جمال السائح وقراءة نقدية في قصة الفخ للاستاذة هدى فهد المعجل
..................................................................
بقلم جمال السائح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــ
نص متن القصة القصيرة جداً
الـفــخ
نظر إليها من خلال كوّة في صدر الجدار الطيني ، وقف على جمالها الآسر ..
تناسق جسدها .. وطولها الفارع ، اقترب من الكوة أكثر فوقع في الفخ
المنصوب
صور كثيرة تلك التي تحكيها هذه القصة الجميلة
ولكن لماذا يضطر البطل الى النظر من كوة
لولم يجد ما يمنعه من الاتصال بها
اما الفخ فلا استطيع التكهن بمناسبة الفخ ومسوغاته
اذ لا يمكن ان نجزم بانها هي التي استدعته كي يقع في الفخ
ولا يمكننا ان نقول انها هي التي نصبت له الفخ
ربما كانت هي لقاحا يطعمون به البطل وامثاله
اذن ثمة سياسة خلف حراك النص وبالكامل
هي لم تتجمل من اجله
لانه كان جمالها الاسر
هي لا تستطيع ان تستر نفسها
لانها كانت خلف جدار طيني
وكان الجدار كفيل باخفائها
لكن الكوة المتروكة كانت تعلن عن اسفار لمودة في داخل النفس الثاوية
فيها
لانها كانت تركت مثل هذه الكوة مفتوحة
ربما غيرها الذي فعل
لكننا نشعر ان البطل طالما بقي خلف الكوة
كان سيظل بعيدا عن الفخ المنصوب
وليس له بالذات
ربما كان منصوبا لها
اقصد البطلة
كي يتنبه اليها غيرها
حتى يتم مراقبتها ومعرفة اي حد كانت قد تجاوزته
فكما ثمة سر دفين يعتمد مراقبة من يتصل بها
فربما كان اخر يعتمد مراقبتها هي الاخرى
خوف التواصل مع عالم خارجي
يفصلها عنه جدار من الطين
الطين بشري
يعني الجدار ما يزال بشريا مختلقا بفعل البشر
ما يزال نعهده في انفسنا ومن قبل ان نعهده قائما وبحد ذاته
مادة تلاصق فينا حدود البصر التي تصطدم بها حين الافتتاح على المدى
هي انفسنا
نحن الذين صنعنا جدار الطين
صنعها نفس البطل
لانه رضي بالطين يقوم بينه وبين حبيبته
لانها رضيت بالطين يقوم بينها وبين حبيبها
رضيا بجدار من القيمومة الهشة
تلك التي تحفل بها تياراتنا الصارخة من العنفوان التقليدي والعرف الرابض
سيان عندنا
ان نجد جدار من الصخر او من الطين
طالما كان يصنعان فينا سياسات المنع التامة
الا ان ما يحير في الامر
ان من يمنع
لا يمكنه ان يتجر بسياسة القاء القبض على المتجاوز
حتى لو كان ثمن ذلك
ان يتيح له الاطلاع وبالكامل على سر تلك الانثى القابعة خلف الساتر
اذن هذا المتراس يحتمل ضروبا من التحليل
اما سياسة متغابية من قبل القيم على عنقودية الاخذ والعطاء
او سياسة مدهشة تلتزم بفنون الاباحية غير المطلقة
او سياسة تعتمد اللف والدوران من دون الاستمرار بتواصل اللعبة
والاخيرة تقبل بتقديم الخسائر لقاء الحصول على نتائج اكبر
لكن الكوة
مرة اخرى الكوة
اتاحت للبطل التملي الكامل
وقف على جمالها الآسر .. تناسق جسدها .. وطولها الفارع ،
مثل هذه الكوة تمنحنا فهما اخر
ان سياسة الرقيب هي اقوى مما تخيلنا
وانها لا تحفل بمبادئ الا تلك التي تخدم اغراضها
ثم اي فخ
مرات يمكن اعتبار نفس الفخ متواترا مع مرادفات اكبر من تناسقاته
المنشغل به
يعني
ما يعتبره البعض فخا
