شهادة زوج جهينة
في حياة جهينة صفحات ألم مطوية لم يشهد عليها أحد.
لأنهم لم يكونوا معها فيها ليشهدوا بالسلب أو الإيجاب ، بالصحيح أو الخطأ ، بالفضيلة أو الرزيلة.
و أنا لن أدّعي أني عرفت جهينة تماماً.....
كان يحدث كثيراً أنها وهي تودّ الحديث عن ماضيها بعينين دامعتين، تشعّ عيناها فجأة و تجري كوعل بريّ في سهوب القادم.
أو أن تضع رأسها على صدري لتنام من فرط تعب، فأجد رأسي هو من صار في حضن حنانها، و أناملها استراحة المحارب و سكينة اضطرابي.
لا.. لم أعرف يوماً هذه النفس التي اختلطت أضدادها فما عرفت فيها الضدّ من الضدّ.
فما كان يبدو بعين الغير سيئاً كنت أراه منتهى الخير.. و خيرها كثيراً ما يكون مكراً و حيلة.
جهينة يا وجعي الأكبر
أكبر مكر و شرّ أنك رحلت و تركتني لا متكأ لرأسي ولا طيب بعد طيبتك.
لمن أبثّ شجني بعدك يا حمامة السلام.
لمن أشكو وجع اغترابي وقلة حيلتي.
و أيّ البلاد ستحتمل حطامي ونقمتي.
الرصاص الطائش كالخطأ الطبي لا شفاعة له.. فالنوايا لا تعيد روحاً مغادرة لجثة ازرقّت كمداً.. و هل يهمّ بعد رحيلك أي الجهات كانت ضدّك.
فلعلها اتفقت جميعاً على لا هويتك ولا انتمائك.. وشربت معاً نخب انتصارها على مشارف نجيعك القاني.
أردت السلام في حربك الضروس.. فأصابك السلام بمقتل....
وها أنا أسألك مناجياً، هنا على قبرك حاضناً "ميرا" وحيدتنا و ثمرة حبنا و حلمنا :
هل وجدت في السماء وعدك بسلام غامر؟!
هل عرفت إن كانت الرصاصة التي أردتك من علاك طائشة أو مستهدفة؟!
هل شرح لك الله حكمته الخفية بأن يقتل الإنسان بيد الأهل؟!
وداعا زهرة الكابول......
فلبرعمك الصغير ان ينمو في أمدية من الضوء و الهواء و عذوبة المنهل.
وفي برعمك سأراك......
الأرض
اسمحي لي أن أطلق عليك اسم الأرض،فأنا أجد بك كل ما تحمله هذه الأرض في فصولها والأهم أجد فيك الحياة
وانت ابن الأرض البار
لعلك تراني حقا سيزار
هذا الحوار انا باختصار .. لا اطمح لمجد سوى انسانيتي
مساؤك بنفسج
https://www.postpoems.org/authors/thanaa/poem/1072122