همس المعاطف

قصة قصيرة                     همس المعاطف                        بيات مرعي

                                                                       قاص من العراق





بعد ساعة من الآن سينفذ شيء رهيب بحق هذين المعطفين العتيقين المعلقين على الجدار

الأسود سينفتح باب جهنم الموصود ذاك ويدخل مقص الخياط العملاق .

همس المعطف البني لزميله ..

كل كسرة الخبز هذه ولا تخف ، أزرارنا متينة وجيوبنا عميقة وبطانتنا دافئة لا داع للخوف

أوراقنا قد أكلها العث والجراد ..

أجابه المعطف الأزرق ..

لقد غسلوني منذ زمن بعيد وما زلت ارتعش ذكرت القمر كثيرا والحالة نفسها تلبسني منذ أعلنت خزانتي /مرآتي/سلتي/منديلي/شماعتي/لوني كلها للبيع.

قال البني .. أنا مثلك لم ابق شيئا لدى سوى مقرضة أظافر وقصيدة وصورة حبيبة أتعلم إن مالكي قد خرج مني منذ عصور عديدة لم يرض أن يبقي لي حتى كفيه لا دافع يهما عن نفسي؟

قال الأزرق ..

كفاه وهو حر بهما أتذكر عندما كنا خيطا ندخل بثقب الإبرة إلى الضفة الأخرى من العالم بسهولة كانت لي أمنيات كثيرة أن أشارك في لعبة نط الحبل أو أصل السماء على متن طائرة ورقية أو احمل بمنقار عصفور إلى عشه ولكن كل هذا حلم لم يتحقق لقد أخذتني مقصلة الحائك جعلتني معطفا سميكا لأواجه البرد القارص احمل الثلوج على كتفي وضعوا في جيبي زجاجة خمر .

البني ..

لقد شاهدت حفلات القصور أول الأمر وعرف جيبي الداخلي الكثير من الأسرار أرقام الشيكات والهواتف /صور /و…………….

اذكر أن جيوبي كانت تلف الأصابع بالخواتم الذهبية كنت معطرا بروائح عديدة و ثمينة ، اجلس بين الموائد الشهية اسمع الموسيقى وأتباهى بودرة على صدري وانتصب على كراس دوارة كان شيئا مرتبا وأنيقا حتى جاؤا بي إلى هنا بتهمة اكتشاف ثقب صغير في احد جيوبي من خلاله تمت عملية تهريب النقود .

وأنت لماذا آتيت إلى هنا ؟

لقد لا حظوا هذه الثقوب فوق صدري فادعوا فعل اطلاقات نارية تعبت في إقناعهم لقد كانت حرقة سيكارة لسكير ثمل ليس إلا ………..

البني .. أما زلت خائفا .. ؟ دعنا نتخلص من مساميري تعليقنا ولنحاول فتح الباب أولا ونخرج  

الأزرق اسمع صوت المعطر وأخشى أن نتبلل .

البني .. إذن دعنا ننتظر فلربا يفقد المقص ذاكرته أو نستطيع النوم .. لنحلم

الأزرق .. وأن متنا ؟

البني .. من الصوف بدأنا والى الصوف نعود ......



                                      يضحكان .........

View bayat's Full Portfolio