قد تعتبره البطلة نضالا من اجل حريتها
قد يعتبره نفس الذي سقط في فخها
او في الفخ الذي نصب باذن من البطلة
او من دون اذن او استرخاص منها
لنصادر عليها انها كانت غلبت على امرها
وانها ليست معنية بكل تلك السياسات المتطاولة على خدرها
او تلك التي تشغل الاخرين بقصتها
او تلك التي تجذب اليها انظار المولهين
وقل حتى الفضوليين
لكن
ربما كان نفس البطل يعلم بانه فخا
هي نفسها
فخ ليس الا
واحب ان يكون اسيرها
فلطالما انعم الاسير لدى اسر بكل تلك الجمالية
ربما يمعن البعض في الثناء على مثل هذا الفخ والاعتقال
مثلما يقول الحبيب لحبيبته
انا اسيرك
انا عبدك
وهنا التفاتة
ان الرجل دوما يعبر عن تساقطه تجاه المراة
الرجل يتنازل للمراة اكثر مما تتنازل المراة للرجل
الرجل يقدم ما لديه من اجل الفوز بمن يحب
والمراة تهدي قلبها للرجل من دون ان تسلمه اياه
ولكن الكوة
تبقى عرفا جامحا
متنفس قدري
سلطة الهية
غار في الطين
كيف للطين ان يشتمل على كل هذا الجمال
الكوة سلطة من السلطات النارية
وانفاس تفضح الوان الملكوت الغائبة عنا وللابد
هل يمكن ان يصطنع الطين كل هذا الجمال
او بالاحرى
هل بامكان مثل هذا الجمال ان يُصطنع من الطين
او من يصدق
ان هذا الجمال
هو ليس الا هذا الطين الذي وقف حاجزا بين البطل والبطلة
هل يمكن ان نعتبر ان البطل
كان سقط في الفخ
ومنذ النظرة الاولى التي كان توجه بها الى حبيبته عبر الكوة
او بالاحرى
منذ الانتواء الاول والنية ذات القصد الاولي
من اجل التوجه الى الكوة
ومن ثم النظر الى حبيبة
او حبيبته
فمن يقول هي كانت تمثل حبيبته
ربما كانت امراة وحسب
كانت صدفة
حدث وبالصدفة ان توجه الى مثل هذه الكوة
التي كانت اثارت فضوله
واعملت في نفسه تطلعا شهوانيا عنيفا
ام
ان البطل
كان يود ان يفضح لغة الطين
لكنه تنبه الى ان هذا الطين
ربما طوى وراءه سرا مكنونا
وغار في ورائه وهج دفين
ينبعث منه الق ومجون ساخر
لكن
ربما نتساءل
لماذا توجه البطل اليها
وكيف توجه اليها
وساتر من الطين يقوم بينه وبينها
حاجز من الطين
لا بد وان يتخاذل عنده كل بطل
كيف له ان يخترق حاجز الطين
هل استهون قدرته
هل حطم الكوة
هل ضرب جدار الطين
وتبادر له انه هش
يمكن التغلب على سطوته التقليدية
وكان سقط في ...
هنا اي فخ
فخ الشهوة
فخ الجمالية
فخ المطلق للوجود المنعكس في جسد البطلة
لان الموجود دائما يبحث عن المطلق
ليسد نقصه
ليسد حاجاته
فهل كانت تمثل له المطلق
ولكن لا نخرج عن صلب الالتفاتة
هل سقط في فخ الطين
ام فخ البطلة
ام فخ السلطة الطينية
يعني هل سقط في فخ الضعف
هل ان البطل حينما توجه اليها
واراد ان يثبت رجوليته
تراءى له ان سيتركها اضعف مما تصور نفس جمالها وجسدها
فاراد ان يستهتر بمثل هذا الجسد
واراد ان يدحر مكنيته الجمالية
بقدرته الفحولية
وقوته الشهوية
وقدرته على المكوث فوق هذا الجسد
متربعا فوق صهوته
حين امتطائه وسط رغباته الجامحة
لكن الرجل
واغلب الرجال
يجد نفسه انه هو المضحي
والمراة ليس منها سوى التلقي دون الاستشهاد بشيء من ادواتها
لكن الرجل يستنفر كل طاقاته
المخزونة والمعروضة
حتى يتناوبه الخوار ثم الضعف
