عتاب

Folder: 
بوح 2005
















  

عاتبت الظبية الشاردة في المفاوز البعيدة   المغامر الجريء:



لماذا عدت ومعك كل هذه العيون المستطلعة



العدسات الراصدة



الأقدام المتوثبة



والرغبات المتحفزة للقنص



أبحت نفسي لك فقط ..



لما رأيت في عينيك



مايشابه انطلاقي وانعتاقي



فكيف ظننت أنني  متاحة للجميع





وفي حياء وخفر



أطلت البنفسجة الصغيرة



المختبئة عن عيون العابرين



وبكت  لائمة :



لك فقط يا عاشق الجمال وهبت نفسي



أنا التي عشت سنين عمري في لذة الإهمال والانزواء



لم دللتهم علي



وهتكت سري وستري



وأبحت للكل عطري





الفتاة الريفية الجميلة



بكت على صدر من جاء بها إلى المدينة



معتقداً أنه نقل جوهرة نفيسة إلى المكان الذي يليق بها :



أعدني يا سيدي إلى تلك الحقول



أريد أن أمشي حافية على ترابها



وأفرد شعري للنسيم والضوء



أعدني إلى ركني الحبيب



في ذلك المنزل الريفي البسيط



لا أصلح كسيدة صالون



ولا أتقن الإتيكيت



ولا رسم الملامح والكلمات





أغنية الراعي الحزينة



التي انبثقت بساطة كلماتها ولحنها من تراث قديم



طار صوابها



لما سمعت نفسها محدثة



من مغن معاصر



وكادت تتنكر لذاتها



للتشويه الذي لحق بها



بحجة المحافظة على التراث





أما الشابة الموهوبة



فعاتبت من أعلنها أديبة على الملأ :



آه يا صديقي



ما الذي فعلته بي نيتك الطيبة



ليتني لما قدمت لي سلم المجد ما صعدت



كانت المشاعر تكتبني بتلقائية



صرت أكتبها تكلفاً



كانت الكتابة متعة



صارت واجباً



كانت دفقاً ذاتياً لا يعيقه شيء



صارت انسياباً تشوبه الشوائب



أضواء الشهرة أعمتني



وأقصتني عن الأرض التي كانت عليها أقدامي



نأت بي إلى وهم الأنا



فوقعت في بئر الغرور



أعد إلي ذلك البوح الخجول



والكلمات التي تقال لتنسى



وتحلم بقارئ يأتي فجأة من الغيب



ويرى بها أفكار مذهلة



ثم يرحل كما أتى



مخلفاً قلبي لأحلام ضبابية

*ثناء درويش*














View thanaa's Full Portfolio
لانا جمال's picture

العزيزة المبدعة ثناء
جديدك دوما يمتاز بالجديد الجديد، سنابل كلماتك دوما ملأى بكل ما يسقي القلب ويبهج الروح، صورك الشعرية المتناثرة مثل نثار الذهب بين كلماتك فيها من الدهشة ما يمنحها رونقا خاصا بها، ما يجعلك واحة فريدة لا تخيب أبدا زوارها
لك محبتي واعجابي الكبيرين
لانا جمال

آسيا السخيري's picture

نوافذ الأحبة تطل على بعضها يا ثناء الجميلة…لم أشأ المرور على حديقتك المزهرة دون أن أقول لك كم أنت بهية أيتها الغالية كما هي عادتي كلما قرأت لك ما تفرح له نفسي ويرتاح لبوحه الزلال قلبي…غير أنني ولجت خطأ نافذة مشرعة لعزيز آخر…أعرف أن قلبك الشاسع مرفأ لكل الفلك التائهة لذلك فأنت ستغفرين لي هذا الخطأ الذي أزعجني فعلا..عذرا عذرا عذرا يا سيدة الكلمة المتلألئة…دمت صديقتي الجميلة

أنا مدينة لك بفرحتي بك أيتها العزيزة الغالية…كم جميل أن أعانق بهاءك هذا الصباح…كلماتك تلج الروح مباشرة كي تطهرها مما بقي عالقا بها من شوائب.دمت لي صديقة وأختاحبيبة يا صاحبة الصوت النقي