لا اطيقها ...
تسوقنى الى الظلام
و المخاوف العتية
الهيام ...
لا اطيقها ...
تطوف بى على مجاهل
الآلام
و السقام
و الأطياف
و الأنسام ...
لا اطيقها ...
تزجنى مع الشيطان
فى غياهب الآثام ..
و الضلال
فى انهزام ...
ترجنى كفرشة الرسام
و الوحوش و الحمام
و الهوام ...
لا اطيقها ...
تبلل الحروف والسطور
و الكلام ...
و الفؤاد و الخيال
و الابهام ...
و توقظ اللواعج الشديدة
الضرام ..
و الجراح
و السهام ...
لا اطيقها ...
تحد من شجونى
تزيد من جنونى
تعتم السواد فى عيونى
يظل عقلى الضعيف دونى
و قلبى الهفيف فى ظنونى
تعطل الحواس و
الآمال و الأحلام ...
لا اطيقها ...
و حدتى التى
بدت كما الأعلام ...
لا اطيقها ...
همستى لأنفسى
و وقفتى بلا قوام ...
لا اطيقها ...
لوعتى
حين تنجلى مناظرى
لدى العوام ...
لا اطيقها ...
و حدتى التى
تقلدت هواجسى
و طوقت عوالمى
و نرجسى ...
و لوثت مياه انهرى
و ملبسى ...
و أحرقت أشجار غابتى
و دمرت منازل الحنين
و أوقدت مجامر الأنين ..
و كبلت مدرسى ...
و شلت الزفير
فى محابسى ...
اظل فى بلاطها
اقاوم الصغار
فى انتظار ...
احارب القساة
و الملوك و الغيوم
و البحار ...
اغالب الخراب
و الدمار ...
اسافر السهول والتلال
و القفار ...
اسامر الصفاء و
الشموس والأقمار ...
اصدها بقلبى الشغوف
و العطوف ...
اهدها بدمى القوى ...
و الرؤوف ...
اطير فى بلاطها
و لا اطيقها ...
اسير فى صراطها
و لا اطيقها ...
تسوقنى الى الظلام
و المخاوف العتية
الهيام ...
عزلتى ..
فلا اطيقها ...