هنا سقط في الفخ
يمكننا ان نحتمل سقوطه في الفخ
من هذه النظرة التساقطية والتي لها ان تدغم امنياته تصاعديا
لانها كانت استفحلت
هل سقط في الفخ
حين تهاوت رجوليته
ولم تستطع التواصل مع انوثة المراة الشهوية
والتي لا تقف عند حد
طالما كانت تشتهيه
لكن حين لا تود اشتهاءه
فهي تعرض عن المساجلة بقدرتها في الايقاع باعتى الرجال
لانها لا تشتهي مثلا
ولكن حين تشتهي
تتجاوز شهوتها مقدرة اعتى الرجال
هل كانت الكوة بمثابة لون من الوان التحدي المؤنث
انه مجرد كوة
يطل الرجل من خلالها على عالم خالد من الملكوت والغرائبية
ذلك العالم الذي له ان يبل عطشه ويسكت شيطانه
بل يخرس كل ابالسته غير المروضين
من المردة والتائهين
لكن اعود وافصل
هل كان الطين لونا بشريا
يعني طالما كان مرد البشر في خلقتهم الى صبغة الطين
ومزاجيته وانطباقياته الارضية وتواصله المعجوني
هل كان يمثل الحاجز المصنوع بين البطل والبطلة
ستارا من البشر
لاننا نرى البطل سرعان ما سقط في الفخ
من دون لام كاف
بل ومن دون سين جيم
نجده يتراءى في الوسط الهائل من السقوط
اعظم الاعاظم يقبل ان يسقط بين يدي امراة
وهو الذي يامر الدول بشعوبها ويحرك ترساناته من الاسلحة
ويوجهها في اي مكان يشاءه وباصبع من اصابعه
ليس الا
لكنه حين يقف بين يدي من يحب
امراته
حبيبته
تراه يتردى في التذلل
بل يهوى التذلل
كي يعشقها اكثر
ويثبت له مقدرته على ركوعه لها
وانه قد تنازل عن كل ما لديه لها
لكن
هل كان الطين عازلا بين البطل والبطلة
لانها ليست له
او لانها ليست له ولحد الان
او لانه لم يغامر في اجتياز السواتر الا تلبية لمتطلباته
هو نفسه وحسب
انه ولحد الان لم يستأخذ رايها به
لم يسائلها
هل تقبل به
ام لا
لكنه تجاوز ساتر الطين
او حاجزه
هنا نصطدم بانانية المراى والفعل
هنا البطل يمارس نفس دور الطين
حين يصادر راي البطلة
لا نسمع عن رايها
فقط صرعه جمالها
هو لم يفكر بغير نفسه
لم يتخاذل الا امام جمالها
لانه كان خذله امام نفسه
وتهاوى
فاراد ترجمة مشاعره
ونسي مشاعر الانثى
فاصبح هو والطين سواء
ولكن
هل تلاشى في الطين
حين وقع في الفخ
هل عاد الى اصوله الطينية
وانه طالما فكر في انانيته
كان قد فكر في دونيته المتساقطة
وانه رغم تخاذله
لم يتعال على لون القدر
الذي ارسله كي يحدق بتلك الكوة
اقصد عبرها
الى جسد الحبيبة
الذي ما كان الا نفس هذا الطين
الذي كان يقف رغما عنه ازاءه
او تلقاءه
ولكن
هل كان الرب يرصد مثل هذه التطلعات
يعني هل يفكر البطل بحالة الاثم
بان مثل الرب الذي صنع الطين
ولم يصنع جداره ان يرصده
ربما
لكنه طالما لم يكن الرب صانعا لمثل هذا الجدار
فانه ليس له ان يتنازل عن حبيبته
لان غيره ممن اراد الاستئثار بمثلها
كان نصبه كي يمنعه
لكنه يتساءل
ربما يتساءل
لماذا ترك الكوة
واراد منعه بجدار من الطين
هل كانت الكوة تمثل متنفسا للبطلة
واستغلها الرجل البطل
من اجل ان يضخ فيها بسيل من تطلعاته البصرية
اذن هنا تحايل واشتباك في الوظائف
هل مسوغات الكوة
تطلع خارجي الى داخلي
ام تنفس داخلي الى خارجي
ولم يحدث التصادم
فليكن جميعه
لكن وبالتالي
