الفصل الأول

 

 

 


الفصل الأول

 


الحصاة تحت لساني صارت صخرة، لو بصقتها بوجه السماء لارتدت إلي و سحقتني.

سأجرب أن أفتتها حصى صغيرة  أذروها في عيون الحماة، فيحسبون أني أعني بفنون التعذيب غوانتانامو و بالديكتاتور الأكبر فرعون.


الملاءات البيضاء على الأسرة، لباس الممرضات، ابتساماتهن البيضاء.. كلها كلها تواطؤ خفي مستفز مع الكبير، 

الكبير الذي جعل أيضا الأكفان و الأقمطة بلون مراوغ كقناع .. لا يتناسب مع سواد الحقيقة

ايتها النيرس .. يا ملاك الرحمة .. زيدي جرعة المورفين فقد تجاوزت عتبة الألم بسبع طباق.

و قولي للطبيب المناوب أن يخلع خارجا نظرة الشفقة قبل الدخول الي لا بعد الخروج.. 

منذ مدة لم أعد أسأله كم بقي في عداد الأيام كي لا أسمع الببغاء يردد .. "الأعمار بيد الله"

الرحمة قوالب و جمل حرفية لا تنحرف ..و لا يندرج فيها أخذ دور الكبير بإنهاء ألمي بوخزة إبرة صغيرة.

الألم الجبار يوصلني لنصوص مقدسة لتحريم الانتحار فأقهقه كالمجنون لحبكة القصة من المؤلف الأكبر.

أتذكر أمي الصابرة و حكايا ما قبل النوم عن أيوب....

يا لسذاجة الأطفال كم يصدقون الخرافات.


من الغرفة المجاورة .. جاري المريض منذ دهر.. يصلني صوت آلي : خذوه إلى البراد لحين استلام "الجثة".

 

 

View thanaa's Full Portfolio