1. التكيف:
في حياتنا ثوابت معينة ليس بأيدينا تغييرها حين نعاديها فإننا بذلك نعادي أنفسنا، من أنواع الثوابت الخارجة عن إرادتنا: التقدم في العمر، زواج الأولاد وإقامتهم بعيداً عن الأهل، موت الأحباء ... الخ، إننا غالباً ما نقاوم هذه الأحداث والنتيجة أننا نعاني بسبب مقاومتنا هذه.. ليس المقصود هنا أن نقبل كل ما يحدث لنا فهناك مواقف يمكن تغييرها ولكننا نقصد أن نفرق بين المواقف التي لا يمكن التدخل فيها وبين ما يمكن التعامل معه حتى نتجنب معاناة لا داعي لها .
2. الفعل ورد الفعل:
حينما نفرض شيئاً على الآخرين غالباً ما تكون النتيجة معاكسة لما أردناه، فلا يوجد من يقبل أن يفرض عليه أمر ما .. وحين يكون لدينا رغبة كبيرة في الحصول على شيء فإننا نفعل كل ما في وسعنا للحصول عليه دون أن نضع في اعتبارنا مشاعر واحتياجات الآخرين وينتهي الأمر بأن يضطر شخص ما إلى تنفيذ ما نريد، ولكن غالباً ما نخسر ما حققناه لأننا لا نفكر بشكل بعيد المدى، فإذا نجحنا في فرض أمر ما على الآخرين لا يجب أن نتوقع أن يدوم الموقف لصالحنا فسيأتي الوقت الذي يثورون فيه ويتمردون على ما أجبرناهم عليه.
3. اختيار الوقت المناسب:
لا داعي للضغط على الطرف الآخر أو الإسراع بموقف ما لتحقيق المراد فاختيار الوقت المناسب يسهل المهمة بشكل مذهل، ولكن علينا تحديد الوقت المناسب بعناية شديدة ويمكن عمل اختبارات بهذا الهدف وحينما نشعر بأن الطرف الآخر أو الموقف أصبح مناسباً أو أكثر مرونة فلا ندع تلك الفرصة تضيع ولنغتمها لتحقيق المطلوب، مثال على ذلك: قد يضطرنا الحال أن نعمل للإنفاق على أنفسنا أو أسرتنا فنتخلف عن الدراسة إلا أننا يجب أن نبحث في الوقت نفسه عن أقرب فرصة نستطيع من خلالها أن نعود إلى دراستنا .. إننا نقصد بهذا السلوك مواجهة المواقف التي تفوق قدراتنا والتي لا يفيد فيها دخول المعركة ولا نقصد المواقف اليومية البسيطة .
4. تقسيم الوقت:
تسير الأمور على ما يرام حين يتم تنسيقها فلا يفضل أن نعزل ما نحب أن نفعل عن متطلبات الحياة الأخرى، أحياناً نكون مشغولين بأمر واحد غاية في الأهمية مما يؤثر على إمكانياتنا في التركيز على بقية الأمور التي قد لا تقل أهمية، ولكن مع مرور الوقت يتسبب ذلك السلوك في مشكلات وقد نرغب في أن نشارك في نشاط آخر يمنعنا عنه مسئولياتنا الأخرى، لذا علينا أن نقوم بتنظيم ما نريد أن نمارس من أنشطة مختلفة ، قد نخصص وقت أطول لنشاط ما ولكن لا ينبغي التنازل عن أي من اهتماماتنا إذا كانت ذات أهمية لنا، ومثال على ذلك أن تجد الزوجة الأم مشكلة للمشاركة في أعمال تطوعية ولكن كل ما عليها هو تنظيم وقتها وتقسيمه بحيث لا تقصّر في أي من تلك المسئوليات .
5. قبول الأمر الواقع:
إذا كنت تقبل النهار تماماً كما تقبل الليل أو تقبل الصيف تقبلك للشتاء فقد خلصت حياتك من التناقض، فالصيف والشتاء أو النهار والليل يمثلان المواقف المتناقضة في حياتنا اليومية ، بعض المواقف نحبها ونتمنى أن تستمر للأبد، كما نكره البعض الآخر ونعمل على تجنبه وإذا لم ننجح في تجنبه تبدأ معاناتنا، ولكننا إذا اعتبرنا أن كل ما يحدث لنا نستطيع الاستفادة منه فستقل درجة المعاناة ويختلف نوعها، فلماذا لا نضع في الاعتبار أن كل ما يحدث لنا يمكن أن يسهم في إضافة إيجابية لحياتنا؟
6. السعادة:
إذا كنت تبحث عن السعادة فإنك تعذب نفسك، فالمطلوب هو أن تستمتع بما يأتيك من فرص غير ضارة، إن البحث المستمر عن السعادة يمنحنا دائماً شعوراً بعدم الرضا ويجعل شعورنا بالسعادة معتمداً على عوامل نحددها بأنفسنا بل وغالباً ما نعتمد على الآخرين لإسعادنا، لا ينبغي أن نتسبب في ذلك لأنفسنا بأنفسنا، كما لا ينبغي أن نستغل فرصاً مؤقتة للمتعة تجعلنا نشعر بالذنب بعد ذلك لأن النتيجة تكون فقد الشعور بالسعادة والعودة إلى نقطة البداية.