كانت الكوة
ولم يمنع من النظر
ولكن الفخ
هل كان مدبرا ام انه كان وقع في فخ
نصبته له نفسه الامارة بالسوء
لانه طالما استيقن انه من طين
وان الجدار ايضا من طين
وان بطلته هي الاخرى من طين
فله ان يدمج سياساته بسياسات نفس الحبيب
ويتنازل عن كليته
ليدغم في شخصية البطلة
لان الرجل غالبا ما لا يقرر هو داخل مملكة الانثى
تلك المملكة التي تقوم خلف جدار من عظمة
وهو ربما ما كان يمثل الا جدار من طين
هش
ضعيف
لكنه يمثل عظمته
حين تختفي وراءه الانثى
بسياساتها
وبجمالياتها
ليعبر بالتالي عن قدرته وعظمته
التي لا يشتقها الا من اثارية الانثى ليس الا
والا فهو واه اضعف مما يمكن تصوره
لماذا
هل لان الانثى وبالشكل المجرد
هي اضعف مما يمكن ان نتصوره
لا
لكن لان الرجل يحاول ان يداري ضعفه
حين يتم له الاستيلاء على وجعه
والتسلط على موطن الداء لديه
وما كان مثل كل هذا الا انثاه
الرجل يمثل ضعفا ابلغ من نفس ضعف الانثى
لانه يستتر خلف الطين ومن الخارج
لكن الانثى
تحتمل الانضواء وراء جدار من طين
نعم
ربما له ان يتهاوى فوقها
ويخرق جمالها
بعد ان يسرق جذوتها
والتي ما كان سرقها في الاساس الا الرجل
هنا اساس الترقي في حالتنا النقدية هذه
هل يمكن ان يقال ان المراة وقعت في الفخ
ذلك حين تقترن برجل
ام ان الرجل له ان يقع في الفخ
حين يقترن بامراة
وهل الفخ هنا ينسب الى السجن
كما يقال ان السجن للرجال
في لغة تعبوية غائب فيها نفس الوعي الانساني والبشري
فيقال ان الفخاخ للرجال
ولمثل تلك الفخاخ خلقت الرجال
لا
لا يمكن المصادرة على مثل هذه اللغة
حتى لو كانت صحيحة
لا لعدم تصورها او وقوعها
لكن لعدم تناسبها في مثل هذا المقام
لان الفخ سياسة متعادلة
من الذي سقط في الفخ
حبه
هواه
لانه طالما اصبحت الانثى معلقة الرجل
كان ان يشار اليها بضمير المذكر
مثلما يمكن ان يقول لها
انت حبي
انت قلبي
انت روحي
انت فؤادي
كلها تتبع الرجل
فهل الذي سقط في الفخ
هذا الحب
وهذا القلب
وهذا الفؤاد
والروح
والذي ما كان جميعه ليؤدي بمعابره الا الى الانثى
لنخرج بالتالي بحقيقة
ان الانثى هي التي تقع في الفخ
لان الرجل ينصبه لها
هذا ما يحدث في عوالمنا التقليدية
اتعرفون لماذا
ربما يعاندني البعض في مثل هذه الارجوحة من الثيمة والحقيقة
اقول
نعم يقع الرجل فريسة المراة
وليس فقط في فخها
لكن هو الذي له ان يستسمحها كي تنصب له الفخ
وتترك انيابه واضراسه تلتوي حوله
كيف
في عوالمنا
الرجل يخطب المراة
ولا تخطب المراة الرجل الا بسحرها
حتى تاسره
وتستجذبه بشكل واخر
حتى تستقطبه الى عرينها
ومن ثم تستحث فيه كل الخطى
وبعدها تتركه يتنازل عن كل ولاداته
هنا
يوم يفر المرء من امه واخيه
وترك القران
فراره الاخير
من صاحبته
الاول
يفر من امه واخيه
الى صاحبته التي كانت اسرته بهواها وجمالها
وسحرها
حتى تركته يتقدم لخطبتها مذعنا
يسقط بين يديها كالاسير
والحقيقة الظاهرة انه هو اسرها
بينما الحقيقة الثابتة والباطنة انها هي التي كانت خطبته
خطبته بوحي من جمالها
هنا تندر على حالتنا الاجتماعية
وسلب لكل معطياتها غير الصحيحة
وان سحر المراة
