استفتاء صحيفة النهار لنا في ضمن استفتائها لآخرين : من ترشح لنيل جائزة نوبل للآداب ؟
--------------------------------------------------------------------------------
"النهار"
الثلثاء 11 تشرين الأول 2005
عشية نوبل الآداب مَن الكاتب العربي الذي يستحق الجائزة؟
إثر إعلان جائزة نوبل للآداب، يلطم المثقفون العرب خدودهم كل عام، مرددين مع الاسكتلندي برنارد شو أنهم ربما يغفرون لألفرد نوبل اختراعه الديناميت، لكنهم لا يغفرون له اختراعه الجائزة.
قد يريد بعض العرب من نوبل للآداب أن تكون كنوبل للسلام: منطق محاصصة أممية، ومكافأة أكثر منها استحقاقاً. جائزة الآداب الوحيدة التي مُنحت للروائي المصري نجيب محفوظ (1988) لا تتناسب وعدد سكان الوطن العربي! بمنطق جزئي كهذا يحق لكل عربي الاحتجاج على غبن لحق بكتّابه ومثقفيه.
لكن، كي نضع إشارة استفهام في آخر العبارة، علينا التفكّر أولاً في المقارنات الأدبية الموضوعية البحتة بين المرشحين العرب والمرشحين غير العرب، وتالياً - وتحت ضوء هذه المقارنات النقدية والأكاديمية الصارمة - في مدى قدرة مرشحينا لهذه الجائزة، على الحلول في المراتب الأولى، في ظل وجود أسماء كبيرة لم تنلها حتى هذا التاريخ. أسماء لا تبدأ بميلان كونديرا، ولا تنتهي بماريو فارغاس يوسّا.
المؤكد أن بين المرشحين العرب المتداولة أسماؤهم في أروقة نوبل الأسوجية، وفي وسائل الإعلام العالمية، من يملك شهرة أدبية واضحة. المؤكد أيضاً أن اسمين فقط يكتبان باللغة العربية، وهما شاعران: أدونيس ومحمود درويش، أو محمود درويش وأدونيس. نستطيع عطف هذه الملاحظة على خبر يفيد أن هذه الجائزة، التي تمنح في العادة لروائيين أو شعراء، ربما تذهب هذه السنة إلى كتّاب من نوع مختلف، صحافيين، فلاسفة، مفكرين... الأسماء العربية المتبقية هي لكتّاب عرب لا يكتبون باللغة العربية، إنما بلغات أخرى، الفرنسية تحديداً، وهم الروائية والمخرجة السينمائية الجزائرية آسيا جبّار، الروائي المغربي الطاهر بن جلون، الشاعر اللبناني صلاح ستيتية، والصومالي نور الدين فارح.
قضايا أم كتّاب؟
الحاصل أن بعض الأسماء السابقة قد تطالعنا بقضايا كبرى بقدر ما قد تطالعنا بأعمال كبرى. تلك أكثر وهذه أقل، أو العكس، هذه أكثر وتلك أقل، تبعاً للقراءات النقدية وأصحابها. على سبيل المثال عندما نقول آسيا جبار يتذكر بعضنا قضيتين، قضية المرأة العربية المسلمة عموماً، والجزائرية خصوصاً، وقضية معالجة الماضي الاستعماري الفرنسي، أكثر مما يتذكر أعمالها الروائية أو السينمائية. آسيا جبّار، التي يتم تداول اسمها بين المرشحين لجائزة نوبل للآداب، لم تتردد في الاعتراف، إثر الإعلان عن انتخابها عضواً في الأكاديمية الفرنسية، أن اختيارها جاء من جرّاء حملها قضية، أكثر من حملها موهبة، حيث قالت: "أنا سعيدة جداً لتقدير الأكاديمية، التي لا يعرف العديد من أعضائها كتبي (!) لإصراري على التمسك بجذوري العربية وثقافتي الإسلامية".
