كذبوا علينا







أفكار              أفكار             أفكار









كذبوا علينا .. يا أخي . كلّهم كذبوا علينا .





رجال الدّين والسياسة .. علماء النّفس والطبيعة .





وكل من دوّن التاريخ .. في غفلة عن الضمير وتحت رحمة الدينار





ومن مدرسة لمدرسة رحنا نمضي ..  والكذبة تلد كذبة أكبر.





مخزوننا الفكري .. ما هو إلاّ مجموعة من الأضاليل والأكاذيب.





بناؤنا الداخلي ... أسس على الشبهات والاعتقادات الفاسدة والأوهام.





لذلك جاء هذا البناء ..  هشّاً .. متداعياً .. ينهار لدى أول تجربة .. وعند أيّ امتحان





ضيّعوا وقتنا وعمرنا بتحصيل أباطيل زادتنا ضلالاً وبعداً عن الحقيقة





زرعوا الزّيف بأعماقنا فعشنا دهراً نظنّ الماء الأجاج عذباً فراتا





واصبحنا شهداء زور بدل أن نكون شهداء حق





كذبوا الكذبة وصدّقوها .. وعلّمونا كيف نصدّقها





وكيف لا ... ونحن لم نعرف وجهاً آخر غيرها .





كيف لا ... ونحن نتتلمذ على أيدي أساتذة من أهل الثقة و المعرفة .





وما هؤلاء إلا عبدة أفكارهم الخاصة .. التي جعلونا عبيداً لها دون أن ندري .





كذبوا علينا .. يا أخي . كلّهم كذبوا علينا .





علماء النّفس : ضحكوا علينا يوم قالوا لنا أن الإنسان في اليقظة يكون في حالة





الوعي والإدراك .. فإذا نام أو نوّم أو أغمي عليه .. انتقل إلى حالة اللاوعي .





ويالها من كذبة خطيرة .. إنما الوعي إدراكنا لجدوى وجودنا وحضورنا اليقظ لكل





كلمة وكل تصرف نقوم به و لا نندم عليه ..





ووحدهم المؤمنون يعيشون حالة الوعي التام





علماء الطبيعة : أطلقوا اسم إنسان على كلّ كائن يمشي على قدمين وله لسان





ناطق .. لقد تشابه عليهم الأمر وما عرفوا أن من الألفاظ ما يطلق مجازا ..





لا على سبيل الوجوب والتمييز .





فكلمة إنسان تطلق على من استأنس بالحكمة وحقق الغاية الإلهية من خلقه





وإلا لما وصف الله تعالى البعض بأنّه ( كالأنعام بل أضلّ سبيلا )





رجال السياسة : جعلونا أسرى وهم الأحزاب .. وهي خدعة كبيرة فما أكثر





الطرق التي نقدر أن نخدم بها الوطن .. بعيداً عن صراعات الأحزاب ودوامتها .





وصوّروا لنا الغرب وحشاً فتّاكا .. دمه المادّة .. وشعاره الانحلال





فإذا بالحكمة تأتينا من الغرب ونحن نغطّ في نومنا واجترار ماضينا التليد.





كتبة التاريخ : ليس لجريمتهم غفّارة .. لأنهم أضلوا أمما بعد أمم .





فعندما ينقل قولاً عن فلان .. من يتجرأ ويكذّب ما قاله وهو بحر من بحور العلم أو





الدين .. وهكذا يدرّس التاريخ المزوّر لأبنائنا ونحن لا نستطيع  اعتراضا





أما رجال الدّين : فضيقوا علينا الخناق .. فبتنا ننظر للإله على أنه السيّد الذي





يتربص بعباده وينتظر منهم أي هفوة لينزل عقابه بهم





وبالمقابل يعدّ الحوريات الحسان والفاكهة ذات الأكمام والديباج والحرير لكل من





يطيعه.. فإذا بالعبد يطيع إما خوفاً أو طمعا





حاصرونا بالنص وحرفيته.. وحذرونا من مغبّة التفكر والتدبر في الكتب المقدسة





والخروج بأي جديد . فهذا برأيهم تأويل شخصي وصاحبه مارق أو زنديق يحل





رجمه أو قتله .





وكلّما كانوا يزدادون تمذهبا كانوا يبتعدون ويبعدونا معهم عن الله وحقيقة التوحيد.





وبعد .. كم من السنين نحتاج لفكّ هذا التشفير في إرث كامل من التربية والاعتقاد





وقد تأصّل وامتدت جذوره .. وما هي الحلول في ظل ّ أولي الأمر والتدبير من حكام





ورجال دين وعلماء أصحاب القرار .





لست متشائمة إنما أعرض واقعا بانتظار رأيكم الصريح

*ثناء درويش*










View thanaa's Full Portfolio