طالما بامكانه ان يخطب ود الرجل
فلنفس المراة
كامل القدرة في ان تتقدم لخطبة اي رجل تشاؤه نفسها
طالما تشبعت بولائها له
ورغبت فيه
حتى لو لم يرغب بها
لكن سحرها غير الظاهر سيغلب على الحالة
هذا اقوله
مما يتعلق بحالات القبح
كثيرات من اللائي لم ينعم الله عليهن بمسحة جمالية
ربما فزن باجمل واوسم الشبان والرجال
لان لحظة اسرة
كان لها ان تمارسها
عبر كوة ضيقة
نعم كوة
هنا العظمة الانثوية
كاف على الرجل كوة
كي تسقطه من كل خيلائه
وتجرفه الى ارضها
وتترك ارضه بوارا
بعد ان نفضت عن ارضها البوار
كل املاحها ونثرت رذاذها في اعالي الموج
حتى تنسم الرجل مبدأ هذا التلاقح الزهري
فنصب لها كل انسياقه وراءها
وتنازل عن امه واخيه
ولم يقل عن ابيه
لانه يبقى على ارتباط بمبدئه الذكوري
لا يتخلى عن سلطته الذكورية والفحولية
لان الاب
يبقى يمثل رصيدا للرجل
حتى لو اختلفا
لكن الام تمثل تلك الوردة الحانية
التي متى ما وجد الابن اخرى
تعوضه عن رائحتها
وتضخ في راسه مثل تلك الرائحة واعظم
كان له ان ينساها او يحاول مثل ذلك
اما الاخ فلا
يبقى على الاعراف
في حالة ارتجاعية
فيبقى حالة وصل
لانه يمثل خطا اكيدا من استمرارية هي حاصلة
وما كان الاخ الا تحصيل حاصل
اذن
الجدار
هل كان يمثل عرفا تقليديا
لان الطين قديم
وما يسيطر على عوالمنا المجتمعية
ما كان الا قديم
موروث
والطين قديم متوارث
لان الارض قديمة
والانسان كذلك
قديم بفعل قوة الهية كانت صنعته
يعني قديم ليس بنفسه
والاله وحده قديم بنفسه
واذن كان الطين
جزءا منه لا يتجزا
وهو حينما حاذى جبل الطين
اقصد جدار الطين
انما كان يناقض نفسه بنفسه
فظاهره يحاذي جدار الطين
ويحكي
انه يتمسك بتقاليده واعرافه المفروضة عليه
لكن الكوة
تفضحه
وتلصصه يستهين بكل اعتقاداته المبدأية
لانه يفعل نقيض الحال الذي يتظاهر به
لانه لا يقبل من غيره ان يتلصص على حبيبته
لكنه يفعل
غير انه يتذرع بنفسه
وهواه
هنا تسلط اخر
يقيم للتقاليد كل المهرجانات
لكنه يتبرأ منها طالما لامست غروره
واصطدمت برغباته
فهو يمزقها
هنا سقط في الفخ
واي فخ
فخ التناقض
والنفاق
لان الذكورية لدينا منافقة
ومرات تستمر وتتواصل حالة النفاق
بمعية اسهام من المراة
التي تركت لجمالها ان ينسل من الكوة
من الداخل الى الخارج
وهي حالة قبول
ان تمنحه التبصر في روعة جمالها
وهذا كفيل باسقاطه في الفخ
لانه طالما اوى الى الطين
واستخدم كوة
فهو ما زال ينفذ حلم الارض
وحلم الطين والبشرية
وهو التواصل العيشي
والنماء الخصبي
ودوام النسل البشري
لكن
باي ثمن
ثمن الحرية
هو في خارج الجدار
والانثى ما زالت
طيلة هذه الاقصوصة
هي تقبع خلف الجدار
وفي الداخل
هو يتميز بغيضه الشهوي
وبحريته
وكل النص يكاد يكون له
ولا يكون للمراة اثر
اقصد البطلة
كما لو كان هو الذي يدير قضية الحب
يعني بسلطة ذكورية
والاساس هي المراة
فلو لم تسحره المراة
ما كان للرجل ان يفكر بها قرينا
لكن هنا تناقضا اخر
يشوب المسالة
بكافة فروعها
ان الرجل مرات يفكر بخطبة امراة
مجرد امراة
والحب ياتي فيما بعد
هذا البطل
رغم انه يخضع الى تقاليد مجتمعه المتدنية والطينية