كذا عندما نتحدث عن أدونيس الذي طالما قُدِّم في الأوساط الثقافية الغربية، في وصفه المتجرىء على المسكوت عنه، والمنفتح، ربما قبل أن يُقدّم في وصفه الشاعر أو الكاتب الكبير: أولوية الخطاب لا أولوية القصيدة والنص. لذا في وسع البعض تقدير نسبة حظوظه في نيل الجائزة، ومدى ارتفاع هذه النسبة أو انخفاضها، في ضوء الأولوية الأسوجية لهذا الخطاب الأدونيسي أولاً، والآن، وبعد كثرة حامليه.
محمود درويش شاعر كبير. هو لم يختر قضيته (الفلسطينية) بنفسه، لكن لا أحد يستطيع، مع ذلك، أن يتجاهل الامتيازات التي نالها شعره، لجهة أنه مكتوب في هذه القضية الأكثر سخونة في العالم، والتي شكلت له ولغيره من الشعراء الفلسطينيين، ومن شعراء القضايا عموماً، جواز سفر إلى مختلف الثقافات: رفيق دربه وصديقه الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، نال من الشهرة ما لم ينله موهوبون كثر، على الرغم من تواضع موهبته الشعرية، وذلك بسبب القضية التي وهب نفسه لها. أما في خصوص بقية الأسماء المرشحة: الطاهر بن جلون، صلاح ستيتية، نور الدين فارح، فإن فوزهم في الجائزة سيشكّل استفهاماً عن "قيمتها العربية"، لجهة أن هؤلاء الكتّاب يكتبون بغير لغتهم الأم. بعد ذلك، إذا رغبنا في صوغ المسألة عبر معادلة استنتاجية محددة، قلنا: يكون فوز محمود درويش، على سبيل المثال، في جائزة نوبل للآداب انتصارا للقضية الفلسطينية على قضايا التجرؤ والانفتاح والآخر، وتحرر المرأة العربية. لكن هذا لا يعفي هذه المعادلة الاستنتاجية من أنه شاعر ومستحق. أيضاً، في وسعنا صوغ سؤالنا على الشكل الآتي: ما الذي يختلف في منح آسيا جبار نوبل للآداب بوصفها رمزاً لتحرر المرأة في الجزائر، عن منح نوبل للسلام قبل عامين لشيرين عبادي بوصفها هي الأخرى رمزاً لتحرر المرأة في إيران؟
بالطبع، لا تخلو خيارات الأكاديمية الأسوجية، في بعض الأحيان، من أسبابها السياسية. كما حصل في أيام الحرب الباردة عبر اختيارها كلاً من السوفياتي ألكسندر سولجنتسين (1970)، والبولوني سسلاو ميلوش (1980)، والتشيكوسلوفاكي ياروسلاف سيفرت (1984)، والروسي جوزف برودسكي (1987). مع أن الأكاديمية أكدت وجوب التمييز بين التأثيرات السياسية والنيات السياسية: "الأولى لا يمكن تفاديها، بينما الثانية لا مبرر لوجودها". لكننا في المقابل لا نستطيع الاعتماد على هنات كهذه لتثبيت حظوظنا في تحصيل الجائزة. لا نستطيع الاعتماد على المعايير غير الأدبية في المقام الأول لنيل أعظم جائزة أدبية.
النوبلية!
لا نقصد في الذي سبق ذكره، التقليل من الشأن الأدبي لهؤلاء المرشحين، لكننا نقصد التواضع قليلاً في احتجاجنا وتسييسنا نتائج نوبل، كأنها نتائج لجنة ميليس. وخصوصاً إذا عرفنا أن أسماء كبرى في تاريخ الأدب العالمي غاب أصحابها عن هذه الفانية من دون أن ينالوا الجائزة، أمثال: جوزف كونراد، ليون تولستوي، جيمس جويس، مارسيل بروست، فرناندو بسّوا، فرانز كافكا، لويس بورخيس، روبرت موزيل، راينر ماريا ريلكه، ألكسندر غرين، برتولت بريشت، فدريكو غارثيا لوركا... أيضا، هناك شعراء وكتّاب عرب، أسماؤهم لا تتداولها وسائل الاعلام والأروقة، ربما تكون تستحق هذه الجائزة. فأي معيار حقيقي في تغييب هذه الأسماء؟
يحتج العرب على "حرمانهم" الجائزة، في حين قد ينظر المدقق الى المرشحين بأنهم حملة قضايا بقدر كونهم حملة تجارب، إن لم يقل البعض: أكثر. حتى أن متابعاً عادياً للتغطية العربية للجائزة سرعان ما يلاحظ أن نوبل للآداب تحوّلت قضية عربية أيضاً.
