PostPoems Be Artistic. Be Creative. Be Inspired!

هي كذلك دائماً...تأتي بالورقة البيضاء في حماسةٍ بالغة عند هدأة الليل لتكتشف أن كل الكلمات التي دوّنتها في رأسها الصغير قد استعصت على الكتابة، وأن الأفكار التي كانت تبرق وميضا ًً يضيئ ليل المعمورة بكاملها، قد تمنـّعت عن أن تصبح سهلا ً ممتنعا ً في حروفٍ بسيطة

.على تلك الورقة البيضاء



لماذا...؟ بين زحمة أفكارها عند آخر الليل تأتي لتفرغ ما بداخلها فتجد أن ما كتمته سرّاً وما فكّرت به وأعطته قالباً شديد الخصوصية، يبقى أجمل وأبلغ في المكان الذي وُلِدَ فيه

  .قبل أن تستعمل أدواتها وتكتبه





* * *



هي كذلك دائماً...كلّ يوم، تجلس وزميلاتها، بعضهنّ صديقات، قي مقهى عند ساعة الغداء. تعرف جيّدا ً ما بداخل لائحة الطعام، كما تعرف مسبقا ً ما ستطرحه الجالسات قربها من مواضيع، ومن الزوايا المقاربة لتلك المواضيع...لأنهنّ كذلك دائما ً، يُرِدْنَ التحدّث بالأمور ذاتها، باللغة ذاتها

.وبالرؤية ذاتها أيضا ً



لماذا...بعد أن غدت لا تطيق العقول القديمة وأوّلهم دماغها، لماذا لا تقتحم عليهنّ غرفة الكلام الصدئة، وتنفخ عنها غبار الكلام القديم، لتشعل شمعة ً معطّرة بالورد...لما لا؟ ليست تدّعي أنها وحدها على حق، أو أنّها ستنقذ الكون، لكنّها تعرف أن من واجبها نثر إكسير الحياة على عالمها ومن يسكن فيه وعلى من تحبّ؟



هي كذلك دائما ً، لها ألف حلمٍ أن تحمل الشمعة المعطّرة إلى كلّ مكان ٍ وتنثر العطر على من حضر، عسى أن تتحوّل الأرض، ولو لبضع دقائق

.إلى شيءٍ آخر