الأسطورة





إلى وليد شحروري ابن السبعة عشر عاما، الذي قاد الملحمة البطولية بمواجهة جيش الاحتلال في نابلس وحيدا محاصرا لأكثر من عشرين ساعة في مقبرة، مصابا بصدره وقدمه، حتى نفذت ذخيرة سلاحه الفردي  



الأسطورة



أسطورة كبرى . .

كنت وحدك في فضاء المقبرة

مؤمناً بصواب فتحك

مضرجا بدماء جرحك

ومؤججا كقرنفلة



عشر ساعات مضت . . ولم تسلم

عَرَفَت سبابتك الطريق إلى الزناد . .ولن تسلم

ونزعت صمام الأمان لقلبك الموقوت

كقنبلة . .



عشرون ساعة أخرى . .

محلقاً بفضاء نفسك ..

حاصروك بكل أنواع السلاح

وكل أنواع الجيوش . . ولم تسلم

يا ابن جبل النار

يا ابن سبعة عشر عاما . .

أبت جراحك أن تواريك الثرى

رغم رصاصة في الصدر

كانت قاتلة . .





نَفُذَت ذخيرتك

وأنت من أسطورة تمشي إلى أسطورة

ضَمَمتَ سلاحك المكلوم إلى جراحك

ونزفت دمعا في الرحيل على رفاقك

واختلطت دموعك في دمائك

فَنَبَتَّ في نعش العروبة سنبلة



لَكَ احترامي - سيدي

كسرتَ أنف الجيش وحدك

وخضّتَ وحدك ملحمة



أسروكّ . . لا تحزن

لا تلعن ذخيرتك القليلة

فكل سلاحنا العربي

كل الجيوش، أمام ظلك مهزلة



أسروكَ، لا تبكِ

يا ابن جبل النار

يا ابن سبعة عشر عاما

سلمت يداك على الزناد

سلمت يداك مكبَّلة . .





01/07/2006

View tariqasrawi's Full Portfolio