القسم الاول من الدراسة النقدية السينمائية المتعلقة بالفلم الامريكي : الممرضة بيتي
...........................................
صور التقمص في حالات من اللاوعي عبر تحليل للفلم الامريكي : الممرضة بيتي
الفلم من انتاج عام 2000
................
فلم سينمائي بعنوان الممرضة بيتي
انتاج شركة جراميرسي للتصوير بالتعاون مع باسفيك فلم للتوزيع
لعام 2000
اخراج جين يويس ايسكوفاير
......
المنتج المنفذ
فيليب استيوير ـــ استيفين بيونير
انتاج
جيل موتروكس ــ واستيف جولن
......
والفلم عن قصة للكاتب جون سي ريتشارد
......
الفلم من بطولة :
ريني زيلويجير بدور الفتاة الشقراء العاملة في مطعم والتي تعيش احلام اليقظة
مورجان فريمان بدور الرجل الاسود الكهل المتعقل للامور
كريس روك بدور الفتى الاسود المتهور والمغرور ويسلي وهو ابن الرجل الاسود
جريج كنيار بدور الممثل الذي يؤدي دور دكتور ديفيد راويل في المسلسل المشهور في داخل مشاهد الفلم والذي كان تحت عنوان الداعي الى الحب
.....
بالاشتراك مع
آرون ايكخارت
كريسبن جلوفر
اليسون جايني
برويت تايلور فينسي
...............
تتخلل الفلم 16 اغنية مختلفة طبقا لتداعيات المشهد
........................
القسم الاول
............................
( 1 )
يطالعنا الفلم باول مشاهداته حينما تتحرك الكاميرا في غرفة عمليات
كل ما فيها يوحي بان الممثلين هم جزء متأصل من الفلم
الحركة داخل غرفة العمليات
وثمة عملية جراحية تجرى هناك
تبدو على الطبيب الجراح اثار القلق واثار الاعياء والتعب
الى ان يخرج من غرفة العمليات ومساعدتين في اثره
في حين نفس الاثار معلقة في طرفه الحاد ونظرته المتصلبة والمرهقة
( 2 )
بينما يباغتنا طبيب كهل يخاطب الطبيب الشاب باسم ديفيد ثم يوكل اليه مهمة القيام بعملية جراحية للقلب لاسباب طارئة !
فيجيبه الطبيب الشاب بعد ان يكشف لنا عن اسم الرئيس حين يناديه ببليك بالايجاب
ويسلم لاجراء العملية الجراحية
( 3 )
حينها تتكشف لنا حقيقة الصورة المرئية التي كان اختارها لنا المخرج وهي انه كان يعرض لحلقات المسلسل التلفزيوني الشيق والذي كان اسمه الداعي الى الحب
حينما تتغير سحنة لوحة الفلم في شاشة العرض ليحيلها الى صورة غير طبيعية يعلن ومن خلالها للمشاهد عن انعطافة في حدث الفلم وانه يشاهد جزء ثانوي يطل عليه داخل المشهد الاساس او الاصلي ..
( 4 )
ليعرض لنا وبعدئذ تلفازا معلقا في اعلى زاوية تطل على طاولة رئيسية لتجهيز احتياجات رواد المطعم لنادلة تشتغل فيه .. سنعرف فيما بعد انها بيتي التي كانت تتطلع الى مشاهد المسلسل فيه ومن مكانها الذي تعمل فيه ومن دون ان تخل في عملها مع انها تراقب احداث المسلسل وبدقة متناهية لا تغرب في خلالها ولا لقطة منها فتقوم على خدمة الزبائن والرواد من دون اي مشكلة.
