بيات مرعي يفلسف سرد الواقع المـتأزم جريدة الزمان الدولية
أقص لقارئ بََصَري العدد 2904
30/1/2008
حوار: سامر الياس سعيد
حظي القاص بيات مرعي مؤخرا بالجائزة التقديرية اثر فوز قصته (قرين الوقت ) بالمسابقة التي نظمها الاتحاد العام للأدباء والكتاب من بين 84 مشاركة كانت ذات طابع عربي فبينها كانت هنالك مشاركات من البحرين والسعودية وتونس ومرعي يعد ضمن الكتاب الموصليين الذين عرفوا بمحاولاتهم في إضفاء بصمة جديدة علي واقع القصة القصيرة بتحويلها الي قصص ممسرحة تواكب شيئا من التغيير الذي يحاكي العاملين في مجال المسرح ويجعلهم يخطون خطوات واثقة من اجل إعادة نبض الحياة الي خشبة المسرح المبتلية بشلل وقتي .. عن قرين الوقت والقصص الممسرحة كان هذا اللقاء الذي تمخض عن حصيلة دونكم إياها :û ما الرسالة التي تحاول إيصالها من خلال قصة (قرين الوقت )؟
-القصة تندرج ضمن إطار القصص الممسرحة التي كانت نواتها الاولي مطلع تسعينات القرن المنصرم وبالتحديد مع تجربتي الاولي ضمن هذا الإطار والمعنونة ب (الخيول الجريفونية ) والقصة الأخيرة تعد تأكيدا علي عامل جد مهم يتلخص في وضع مشهد بصري امام قاريء متابع في مزاوجة للمشهدين وفق آلية مزدوجة تستدعي القراءة والمشاهدة في ان واحد.
û اذن فلسفة قرين الوقت تعتمد أزمات الانسان المعاصر ؟
- بالطبع فالفكرة تعتمد نوع من الصراع الذي يتولد مع نظرة الانسان تجاه ازمنة مختلفة مع الأخذ بنظر الاعتبار ان تلك الأزمنة لايمكن لها ان تلتقي في نقطة او مركز واحد بل تبقي مضطربة وتلقي بهذا التأثير في نهاية المطاف علي نفسية الانسان .
û والفكرة الأساسية التي تحاول تاطيرها ضمن مشهد القصة الأساسي ؟
- الفكرة تعتمد بالأساس علي رجل كان في زمانه يعمل مصلحا للساعات الأثرية والنفيسة لكن تأثيرات الزمن أقعدته عن العمل وشلته عن ممارسة مهنته الأثيرة فبقي محددا داخل قوقعته محاطا بساعات مختلفة لها كل واحدة رمزيتها بالنسبة اليه وكلما حاول ان يضبط احداها يري ان عقارب تلك الساعة تعكس ما يرمي اليه ذلك الرجل كما انني في رمزية مقاربة حددت سكن هذا الرجل بالقرب من سكة حديد لأركز كل طاقة القاريء في البحث عن سببية لان يكون الزمن مرادفا للاستهلاك الذي يعاني منه الانسان .
û كل هذه الصور والرمزيات التي تحاول إضفائها الا تستدعي قارئا مختلفا ؟
-من طبيعتي ان لا اقترب من قاريء يتمتع بتقليدية ما يطالع بل أسعي للدنو من قاريء بصري فاهييء له المشهد بصريا لكي يقترب من الإيقاع المسرحي الذي يتطلبه الدور ..
û وهل تعتقد رسالة الساعاتي بطل قصة قرين الوقت يضع أصبعه علي جرح المسرح العراقي ؟
-برأيي ان العمل يعتمد الجمالية فالظروف الراهنة أقعدت اغلب المسرحيين عن محاولاتهم الحثيثة في دحرجة حجر الإبداع المسرحي نحو الأمام لذلك وجدت في تلك القصص متنفسا بل مخرج اخر يتيح لطموحي المسرحي ان ينمو وسط غابة من الأشجار اليابسة ..
û وهل هناك محاولات لسبر أغوار أدبية وتوظيفها مسرحيا علي غرار تجربة القصص الممسرحة ؟
- أعكف حاليا علي وضع لمسات توظيفية لإدخال الراوية في ميدان المسرح حيث اعمل علي توظيف أدوات المسرح وتطويعها في رواية ممسرحة ولدي في ذلك اضاءات استشهد بها صموئيل بيكيت في اللامعقول لكن تجربة بيكيت كانت علي نحو ورشة مصغرة غير انني أسعي مع ذلك الي الاستزادة بتوسيع الفضاء الي أفق أوسع ..
û وهل تعزو مسرحتك للقصة والراوية نتيجة حتمية لتجربة حداثوية ؟
- بل انا اعزوها الي نتيجة ما أفرزته الحروب من رؤية مغايرة للأشياء مع منحها ديمومة مختلفة عن كل ما عايشناه .
û لاتخضع قصصك الي التحدد بزمانية ومكانية معينتين فما السر في ذلك ؟
-هذا يتأتي من خلال التحدد بان العمل الأدبي له مفهوم أنساني واسع فإذا حددت عملي في أطار محلي فانه يتحدد بمكانية معينة لكنني أريد له ان يحلق ببساط ريح ليخترق المكانية المحددة نحو التبلور والتجسد علي خشبات عالمية تتطبق وتسقط واقع تلك القصص علي مقاسها وضمن رؤيتها المحددة .
û وماهي فلسفتك تجاه أدب المسابقات كونك حزت جوائز تقديرية علي أعمالك التي شاركت في تلك المسابقات ؟
-لاتخضع تلك الغاية الي فلسفة بقدر ما انني ارمي من خلال المشاركة الي البحث عن تقييم يعيد لي صور النقد والتفاعل إزاء ما أريد إيصاله الي القاريء والمتابع مع انني أري ان اغلب أعمالي تجد قبولا استثنائيا من المشتغلين في الأوساط المسرحية علي وجه الخصوص ..
û وهل أنت مع رغبة المخرجين في إضافات واستحداثات تخدم نصك وتتيح له رؤية أوسع ؟
-في هذا المجال لااجد غضاضة في الاستزادة من خبرة المخرج المسرحي ،دعني أمنحك نموذجا من التعامل الايجابي الذي جمعني في عملين مسرحيين مع المخرج الراحل فريد عبد اللطيف وتمخضا عن إخراج مسرحيتي (خيط من التراب )و(الضباب يقظ )واللتان نالتا إشادات من قبل المتابعين ..