الفصل الثامن
قرأت اسمها على الأوراق أمامي مرات وابتسمت في سرّي ابتسامة رشحت على صفحة وجهي ووشت بسروري.
ريتا.....
رنّمته.. كأنه تعويذة او مانترا تكنس من الذاكرة العلائق و العوالق ليبقى معناه شعشعان نور.
و معناه عندي، تلك السنين المتأججة من الشباب التي كان فيها محمود درويش نبي الثورة الأوحد.
"أنا أحمد العربي فليأت الحصار.. وانا حدود النار".
سالتها بعينيّ .. هل كل ريتا تُختصر مثلك ومثل ريتا درويش "بإله في العيون العسلية" .. لكن عينيها بأهدابها المسبلة لم تحر جوابا......
للأسماء سحر و سر
فإن قلنا ريتا حضر محمود درويش و ان قلنا مالينا تثنت مونيكا ببلوتشي، وان ذكرت كوزيت حضر رب البؤساء.. فيكتور هيجو.
لا احد يعرف كيف ولما يختصر المبدع باسم رغم غزارة أعماله.. او كيف يخلده اسم في ذاكرة الجمع لأجيال.
وفيما كنت غارقا في غبطة تداعياتي، كانت ريتا مرتبكة تنتظر إشارة من رأسي بالموافقة او الرفض على وظيفة متواضعة تنظم فيها مواعيد المرضى..
أما القدر فكان يحيك على مهل فتحا جديدا بقصة حب قلبت كياني و أولوياتي و أفكاري و تركتني نهب رياحها هباء منثورا.
ومن يدري.......
لعله سطّر خطوطها مذ كنا في ضمير الغيب فكرة.
البحث عن أجوبة لأسئلة مراوغة مشاكسة تضييع للفرص و لفتنة اللحظة.
وأنا كنت في تلك اللحظة بالذات تحت سطوة فتنة اسمها وعينيها.... ريتا.
ريتا الخاصة بمحمود درويش
أتصدقين يا أمي ما زلت للآن أعيد قرآءة(شتاء ريتا الطويل) وللآن أكتشف أنني كنت أقرأها بمفهوم ضيق
سأعاود قراءتها
ولعلك تفتح لي آفاقا أخرى