!!!من أنا؟..

بالقرب من ينبوع صغير في هذا الوادي الأخضر ..وادي الأحلام .. أعيش..



وعيت على هذه الدنيا ووجدت نفسي حيث شاءت لي أمي الطبيعة أن أكون..



هنا في مربع الخيال......زهرةٌ صغيرة أحاطت بها عناصر الجمال من كل جانب..



أقتات في كل يوم على خلاصة الروعة التي أسكن في قلبها



أستقبل الحياة مع كل إشرافة فجر على زقزقة العصافير وتغريد البلابل ...



ينعشني نسيم الصباح القادم من خلف التلال البعيدة ..



وأنتشي للحن الحياة المتصاعد مع كل رفـّة طير أو همسة شجرة,



ومع كل انحناءة نبتة أو غناء جدول..



أحب تلك السماء الواسعة التي تمتد من فوقي وأتطلع بشوق في كل يوم



لكي أشاهد زرقتها الصباحية الصافية ..يروق لي الاستغراق فيها طويلا ,



لهذا ترى أن عيناي لا تكادان تكفان عن النظر للأعلى ,



وكأنني أسكن في وديان سماوية شقيقة لوديان هذي الأرض ,



وأخشى قدوم الغيوم لأنها تحجب عني رؤية تلك اللوحة الساحرة ..



صديقتي الشمس تأتيني يومياً بابتسامة واسعة , تهديني كل مايلزمني



حتى أتمكن من البقاء..تغمرني بدفئها المعتاد وترسل النور من حولي



حتى تغرق بأنوارها المحملة بالأمل..والنابضة بالحياة..كل الوديان المجاورة



تلك الشمس الذهبية أحبها كثيرا وأسعد بلقائها ككل الزهور الأخرى ,



لكني أشعر أنها هناك في السماء من أجل الجميع ,وأني لست بقادرة



على تبادل الحديث معها فهناك دائما من ينتظرها وعليها أن تزور



بلاداً أخرى,وأخشى إن خضت في الحديث معها أن أؤخرها عن كل من هو بحاجة إليها



أماالقمر فإني أشتاق إليه كثيرا,أحبه أكثر وأحن لقدومه بقوة ,



لهذا تراني على موعد للقائه في كل ليلة



حتى إذا ما جاء في آخر اليوم , وتربع في مكانه وسط تلك القبة السماوية



المسائية ,أشعر بالسعادة والاطمئنان ..ولم لا فهو صديقي الأزلي



أحسه قريب جدا مني ...وأشعر أنه يخصني وحدي ,, أعرف أنه صديق الجميع



لكنه من اللطف لدرجة أنه يشعركل واحد بأنه قمره الخاص وصديقه الأقرب..



وهكذت فأنا أمضي ليلاتي في غمرة هذا السكون ,أتأمل في سرمدية هذا الكون



وفي سحر النجوم المتلألئة , أناجي قمري العزيز, أحادثه ويحادثني ,



يؤنسني بوجوده ........يحمل لي في كل ليلة حكايه وينقلني في زورقه العاجي



إلى أقصى أطراف الدنيا , أزور برفقته كل ما يعجز حلمي عن إيصالي إليه



وأحلق مع ضوئه الأزرق الخافت لكواكب خضراء وزرقاء وبيضاء تتهادى في بحر الفلك الواسع..



أسبح مع ذاك الضوء الحاني في تلك الجزائر وأسبّح الله وأنا مستغرقة في



أنشودة الخلود اللامتناهية التي تترنم بها أشعته المحمّلة بالود والدفء والمحبة,



وحين تداعب جفوني سكرات النعاس ..لاأعيرها اهتماما إلا في سويعات الليل الأخيرة ..



فالليل عندي أثمن من أن اقضيه في النوم , وكيف ينام من يجد نفسه في صحبة خير



من يسامره ويساهره تلك الآية الالهية التي تزين السماء................إبداع الخالق



وروعة الخلق...يشدني إليه هدوءه المثير وتواضعه الشديد, آية الجمال تلك,,,,



قمري أبعد ما يكون عن الغرور .....لم يملّ يوماً من حديثي الطويل وأنا أخبره بكل



تفاصيل نهاري المشوّقة ولايسئم من سماع آخر مغامراتي مع الفراشة البيضاء التي



اعتدت أن ألعب معها , ولا يضجر من أغانيّ الكثيرة التي تتجدد وتتزايد كلما رأيته من جديد..



هذه هي أنا........أنا زهرة هذا الوادي ...وجارة ذلك القمر



أنـّى ألتفت حولي أشعر بكرم الطبيعة معي وأشعر بالزهو لأني واحدةٌ من عناصرها....



وفي كل يوم أصلّي لله شكرا على كل نعمةٍ منّ بها عليّ...



..





... زهرة من وادي النغم ...

View zahrat_alnagam's Full Portfolio