام التي اذكت نار السماء

فتركتها تحترق

حتى هما دمعها السكيب

كما لو كانت تنعى قصص الحب كلها

واراجيز العمر

في قصة هاذين المحبوبين

وتقول

ان السماء لا تفكر ..

مثلما يفكر الناس

وعقيدة السماء

هي غير عقيدة الناس

الذين يحسب اغلبهم انهم على المحجة البيضاء

ممن يحسبون انفسهم انها تحسن صنعا

وما كانت تفعل

الا سيئات صنعها

يعني نفوسهم

لانها لم تفهم دين السماء

مثلما تفهمه لغة الحب

ومثلما يعيه المحبون من العشاق

ذلك ان الحب

ابلغ آية دالة على قضية السماء

وليس غيرها

من اية

يمكنها ان تثبت عظمة السماء

لان الكون كله ما كان ليقوم الا على الحب

ونصابه الاساس !

فهنا الكل مغبون

الا الحبيبين !

هو وهي

هو من قبلها

هي تقدم في حديثها شخصه

لانها تحبه اكثر

وتسجل ان المرأة حينما تحب

حتى لو كان لها ان تحترس في حبها

فان حبها سيكون معلنا عنه

فاضحا

واشد

حتى في غضبته

مثل هطول المطر الغزير

غزير

بكاء غزير

فيه من الاثارة ما فيه

فتدبروا !





.................................................................................................





تقول ماجدولين :



إنه يوم ميلادي!





ولكن

لماذا يوم ميلادي

لانه فرحة لدى من تحلق حولها

وهي الان تعترف اكثر مما سبق

بيوم ميلادها

لانها وجدت من يشاطرها حقيقة

وهو المطر

ويمنيها في العيش

بعد ان اطمأنت الى سعادة حبيبها

في تلك الدار الاخرة

لان المطر يمثل لونا للفرح

والنعيم

وما كان الا طيرا مسافرا

مبعوثا من قبل الحبيب

يعرب لها عن اشواقه

وسعادته

هناك

لذا

ما كان عليها الا ان تعيش سعادتها

في سعادة الحبيب

مثلما يقول البعض

سعادتك تمثل سعادتي

نفرح لفرحكم

ونحزن  لحزنكم

لذا

الان تعيش حالة مشاطرة مع نفس الحبيب

لكن بوحي اكثر ايجابية

مشاطرة في التنافع

ومن قبل

كانت تحاول ان تشاطره في الحزن

لكن

لما سيكون لها ان تطمئن على وضعه

كان لها ان تفترص مثل هذه الفرص

وتعيش الفرحة

كي تغمر الحزن بماء المطر

وتذيب اوقاته

مع انها

تستنكر

ان يكون مثل هذا اليوم

عيد لميلادها

لان الحبيب ليس الى جانبها

لكن لغتها المضطربة والمخبوءة

تعبر وبصدق عن حزن وفرح

شامل لكل حزنها

وصعب على من هو في مثل حالها

ان يميز الحزن من الفرح

في مثل ظرفها هذا

مثل الطحين والملح

حينما ينتشران معا

في صحفة واحدة

او فوق ارض واحدة

سيما اللون يتميز بكثرة

لكن فصله

ما كان سيسهل

الا حينما نخلط شيئا من هذا

يقوم الى جانب الاخر

ورغما عن انفاسنا الحيرى

هكذا

هكذا اختلط الحزن بالفرح

لدى البطلة

مثلما يعيش احدهم البكاء والحزن

ثم يفد عليه فجأة احدهم

ليبشره ببشارة

يعبر عن اسباب اخرى

سيكون للون الفرح

ان يمتزج مع دموع الحزن

وربما استشرت الاخيرة

لكن بمسحة الفرح

مثل تلك المقولة الشعرية الرائعة

اجمل الابتسامات

او اجمل ابتسامة

تلك التي تشق طريقها وسط الدموع



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





تمت الحلقة الثالثة عشرة بحمد الله

مع تحيات جمال السائح

2006-05-

Almawed2003@yahoo.com

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh