قد كان في الأمس هنا..
وانقضى في التو عام
وأطل عام
ماذا أغني ولمن أغني يا طيور
فالفارس الذي قد جاء من أحلى العصور
هم أخبروه عن طريق النور...
فآثر الغياب..أتقن العبور..
لعالم الحبور .. والسلام
من يومها وأنا أراه مباهيا
في ضوء الياسمين
ومحفل الغمام
تعود يا شتاء
تعود في استحياء
فالطيب الكريم لم يعد هنا
لا دفئه المعتاد هذا العيد
في استقبالك
لا فرحة بملتقى الاحباب
لاشيء الا الحزن
الا الحزن والسراب....
ومطرٌ...من سالف الحكاية...غزير
و يمامةٌ تطير
يا جارة الحنين
علام تدمعين..
هل تشعرين بحالتي
بوحشة السماء
هذاالعام...
بمرثاة البنفسج والنسرين؟
................هل تشعرين؟
يا وجه أبي..
يا قمراً ما غاب رغم تراكم السحب
صلّت عيونك ليلةً
فأضاء وهجٌ سابغٌ......
يا كوكب اللطف الموشى بالذهب
يدك الحنونة لم تزل تصغي لهمي
وتعين قلباً كان أضناه التعب
يا وجه أبي....يا وجنةً مضيئةً
يا خيمة المجد العتيق
حاضري منها...لها......هرب
يا نسمة الشتاء...يا مسافرة...
ناشدتك الاصغاء...
لا تفتحي على الاوجاع أبواباً رقيقه..
لا تسألي الأزهار ما سر الندى..!
لا تجرحي الغيم المشبّع....في المدى..
لا تجبريه على الهطول......
لا تحملي القلب الحزين على الذبول....
يا نسمة الشتاء.....يا مسافرة...
راحلةٌ معك أنا...
مع لحن زيزفونٍ فاض منك
ممزوجاً بأنجم الريحان
غارقاً بدمعٍ من أنين
فامض بأحلامي واذريها
وراء مدارج السنين...
وانسي حياتي غافية..
هناك..في تشرين...!
زهرة النغم