7. كل فعل له أهميته:
عندما يكون لنا هدفاً نريد تحقيقه يكون كل تركيزنا عليه بعينه وقليل من الاهتمام يوجه للخطوات المطلوبة لتحقيق الهدف مما يشعرنا بأن الوقت يضيع في هذه الخطوات ومرة أخرى تبدأ المعاناة فنعتبر أن تلك المعاناة هي الثمن الذي ينبغي أن ندفعه لتحقيق هدفنا والذي لن نسعد إلا بتحقيقه. ولكن الخطوات التي ستصل بنا إلى تحقيق الهدف لها أهمية كبيرة ولا يجب إهمالها، فهي جزء من هدفنا، وجزء من حياتنا .. لذا فإن كل ما نفعل له أهميته وله تأثيره علينا وعلى الآخرين وعلينا أن نتعلم من كل موقف مهما كان صغيراً لأنه يمثل إضافة جديدة لحياتنا.
8. التفكير العميق في الأمور:
إذا أردت أن تتخلص من معاناتك أو مشكلاتك فعليك أن تفهمها من جذورها، أغلبنا يواجه مشكلاته دون أن نحاول فهم أصلها لذا لا نستطيع حلها، قد ننجح في تهدئة المشكلة لفترة ولكنها سوف تعاود الظهور وتزداد تعقيداً وتتسبب في مشكلات أخرى عديدة إذا لم نبذل جهداً لفهمها من جذورها وفهم أسبابها وأبعادها .
9. حرر نفسك:
حين تتسبب في ضرر الآخرين فإنك تسلم نفسك للشعور بالذنب والقلق من العواقب وعدم الثقة من ردود الأفعال وتصبح سجيناً لهذه المشاعر السلبية، في حين أنك إذا تجنبت أن تضر أي إنسان فإنك تحرر نفسك وتحرر أفكارك وأفعالك لتفعل ما تشاء حينما تشاء، فحريتنا وصلاحنا يتمثلان في عدم التسبب في الضرر للآخرين .
10. تعامل مع الآخرين كما تحب أن تٌعامل:
يعرف هذا المبدأ في جميع الثقافات والأديان، إذا طبقناه سيحقق ترابط الأفراد والمجتمعات، فحين نطبقه نشعر بسلام ورضا عن الذات إلى جانب أنه يساعدنا على إقامة علاقات حميمة مع الآخرين فنرغب في أن يستمر هذا الشعور، ومع مرور الوقت سيساعدنا على تحرير أنفسنا من الأنانية وحب التملك مما يمنحنا ثقة بأنفسنا تنتقل تباعاً إلى الآخرين .
11. تقبل ظروف النشأة:
لا يهم في وسط أي ظروف نشأت، المهم أن تستوعب أنك لم تختر هذه الظروف، تتأثر نشأتنا بالزمن والبيئة الاتي نشأنا فيهما والتعليم الذي حصلنا عليه .. الخ، كلها مؤثرات لم نخترها وتقبلنا لها يجعلنا غير متعصبين في المعاملة مع الآخرين بل ومتفهمين لهم ولظروفهم حتى لو لم نعلمها ومتقبلين التواصل معهم مهما اختلفت أفكارهم عنا أو عارضتها.
12. تراكم أفعالنا:
أفعالنا سواء كانت متعارضة أو متجانسة مع أنفسنا تتراكم بداخلنا، أما الأفعال المتعارضة فإنها تناقض طبيعتنا وتضرها وتظهر العنف في سلوكنا، ولكن الأفعال المتجانسة مع طبيعتنا فهي تشعرنا بالصلح مع الذات والنمو الذاتي وتٌرغبنا في تكرارها، النوعين من الأفعال يتركان آثرهما بالذاكرة ويتكرران بشكل تلقائي مع مرور الزمن فإذا وجهنا إرادتنا إلى تكرار الأفعال المتجانسة فإننا نعمل لتحقيق مستقبل سعيد .
تلك المبادئ ترشدنا لأداء أنشطة ناجحة وتعدنا لتجنب المعاناة في حياتنا اليومية كما تساعدنا على اكتشاف المعنى الحقيقي للحياة، كاتبها هو "ماريو رودريجيه كوبوس" فيلسوف وكاتب أرجنتيني.