على فكرة، هل يأتي يوم نرى فيه مرشحاً عربياً عن قضية تدعى: القضية النوبلية؟
ماهر شرف الدين
نـــوبــــل الـعـــربـــيــة بــيـن خــمــســة مـــتــنــافـــســـيــن
استفتاء النهار يشمل مئة عربي درويش أولاً أدونيس ثانياً
أجرت "النهار" استفتاء على عيّنة من نحو ثلاثمئة كاتب وفنان ومثقف لبناني وعربي، من ستة عشر بلداً (لبنان – سوريا فلسطين – الأردن – مصر – المغرب – ليبيا – تونس – العراق - البحرين – قطر - السعودية – اليمن – الإمارات – الكويت عمان)، طارحة عليهم السؤال الآتي: "من بين الاسماء العربية الخمسة المتداولة - محمود درويش، ادونيس، آسيا جبار، صلاح ستيتيه والطاهر بن جلون - من ترشح انت لنيل جائزة نوبل للآداب؟". كثرٌ فضّلوا الاعتذار وعدم ابداء الرأي العلني، ربما بسبب الاحراج والعلاقات التي تربطهم بأكثر من مرشّح. أسماء كثيرة أخرى من التي شاركت في "حروب" الترشيح، تعذّر الاتصال بها. في المحصّلة، بقي في الغربال مئة صوت، جاءت على النحو الآتي: 44 في المئة يرشحون محمود درويش، 20 في المئة يرشحون أدونيس، 16 في المئة لا يرشحون ايا منهم، 9 في المئة يرشحون الطاهر بن جلون، 7 في المئة يرشحون آسيا جبار، 4 في المئة يرشحون صلاح ستيتية، وهنا أسماء المشاركين في الاستفتاء واختياراتهم:
الياس خوري (لبنان): محمود درويش
حسن داود (لبنان): ادونيس
فاضل العزاوي (العراق/ المانيا): لا ارشح ايا منهم
خالد المعالي (العراق/ المانيا): الطاهر بن جلون
عناية جابر (لبنان): آسيا جبار
فرج بيرقدار (سوريا): محمود درويش
ياسين الحاج صالح (سوريا): محمود درويش
بشير البكر (سوريا/ فرنسا): محمود درويش
غسان زقطان (فلسطين): محمود درويش
اسكندر حبش (لبنان): لا أرشح أيا منهم
شريف مجدلاني (لبنان): محمود درويش
يوسف بزي (لبنان): لا أرشح أيا منهم
منذر المصري (سوريا): ادونيس
رغيد نحاس (سوريا/ استراليا): ادونيس
صموئيل شمعون (العراق/ بريطانيا): لا ارشح ايا منهم
آمال نوار (لبنان/ أميركا): أدونيس
يحيا جابر (لبنان): محمود درويش
محمد ابي سمرا (لبنان): آسيا جبار
رشيد الضعيف (لبنان): لا أرشح ايا منهم
عادل السيوي (مصر): محمود درويش
لقمان سليم (لبنان): لا ارشح ايا منهم
سنان أنطون (العراق/اميركا): ادونيس
موسى حوامدة (الأردن): ادونيس
حسن نجمي (المغرب): محمود درويش
جرجس شكري (مصر): محمود درويش
ناظم السيد (لبنان): الطاهر بن جلون
جاد الحاج (لبنان): محمود درويش
جلال الحكماوي (المغرب): الطاهر بن جلون
أمين الباشا (لبنان): لا أرشح ايا منهم
شارل شهوان (لبنان): أدونيس
عبد الرحمن الشهري (السعودية): أدونيس
جعفر الجشي (السعودية): الطاهر بن جلون
انعام كجه جي (العرق/ فرنسا): محمود درويش
علوية صبح (لبنان): محمود درويش
محمود شريح (لبنان): محمود درويش