الا انه وبشكل لا شعوري يتمرد
عليها كافة
لانها يعزم على اختيار من يحب
وبملء ارادته
حتى لو كان مثل هذا
تحديا صارخا لكل قوانين القبيلة
واعراف العشيرة
طالما وجد الى مثل ذلك سبيلا
وهي الكوة
واذن
فثمة خلل يمكن الافادة منه
يعني ان تقاليدنا ما كانت صماء الى مثل تلك الدرجة
فبشكل لا تفهمه
تركت للانسان متنفسا لا شعوريا
يمكنه ومن خلاله ان يبث لوعته
ويعرب عن حاجته الى ممارسته لاجمل فنون حريته
لكن لو كانت تعرف تلك التقاليد
ان الكوة هي تقوم مقام هذا الوجه
لكان لها ان تغلقها
مثلما تفعل
وتفعل
لكنه استغل انفتاحها
ربما كانت تغلق في اوقات اخرى
لكنه فعل وان راقب حبيبته
حين كانت الكوة مفتوحة
ومن قبل ان تغلق
لا نعرف نحن
من اقتاده اليها
يعرفها ام لا يعرفها
وهل كانت في انتظاره
وهل حدث بينهما حوار انسي
ام اجتماع في المشاعر غير المنسية قاطبة
يعني
في كل حالة حب
تجتمع كل المشاعر الانسانية
في ذكر وانثى
لانه طالما كان ليخلق الله منهما الزوجين
الذكر والانثى
له ان يستبق حالة الاذعان لديهما
واقترانهما ببعض حبا وولعا
بحالة اخرى
هي اجتماع لكل الذكور والاناث
يعني الشعور الجمعي
لان فيه من توارد الخواطر وسجل مشترك
يعني الحب نفس الحب
عذابه لوعته
نفسه
لدى الجميع
واذن
ما كانت خطبة الرجل للمراة
الا فخا
ينصبه الرجل للمراة
وفي الحقيقة
هو فخ كانت نصبته المراة للرجل
والاحرى
هو تقاسم مشترك
وترادف في السياق الحظي المتكامل من قبل الطرفين
لان المراة بعينها فخا للرجل
والرجل كذلك وبعينه فخا للمراة
كان نصبه الله
كل منهما لكل منهما
لكن حين يتدخل ابليس
ليمارس دورا خؤونا
فينصب متاريسه
وقتها
يكون التعبير صالحا
اوجز تعبير
وهو الصبح الكاذب من الصبح الصادق
لانه مرات نرى ان ليلى وسمير
لا يمكن ان يجتمعا لضرورة الهية
لكن حين يجتمعا
يحدث التصادم
لانه ما كان بينهما جدارا من طين
يفصل بينهما
يقيم طينية البراءة
وقاسمية مشتركة بينهما
يكون عماد التواصل بينهما القلب
يعني تلك الكوة التي كانت رسمتها الاستاذة هدى
في جدار من طين
كما القلب زرعه الله
في جدار بشري من طين
هو الانسان
القلب هو الذي يحيي الانسان
كما الكوة كان لها ان تحيي جدارا من الطين
او ما خلفه
او حتى قدامه
حين يقف حياله مثل شخص البطل !
.....................................................................
....
ربما بقيت اشياء اخرى
يمكن الاشارة اليها
لكن لا افكر بدرجها
خوف ان تزدحم افكار القارئ
اكثر مما يحتمل
.....................................................................
...
شكرا لله
وشكرا لهدى
وشكرا للسيد يحيى الصوفي
لانهم اتاحوا لنا مثل هذه الفرصة
كي نسجل خطرات
كان ارسلها الله الينا في حين من الدهر
مودتي
جمال السائح
almawed2003@...
www.postpoems.com/members/jamalalsaieh
Replies Author Date
1223 Re: محاولة لفك طلاسم قصة الفخ للاستاذة هدى ف
أخيرا جاء الاعتراف كنت في شوق اترصد تعليقات الاستاذ جمال السايح لقصص ماجدولين والشربيني وكيف لم تتمرد... mohamed elsherbiny
elsherbiny22003
Apr 10, 2006
11:14 pm