الظل الثالث عشر / عامر

Folder: 
ظلال

 


ظلال


الظل 13

عامر


هذه المرأة لا أعرفها،  ومحال أن تكون هي نفسها زوحتي التي عاشرتها لعشر سنوات.

فزوجتي لو تعرفينها يا سيدتي من قبل كنت رأيت ما الذي فتنني بها......

جمال وحياء وخُلق وتنظيم و مسيرة حياة بلا إفراط ولا تفريط..

صديقاتها معدودات ويشبهنها منشأ و طبعاً ... و زياراتنا لا تتعدى الأهل وبعض المعارف من وقت لآخر..

ثم فجأة هبّت رياح التغيير...

لا تنظري إليّ هكذا باستنكار، فأنا أؤمن ببدهية التغيير وضرورته .. ومن يجلس أمامك الآن ليس هو الشاب العشرينيّ ولا حتى الثلاثينيّ..

لقد نضجت أفكاري و تفتحت مداركي و صرت أكثر تفهماً و احتواء.. وقد حاولت جهدي جذب زوجتي نحو عالمي و إيقاظ دهشة المعرفة لديها.. لكنها كانت تتغير باتجاه آخر مختلف تماماً..

ابتدأ الأمر بالتعرّف على شلّة من النساء لا يشبهنها على الإطلاق.. أو هذا ما ظننته وفق معرفتي بها..وكثرت مشاويرها معهن و أجواء الصخب والتدخين باسم الحرية وحق الحياة .. وزاد إهمالها لطفليها وبيتها.. أما أنا فيبدو أني كنت رجل الكرسي بالنسبة لها.

شعرها الذي طالما أسرني بسواده .. صارت الألوان تتناوب عليه.. فلا أكاد أألف لوناً حتى أراه انقلب للون آخر .. وأنا مطالب باصطناع الدهشة وإطراء اللوك الجديد بكل حماس.

منذ شهور بكت أمامي بحرقة قائلة أنها تخجل من شفتيها الرقيقتين وأنها بحاجة للمال لإصلاح تشوهات الخلق..

وحين أعلنت عجزي عن مجاراتها .. استدانت لا أدري من أين وعادت إلي بشفاه مستعدة للالتهام..

بعد أشهر عاودت النقّ بشأن أنفها وعدم صلاحيته لموضة الأرنبة المرفوعة .. ووصل الأمر بيننا للطلاق .. لكني فكرت ملياً بطفليّ و ما سيؤول إليه مصيرهما معها أو بدونها .. فآثرت الصمت..

وهكذا كانت تعود كل فترة وقد بدّلت شيئاً منها كما تبدّل قطع غيار في سيارة..

أرجوك سيدتي قولي لي ماذا أفعل .. فإني أعيش مع استنساخ بشري يصيبني بالنفور ، وكم أخشى أن أؤذي أطفالي بصبري عليها .. فما يدريني أن تخطو ابنتي خطاها.

View thana-darwish's Full Portfolio