عبيدو باشا (لبنان): آسيا جبار
عالية ممدوح (العراق/ باريس): لا أرشح ايا منهم
ياسين عدنان (المغرب): صلاح ستيتيه
محمد الأصفر (ليبيا): ادونيس
هشام فهمي (المغرب/كندا): ادونيس
أمل ديبو (لبنان): آسيا جبار
بلال خبيز (لبنان): محمود درويش
عقل العويط (لبنان): لا أرشح ايا منهم
عماد فؤاد (مصر/بلجيكا): محمود درويش
زياد خداش (فلسطين): محمود درويش
عائشة البصري (المغرب): محمود درويش
فاطمة ناعوت (مصر): ادونيس
فواز طرابلسي (لبنان): محمود درويش
عبد الرحمن عفيف (سوريا/ المانيا): ادونيس
فوزية السندي (البحرين): ادونيس
علي الحازمي (السعودية): محمود درويش
ابرهيم فرغلي (مصر): آسيا جبار
عبد العزيز عاشور (السعودية): محمود درويش
هناء حجازي (السعودية): محمود درويش
محمد نجيم (المغرب): محمود درويش
سوسن البرغوثي (فلسطين): لا أرشّح أيا منهم
محمد المزيودي (المغرب/فرنسا): آسيا جبار
فتحي ابو النصر (اليمن): صلاح ستيتيه
كمال العيادي (تونس/ سويسرا): ادونيس
تحسين الخطيب (الأردن): صلاح ستيتيه
جريس سماوي (الأردن): محمود درويش
محمود منير (الأردن): محمود درويش
منى كريم (العراق): الطاهر بن جلون
كريم أيوب (سوريا/ بريطانيا): محمود درويش
عباس خضر (سوريا/ ألمانيا): لا أرشح ايا منهم
بريهان قميق (الأردن): أدونيس
حسين مرهون (البحرين): محمود درويش
ريتا باسيل الرامي (لبنان/ فرنسا): محمود درويش
كامل صالح (لبنان/ السعودية): محمود درويش
اسعد الجبوري (العراق/ هولندا): لا أرشح أيا منهم
سامر ابو هواش (لبنان/ ابو ظبي): لا أرشح أيا منهم
مبارك نجم (البحرين): ادونيس
اكرم اليوسف (قطر): محمود درويش
حسين جلعاد (الأردن): محمود درويش
نجوم الغانم (الامارات): الطاهر بن جلون
ابرهيم نصر الله (الأردن): محمود درويش
فاتنة الغرة (فلسطين): محمود درويش
سوزان عليوان (لبنان): لا ارشح ايا منهم
احمد يعقوب (فلسطين): لا أرشح ايا منهم
تركي عامر (فلسطين): أدونيس
حسن الزهراني (السعودية): محمود درويش
رولا الحسين (لبنان): محمود درويش
صلاح حسن (العراق/ هولندا): ادونيس
طه عدنان (المغرب/ بلجيكا): محمود درويش
ملاك مصطفى (سوريا/ اسبانيا): محمود درويش
بشار خليف (سوريا): محمود درويش
جمال السائح (العراق): محمود درويش
حميد قاسم (العراق): صلاح ستيتيه
محمد الحارثي (عمان): لا أرشح ايا منهم
بثينة العيسى (الكويت): ادونيس
عمار شاكرين (الأردن): الطاهر بن جلون
هيثم دريدي (السعودية): محمود درويش
محمد نور الحسيني (سوريا): ادونيس
عصمت النمر (فلسطين): محمود درويش
مبارك حسني (المغرب): الطاهر بن جلون
ماجد ابو غوش (الأردن): محمود درويش
اسد محمد (السعودية): الطاهر بن جلون
محمد الباتلي (السعودية): محمود درويش
محمد الشوربجي (مصر/ السعودية): محمود درويش
هدى حسين (مصر): آسيا جبار