( 5 )
لينتقل المشهد الى المسلسل ثانية
في مثل هذه الحالة يحاول المخرج ان يفصل بين عالمين
عالم يشغف به المرء
وعالم مفروض عليه وبكل تداعياته
عالم معلق في الخيال .. في الذهن .. في التصور الذي ليس له حدود
كذلك كان التلفاز معلقا في مكان علوي
بينما عالم سفلي يتميز بواقعية مرهقة
هي معاناة بيتي ويومياتها المخلة بشخصيتها نتيجة تصرفات وسلوكيات البعض من العملاء كما سنجد الابن الاسود وهو يخل بكلامه معها
( 6 )
ولا زلنا مع المسلسل ..
فحوار يدور بين مساعدتي الطبيب الشاب الممرضتين جاسبين وليلي حينما كان بدر من رئيس المستشفى ما بدر
فتقول ليلي انه مجنون فهو الان يعمل لاربعة عشر ساعة بينما تجيبها جاسبين انه ومنذ ان توفيت ليسلي هو كذلك
( 6 )
هنا يتم الكشف من قبل كاتب السيناريو عن حالة نفسية يعاني منها الطبيب في المسلسل المشهور وهي فقدانه من يحب ..
ثم تسهب جاسبين في حديثها وانه لا مناص من الافادة من خدماته فتعترض عليها ليلي فتجيبها جاسبين فمن يستطيع ان يقوم بما يقوم به ديفيد فتجيبها ليلي بانه الدكتور لاري بوش فهو الاخر ينتظر ان يمنح الفرصة
( 7 )
ثم ينتقل المشهد الى لقاء لاري بوش مع رئيس المستشفى ليسجل اعتراضه لدى الاخير عن عدم ايكال عملية زرع القلب اليه فيقول له الرئيس نحتاج الى صاحب تجربة فيعترض عليه لاري بوش حتى لو كان له (يقصد دكتور ديفيد) ان يغالبه النوم اثناء قيامه بالعملية ... فيقول له الرئيس انك طبيب جيد لكنك لست ديفيد
( 8 )
بعدها ينقلنا المخرج الى التلفزيون المعلق فوق رأس بيتي في المطعم الذي تعمل فيه بيتي وهي تقدم للزبائن
بينما عينها على مشاهد المسلسل حين توقف عن العرض ليقدم التلفاز اعلانات تجارية
في نفس الوقت الذي كانت تقدم للزبائن الاثنين اللذين كانا يقتعدان البوفيا امامها
كانت تتعامل في نفس الوقت مع الاسود الكهل وولده المتهور
لا تظهر انزعاجها بكلية من كلام الابن غير المؤدب الا بصورة شفافة جدا
( 9 )
ثم تتحول الى رئيس الشرطة
مع صديقه وصديقها روي
اللذين يقتعدان طاولة في جانب من المطعم
تتبادل معهما اطراف الحديث
( 10 )
هنا الفلم يعرفنا على جوانب عدة
ومنعطفات فردية
وتكتلات سوف يكون لها وضوح في مشاهد الفلم القادمة
اثنان هنا كهل اسود وابنه
واثنان هناك رئيس شرطة واخر صديقه
وبيتي المؤدبة المهذبة المنشرحة الصدر
والذائبة في مسلسل تلفزيوني الى ابعد الحدود
حتى انها حينما كانت تسلط نظرها على مشاهده في التلفاز
كانت تعود بقدميها الى الوراء وهي تثبت نظرها على الجهاز لتصب القهوة في كوب الكهل الاسود
( 11 )
حينها كان المخرج ومن خلال كل استعراضياته لارضية المطعم الذي يمثل منطلق لمسرح الاحداث المقبلة ومن دون ان نفهم ذلك ..
فكان يعمل على تقديم استثارات غير راعية لحسّنا الداخلي
اذ انها لا تحرك فينا ردود فعل معينة
لاننا لم نكن نعرف ان الفلم كله سينطلق من هنا
من هذا المطعم
وان ابطاله كلهم حاضرون في نفس هذا المطعم
انتهى القسم الاول من الدراسة النقدية السينمائية ويليه القسم الثاني
...........................................
جمال السائح
Almawed2003@yahoo.com
www.postpoems.com/members/jamalalsaieh